قضايا وآراء

ما هو العاجل في لقاءات كوشنر نتنياهو الأخيرة؟

عبد الناصر عيسى
1300x600
1300x600

أثارت جولة كوشنر و غرينبلات الأخيرة للمنطقة، و تحديدا لقاءاته المتكررة و المطولة مع المسؤولين الإسرائيليين، و على رأسهم نتنياهو العديد من التساؤلات، و خاصة حول أولويات و مضامين و تفاصيل و أهداف هذه اللقاءات، وذلك على الرغم من تأكيد المصادر الإسرائيلية أن اللقاءات المكثفة تضمنت بندين: الأول: وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام الأمريكية و المسماة بخطة القرن، و التي أصبح واضحا ما هو السيناريو المرجح لمصيرها أي: أمريكا تعرض خطة للتفاوض و النقاش و الفلسطيني يرفضها قطعا، و الإسرائيلي يجيب بنعم و لكن "لا "، ثم يمحى ذكرها و يبقى واقع الاحتلال متصاعدا، فعلام الكثافة و العجلة إذن؟


لأن معظم المصادر الغربية و الإسرائيلية تشير إلى أنه لن يتم عرض خطة ترامب قبل نهاية الصيف الحالي، و لأن تهدئة غزة "الملتهبة " هي مقدمة ضرورية للتمكن من عرض هذه الخطة، وعدم تكرار سيناريو نقل السفارة المخضب بدماء الفلسطينيين في غزة في 14-5، و لعدم وجود عقبات حقيقية من قبل الأطراف فمن المعقول الافتراض بأن العاجل و الملح في لقاءات كوشنر-غرينبلات-نتنياهو و غيرهم من القادة العرب هو ليس خطة السلام بل معالجة أوضاع قطاع غزة التي أنضجت سياسات إسرائيل تجاهه كل شروط و مقدمات الحرب في صيف 2018، و بشكل أدق كيف يمكن تحقيق الحد الأعلى من الأهداف الإسرائيلية تجاه غزة . 


مع ان الكثير من المحللين و الخبراء يؤكدون عدم وجود سياسة إسرائيلية واضحة أو متلائمة تجاه غزة، إلا أن جزءا مهما من الأهداف التي تسعى إسرائيل وتحديدا الليكود - وبالتالي كوشنر و غرينبلت-لتحقيقها في غزة واضحة، وعلى رأسها: منع انفجار غزة في وجه إسرائيل، وهو أمر يواجه بعقبتين رئيسيتين يبدو أن من الممكن أمريكيا تجاوزهما: أما الأولى فهي رفض وإصرار الرئيس أبو مازن على استمرار عقوباته ضد غزة تحت مبررات الضبط و السيطرة.


والثانية رفض وزير الدفاع ليبرمان و الوزير الأهم في الكابينت "بينت" للربط بين التخفيف عن غزة والتهدئة، في إنكار عنصري لعقلانية الفلسطيني و ليس اعترافا بحقه في المطالبة حتى بأبسط حقوقه في إطار قضيته الوطنية العادلة.


وفي المقابل يلقى الدعم و التشجيع من قبل الجيش و المؤسسة العسكرية، و لا يلقى معارضة تذكر من قبل الدول العربية، فوفق هآرتس فإن الملك الأردني لا يعارض شريطة أن لا يكون ذلك في إطار خطة لفصل الضفة عن غزة، أما ولي العهد محمد بن سلمان فهو يؤيد –و بعكس والده - هذه العملية حتى بثمن فصل غزة عن الضفة في إطار خطة ترامب.


 أما الهدف الثاني الذي يسعى نتنياهو وكوشنر و غرينبلات لتحقيقه فهو: كيف يتم التأكد بأن حماس، والتي هي في عيون "إسرائيل" المسؤولة عن كل ما يجري في القطاع من ناحية تلقي العقوبة و القصف، لن تكون مسؤولة أو عنوانا لأي مساعدات أو إنجازات اقتصادية و إنسانية، و لن تقطف ثمار صبرها و صمودها إلى جانب شعبها في وجه الحصار الإسرائيلي و الغير إسرائيلي الفاشل و الكريه.

 

هل ناقش الحلفاء شروط مسبقة للتخفيف عن غزة ؟ كضرورة حل مشكلة  إعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة منذ 2014، أو تحقيق تقدم معين فيها، كما تطالب و تضغط قوى داخلية إسرائيلية وعلى رأسها عائلات الجنود الأسرى.


 و هل و كيف يمكن تحقيق ذلك دون المس بالهدف الإسرائيلي الامريكي الثاني سالف الذكر ؟ من المحتمل أن يستعين الحلفاء كعادتهم "وقت الزنقات" ببعض الأصدقاء أو الاتباع العرب لتسهيل هذا التناقض، و لحل هذه المعضلة وقد يكون ذلك على أرضية تحريك - وليس حل- موضوع الجنود الأسرى، دون أن يظهر ذلك كإنجاز للمقاومة بل كتنازل منها أمام صلابة الموقف الإسرائيلي.


 إلى أي مدى سيحقق نتنياهو و كوشنير خططهما و أهدافهما ؟ يتعلق الأمر بدرجة واضحة بمواقف و أولويات و حسابات الشعب الفلسطيني و على رأسه مقاومته الباسلة .


0
التعليقات (0)