صحافة دولية

تلغراف: هل تقود التغيرات المناخية لحرب أهلية في نيجيريا؟

تلغراف: قد يقود النزاع على مصادر الكلأ والعشب إلى حرب أهلية في نيجيريا- جيتي
تلغراف: قد يقود النزاع على مصادر الكلأ والعشب إلى حرب أهلية في نيجيريا- جيتي

نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لمراسلها في أفريقيا أدريان بلومفيلد، يقول فيه إن نزاعا على مصادر الكلأ والعشب قد يقود إلى حرب أهلية في نيجيريا.

 

ويقول بلومفيلد في بداية تقريره: "في الأراضي الرعوية وسط نيجيريا، فإن صوت الدراجات النارية كاف لزرع الخوف في قلوب أصحاب المواشي المسيحيين، الذين يلاحقهم نزاع دموي". 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن صوت المحرك السريع هو أول إشارة تحذير عن وصول عصابات الاختطاف، التي خرجت من الغابات وتحاول في آخر جولة من جولات المعركة على أراضي الرعي التي تختفي، وبدأت تتمحور بناء على الخطوط الطائفية.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن أكبر بلد أفريقي من ناحية السكان يعيش حربا غير معلنة في نيجيريا، مشيرة إلى أن من بين أسباب اندلاع هذه الحرب، التغيرات المناخية، والنزاع على الماشية بين المسلمين والمسيحيين، بشكل يهدد بتمزيق البلاد.

 

ويفيد الكاتب بأن الاقتتال على المراعي ومياه الشرب هو جزء من تاريخ الإنسان في أجزاء متعددة من أفريقيا، مستدركا بأنه في أجزاء أخرى من القارة، فإن العنف المرتبط بالماشية فتح المجال للعنف وسفك الدماء أكثر من أي وقت مضى. 

 

ويذكر التقرير أن الآلاف ذهبوا ضحية النزاع على الماشية في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، مستدركا بأن تداعيات هذا النزاع هي الأخطر في نيجيريا أكثر من النزاعات في دول أخرى، حيث قامت المليشيات التي أنشأها رعاة الماشية بنشر الفوضى في أجزاء كينيا الشمالية، وقتلت المزارعين البيض والسود على حد سواء. 

 

وتستدرك الصحيفة بأن تداعيات هذا النزاع في نيجيريا هي الأكثر خطورة من أي مكان، التي تعد أكبر دول القارة تعدادا للسكان، حيث فر مئات الآلاف من ديارهم؛ خوفا من الجوع والانهيار الاقتصادي وانتشار الأمراض والأوبئة، لافتة إلى أن أغلب هؤلاء من المسلمين الذين ينتمون إلى قبائل الفولاني، الذين يبلغ عددهم 20 مليونا، ويعتمدون على الرعي في المناطق الشمالية من البلاد، إلا أن نقص هطول الأمطار أدى إلى تصحر 75 في المئة من هذه الأراضي. 

 

ويرى بلومفيلد أن اختفاء مصادر المياه وهجمات جماعة بوكو حرام دفعا بقبيلة الفولاني إلى الزحف نحو الأراضي الخصبة المعروفة بحزام الوسط، حيث يعيش المسيحيون، وأدت محاولات السكان المحليين الحفاظ على مزارعهم ومراعيهم إلى عمليات انتقامية دموية، مشيرا إلى أن عددا من المزارعين عادوا إلى قراهم، حيث قطعت أيديهم وحشيت في جيوبهم لتخويف البقية.

 

وبحسب التقرير، فإن سكان القرى يشتكون من هجمات عصابات الدراجات النارية، لافتا إلى أن 71 شخصا قتلوا في الشهر الماضي في قرية في ولاية كادونا، عندما هدر صوت الدراجات النارية، وفتح راكبوها النار على السكان الهاربين قبل حرق بيوتهم وقتل أطفالهم.

 

وتنوه الصحيفة إلى أن ليس كل الهجمات نفذها عناصر الفولاني، فقتل 20 شخصا في تفجير استهدف قرية أغلبية سكانها مسلمون في ولاية زامفارا، بالإضافة إلى أن الهجمات ليست كلها من عمل الفولانيين ملاك الأبقار.

 

ويورد الكاتب أن الشباب الفولانيين، الذين خسروا مواشيهم، قاموا بفتح معسكرات اختطاف في الغابة الواسعة المعروفة باسم "روغو"، حيث ظهروا على دراجات نارية، لملاحقة الأشخاص الذين يسيرون وحدهم، مشيرا إلى أنه تم اختطاف حوالي 100 شخص في يومين من عمليات اختطاف في كادونا الشهر الماضي، بحسب مسؤولين محليين. 

 

ويجد التقرير أنه مهما كانت الدوافع، فإن النزاع ينظر إليه على أنه نزاع بين المسلمين والمسيحيين، وهو موقف تعزز من خلال الهجوم على كنيسة في بلدة بينو في شهر نيسان/ أبريل، الذي قتل فيه قسيسان و17 من رعاياهما كانوا في صلاة. 

 

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن الهجوم ترك أثره على المسيحيين النيجيريين، وأقنعهم أن هدف الفولانيين هو تشريدهم والسيطرة على أراضيهم.

التعليقات (0)

خبر عاجل