سياسة دولية

لماذا هاجم "زيدان" الثورة الليبية وغازل "فلول " القذافي؟

القنين: زيدان بهذه التصريحات يخادع ويحاول أن يطفو مع التيار- جيتي
القنين: زيدان بهذه التصريحات يخادع ويحاول أن يطفو مع التيار- جيتي

هاجم رئيس الحكومة الليبية الأسبق، علي زيدان، الثورة الليبية ضد نظام القذافي، مؤكدا أن آثارها السلبية أكبر كثيرا من إيجابيتها، وسط تساؤلات عن أهداف هذه التصريحات الغريبة في هذا التوقيت.

وقال زيدان إن "أحداث 17 شباط/ فبراير 2011 ليست ثورة، وإنما يمكن اعتبارها مجرد "حركة"، وأنه تواصل خلال هذه الأحداث مع سيف الإسلام نجل القذافي، وطلب منه التعاون والتحرك من أجل إيجاد مخرج للأزمة"، دون مزيد من التفاصيل.

وأشار إلى أنه "لم يكن بينه وبين الفقيد الراحل معمر القذافي أي خلافات شخصية، ولكن كان الاختلاف فقط على طريقته الخاطئة وغير المقبولة في إدارة البلاد، ويجوز في السياسة أن تتصرف بما يتعارض مع قناعاتك الشخصية، من منطلق المصلحة الوطنية"، وفق تصريحات تلفزيونية.

وأثارت تصريحات زيدان، الذي كان يعمل في السلك الدبلوماسي في عهد القذافي، مزيدا من التساؤلات حول: دلالة التوقيت؟ ولماذا هاجم الثورة الآن، رغم أنها من جاءت به للسلطة؟ هل يريد مغازلة "فلول" القذافي حال ترشح للانتخابات"؟.

تصريحات "غريبة وتناقضه"

من جهته، أكد الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أن "تصريحات "زيدان" غريبة، وتناقض مواقف وتصريحات سابقة له في وصف ما جرى في ليبيا، وبخصوص آثارها السلبية، فهذا صحيح، لكنه يؤكد أنها "ثورة"، إذ ليس ثمة ثورة لا تخوض في محيط من الدم والخراب"، وفق وصفه.

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21"، أنه "ليس بالضرورة أن تكون تصريحات "زيدان" مغازلة لأنصار النظام السابق فقط، لكنها أيضا مغازلة لكل من هو متذمر من نتائج الثورة وعجزها حتى الآن في تأسيس الدولة، لكن هذا التوجه غير مضمون النتائج، فأنصار الثورة ما زالوا يحتفلون بها رغم المعاناة"، كما قال.

مغازلة "فلول" القذافي


وقال الناشط والمدون الليبي، عبد القادر القنين، إن "زيدان بهذه التصريحات يخادع ويحاول أن يطفو مع التيار، كونه من المواكبين للثورة من أول يومها حتى أسقطت النظام، وكان له تصريحات قوية وقتها ضد القذافي وابنه سيف، فلماذا الآن يصرح بعكس مواقفه؟".

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "زيدان قد يكون رأى قوة لـ"فلول" القذافي وعودتهم للمشهد، فأراد حجز مكان معهم من الآن، وتصريحات "مغازلة" صريحة لعناصر النظام السابق، في محاولة منه لنفي مشاركته في ثورة أطاحت بزعيمهم"، وفق رأيه.

"الحبس" لا "الانتخابات"


المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، رأى من جانبه أن "زيدان يبحث عن أي طريق للعودة إلى المشهد السياسي، وهو شخص "انتهازي" يحاول الرقص على كل الحبال للوصول إلى مبتغاه، وهو السلطة، وهو القائل من قبل إنه لم يعارض القذافي يوما"، حسب تعبيره.

وتابع: "هجومه على الثورة هدفه استمالة أطراف النظام السابق، وكذلك استعطاف الشريحة التي تضررت جدا من جراء الأزمات الحالية في ليبيا، لكنه واهم، فهو مطلوب للعدالة، وعليه مذكرة قبض بتهم الفساد وإهدار أكبر ميزانية في ليبيا. خلال رئاسته للحكومة، لذا مكانه السجن لا الانتخابات"، وفق قوله لـ"عربي21".

ويعدّ زيدان (67 عاما) من المعارضين للقذافي في الخارج، وانضم إلى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، التي كانت بمثابة حركة للمعارضة من الخارج، وفي أعقاب الثورة الليبية أسس حزب الوطن للتنمية والرفاه، وتم انتخابه في 14 أكتوبر 2012 رئيسا للحكومة الليبية، ثم أقاله المؤتمر الوطني في مارس 2014، وبعدها هرب خارج البلاد.

التعليقات (1)
فراس
الثلاثاء، 17-07-2018 05:05 م
معة حق زيدان ان يهاجم الوضع القائم بليبيا كما لدى الشعب الليبي الحق بالنظر للأنظمة التي شاركت بتدمير ليبيا وتمزيقها وتشريد شعبها باعتبارهم أعداء للابد , ومن حق الشعب الليبي بعد استقرار اوضاعة ان يقوم بقطع العلاقات وسحب الاعتراف بالانظمة التي دمرت بلدة والتقدم للمحاكم الدولية بقضايا لمحاكمة مسؤولي تلك الأنظمة والزامهم بالتعويض للضحايا وتعويض الشعب الليبي عن الدمار والخسائر المعنوية والمادية واعتبار تلك الأنظمة بنفس مستوى الكيان الصهيوني , واخص بالذكر أنظمة الخليج بقطر والامارات والأردن التي أرسلت جيوش ومرتزقة وصرفت المليارات لتدمير الدول العربية للحصول على رضى الصهاينة والناتو وعملائة الصغار