سياسة عربية

تصاعد المطالب بمظاهرات العراق.. ولجنة محاسبة لاحتوائها

تشهد المحافظات الجنوبية إضافة للعاصمة مظاهرات شبه يومية- جيتي
تشهد المحافظات الجنوبية إضافة للعاصمة مظاهرات شبه يومية- جيتي

تصاعدت مطالب المحتجين في المظاهرات التي يشهدها جنوب العراق، إذ شهدت اليوم الأربعاء مطالب بإقالة مسؤولين اتهمهم المتظاهرون بأنه "فاسدون"، في حين أعلنت الحكومة العراقية تشكيل لجنة محاسبة مسؤولين وصفتهم بـ"المقصرين"، وتشكيل خلايا أزمة لاحتواء المظاهرات الغاصبة الواسعة.

وقال العبادي إن حكومته شكلت لجنة محاسبة مسؤولين في المحافظات، إلى جانب تشكيل خلية أزمة في الوزارات الخِدمية المعنية، وذلك لاحتواء موجة التظاهر التي تعم جنوب البلاد، وامتدت إلى العاصمة بغداد.

وأضاف في مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء، إن لجانه تدرس اتخاذ إجراءات سريعة لتوفير فرص للعاطلين عن العمل.
 
وبحسب العبادي، فإن مجلس الوزراء أقر بتشكيل لجنة عليا بعضوية ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة المعنيتين بملاحقة ملفات الفساد؛ لمحاسبة المقصرين في عموم المحافظات.

وقال: "نواصل اللقاءات مع المواطنين للاستماع لمطالبهم، والاستجابة لها، عبر إجراءات في القطاعات الخدمية، وتوفير فرص العمل، وتعزيز قروض صندوق الإسكان والمشاريع بكل المحافظات، مع وجود خصوصية لبعضها". 

وتعهد قائلا: "لن نتهاون بمحاسبة أي مسؤول مقصر وفاسد ولم يقم بواجبه".

 

اقرأ أيضا: العبادي: اعتقلنا "مندسين" بالتظاهرات وتوصلنا لارتباطاتهم


من جهته، قال وزير التخطيط سلمان الجميلي، إن الحكومة بصدد تشكيل خلية أزمة في كل وزارة من الوزارات الخِدمية المعنية، بتوفير مطالب المتظاهرين في محافظات الجنوب.

وقال إن الهدف من تشكيلها "البحث عن وسائل تضمن توفير الأموال اللازمة للمحافظات الجنوبية؛ من أجل البدء في تنفيذ مشاريع خِدمية، والاستجابة لمطالب المتظاهرين".

تصاعد المطالب بالاحتجاجات

وعلى الرغم من هذه التطمينات الحكومية، إلا أن مطالب المحتجين تصاعدت في جنوب العراق، إذ طالبت اللجان التنسيقية للمظاهرات في محافظة ذي قار بإقالة المحافظ ومدراء الدوائر، الذين وصفتهم بـ"الفاسدين". 

ونددت كذلك بـ"التسويف الذي يمارسه مجلس المحافظة والمحافظ إزاء طلبات المتظاهرين السلميين".

ودعت إلى توفير الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والماء والبطاقة التموينية والأدوية والعلاجات الطبية، وغيرها من الحاجيات الضرورية.

ومنذ الاثنين الماضي، تسود أجواء من الهدوء الحذر في محافظات ومدن جنوبي العراق، مع دخول مهلة أسبوع حددها شيوخ العشائر للحكومة حيز التنفيذ، من أجل تحقيق مطالب المتظاهرين.

وعانت مدن جنوبي العراق من الإهمال على مدار الحكومات العراقية المتعاقبة، رغم الثروة النفطية التي تتمتع بها، لا سيما مدينة البصرة، التي تشهد ترديا في الخدمات بشكل غير مسبوق.

 

اقرأ أيضا: هذا ما فجّر الاحتجاجات في العراق.. لم تكن وليدة اللحظة

وتشهد المحافظات الجنوبية، إضافة للعاصمة، مظاهرات شبه يومية، بدأت شرارتها في 8 تموز/ يوليو الجاري، في محافظة البصرة؛ احتجاجا على سوء الخدمات والبطالة. 

وتبعتها مظاهرات مشابهة في كل من المثنى وذي قار وميسان والديوانية وواسط والنجف وكربلاء وبابل.

وتخللت المظاهرات المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي صدامات بين المحتجين والقوات الأمنية، وتكررت في عدة محافظات، الأمر الذي أدى لوقوع جرحى وقتلى في صفوف الطرفين.

ويعدّ العراق من بين أكثر دول العالم فسادا بموجب مؤشر منظمة الشفافية الدولية على مدى السنوات الماضية. 

التعليقات (0)