صحافة دولية

صندي تلغراف: ماذا يحدث في إيران.. وما مصير روحاني؟

صندي تلغراف: تصاعد الضغوط على النظام الإيراني مع بدء التجار إضرابا وبدء تأثير العقوبات- جيتي
صندي تلغراف: تصاعد الضغوط على النظام الإيراني مع بدء التجار إضرابا وبدء تأثير العقوبات- جيتي

قالت صحيفة "صندي تلغراف" إن الضغوط على النظام الإيراني باتت تزداد، في الوقت الذي بدأ فيه التجار إضرابهم، بالتزامن مع بداية ظهور آثار العقوبات التي أعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب فرضها على الجمهورية الإسلامية. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تجار البازار يحاولون إظهار أن لديهم القوة، كما كانت عندما شاركوا في الإطاحة بشاه إيران عام 1979، حيث دعموا الثورة ضده، ولهذا قاموا بإغلاق محلاتهم تحت العقود المقببة الأسبوع الماضي، في إضراب لمدة 3 أيام. 

 

وتجد الصحيفة أنه "مع أن البازار الواسع لم يعد المركز الاقتصادي لطهران، إلا أن الرمزية السابقة لا تزال في جوانبه، والسؤال هو عن المدة التي سيبقى فيها الرئيس حسن روحاني في الحكم، في وقت يتعرض فيه لضغوط من المتشددين في الداخل، ويواجه ضغوطا جديدة من الخارج، متمثلة في العقوبات الأمريكية". 

 

ويلفت التقرير إلى أن المتشددين الذين هاجموا الرئيس روحاني عندما فاز في الانتخابات عام 2013، هم من تم تحميلهم مسؤولية الوقوف وراء الإضراب، وبأنهم يحاولون استغلاله لصالحهم، مشيرا إلى أن هؤلاء يعارضون التعامل مع الغرب، ووقف تدخل إيران في شؤون الشرق الأوسط. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن التجار، قولهم إن رجالا لم يكشفوا عن هويتهم توزعوا على طرقات البازار، وطلبوا منهم إغلاق متاجرهم، ويعتقد أن هؤلاء من أتباع المتشددين، لافتة إلى أنه تم فتح النار على الحكومة الحالية، حيث أشار عدد من المتشددين، المقربين من آية الله علي خامنئي، إلى أن البلد قد تكون في وضع أفضل لو تمت الإطاحة بهذه الحكومة. 

 

ويفيد التقرير بأن التجار يشعرون بالكثير من المظالم، خاصة بعد انهيار سعر الريال أمام الدولار الأمريكي، بعد خروج الرئيس ترامب من المعاهدة النووية الشهر الماضي، وإعادة فرض العقوبات على طهران، مشيرا إلى أن علي خامنئي رد على الضغوط الأمريكية قائلا: "يحاولون ممارسة الضغوط الاقتصادية لفصل الشعب عن النظام، لكن ستة رؤساء أمريكيين حاولوا قبله عمل هذا، وتخلوا عن محاولاتهم". 

 

وتنقل الصحيفة عن ميسم، الذي يبيع الصابون ومستحضرات العناية بالجلد في البازار، قوله إن "الإضرابات ربما دفعت بها الجماعات السياسية المعارضة لروحاني، إلا أن أصحاب المحلات يبحثون عن طرق للتعبير عن احتجاجاتهم"، وأضاف: "ما نريده وبقية أصحاب المحلات هو الاستقرار". 

 

وينوه التقرير إلى أن لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، أظهرت محتجين وهم يهتفون هتافات معادية للتدخل المكلف في سوريا، وهتفوا قائلين: "اتركوا سوريا وفكروا بنا"، حيث قامت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم. 

 

وتستدرك الصحيفة بأن التجار كانوا أكثر حذرا، حيث قالت صائغة إن بعض التجار أجبروا على المضي في الإضراب مع المحتجين، وأضافت: "لدينا مشكلة بسبب الركود، لكن إغلاق المحلات سيضر بنا أكثر". 

 

وبحسب التقرير، فإن روحاني أظهر تحديا، حيث طالب الإيرانيين بالوحدة؛ "لتركيع أمريكا"، فيما دعا علي خامنئي إلى الوحدة ومعاقبة المحتجين.

 

وترى الصحيفة أن المستقبل قاتم بالنسبة لروحاني، الذي لم تظهر على بلاده نتائج العقوبات الاقتصادية الأمريكية بشكل كامل، حيث ستفرض واشنطن عقوبات على تصدير النفط، يبدأ من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، مشيرة إلى تعليق علي فتح الله نجاد من مجلس العلاقات الخارجية الألماني، قائلا: "تواجه إدارة روحاني مشكلات عميقة". 

 

ويذكر التقرير أن إدارة باراك أوباما قادت في عام 2015 جهودا لتوقيع اتفاقية نووية مع إيران؛ لوقف نشاطاتها النووية، مقابل رفع العقوبات وفتح البلاد للاستثمار، حيث بدأت الشركات الأوروبية بفتح مكاتب لها، لافتا إلى أن الدول الأوروبية تريد الحفاظ على المعاهدة، إلا أن واشنطن تتوقع من الأوروبيين والصين وروسيا احترام العقوبات. 

 

وترجح الصحيفة استمرار الإضرابات، حيث شهدت البلاد في كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير سلسلة من الاحتجاجات، التي شجع عليها المتشددون، وانتشرت لعدد من المدن. 

 

ويورد التقرير نقلا عن المحلل الإيراني نايسان رافاتي من مجموعة الأزمات الدولية، قوله إن التوقعات كانت مرتفعة من الاتفاقية النووية، بأن ينتهي معها زمن العقوبات، إلا أن المشكلات البنيوية، مثل الفساد وسوء الإدارة، لا تزال قائمة. 

 

وتختم "صندي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول الخبيرة في شؤون إيران في معهد "بروكينغز" سوزان مالوني، إن هناك مفهوما بأن إيران على حافة الانهيار، مع أنها وخلال الأربعين الماضية عانت الكثير من الكوارث "وقد أتقنت القيادة فن البقاء".

التعليقات (0)