طب وصحة

دراسة: هل ينام الأشخاص المتدينون بشكل أفضل؟

 البحوث الإضافية اكتشفت وجود صلة قوية بين الملتزم دينيا والصحة العقلية الجيدة- جيتي
البحوث الإضافية اكتشفت وجود صلة قوية بين الملتزم دينيا والصحة العقلية الجيدة- جيتي

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن البحث الذي استمر لسنوات، والذي أظهر العلاقة القائمة بين الالتزام الديني والصحة الجيدة. فعلى سبيل المثال، تبين أن مرضى السرطان الملتزمين تتراجع لديهم أعراض المرض، ويتحسن أداؤهم.

وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن البحوث الإضافية اكتشفت وجود صلة قوية بين الملتزم دينيا والصحة العقلية الجيدة.

 

وقد أجريت دراسة حديثة، بحثت في سبع دراسات سابقة، حول علاقة الدين بنوم الشخص نوما عميقا وهادئا، فوجدت أن الأشخاص المتدينين يتمتعون بساعات نوم تقدر بسبع ساعات في الليلة مقارنة بغيرهم.

كما أشارت الدراسة إلى أنه من المثير للاهتمام أن يحظى الأشخاص الذين يعتنقون دينا يمكن وصفه بأنه دين ليبرالي معتدل على غرار الكنيسة المشيخية، أو الأديان المحافظة على غرار المعمدانية، بهذا العدد من ساعات النوم.

وذكرت المجلة أن الدراسة بينت أيضا أن الأشخاص الذين يؤدون الشعائر الدينية بانتظام هم أكثر عرضة للتمتع بنوم عميق. ولقد عثر على تأثير مماثل لدى أولئك الذين يحضرون الشعائر الدينية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، دون أن يكون وراء هذا الحضور رغبة في الحصول على مصلحة ما في أغلب الأحيان.

وذكرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعتقدون أن الله هو الذي يتحكم في حياتهم منفتحون أكثر مقارنة بغيرهم للتصريح بأنهم يتمتعون بنوم جيد. ولقد تمت ملاحظة تأثير مماثل لدى أولئك الذين يعتقدون أن جسدهم مقدس. كما ثبت أن الالتزام الديني خفف من حدة اضطرابات النوم بين قدامى المحاربين الأمريكيين، الذين كانوا عرضة لقلة النوم لأسباب متعددة.

وأفادت المجلة بأنه من المهم ملاحظة أن الدين لم يكن مرتبطا دائما بنتائج أفضل للنوم. فعلى سبيل المثال، كشفت إحدى الدراسات أن الممارسة الدينية تجعل الشخص عرضة لقلة النوم. كما كشفت دراسة أخرى أن النوم السيئ وتنامي استخدام الأدوية المنومة منتشر بين أولئك الذين لديهم شكوك حول الدين.

وذكرت المجلة أن العلماء الذين أشرفوا على هذه الدراسة يعتقدون بوجود أربعة احتمالات تتعلق بالصلة بين النوم الجيد والوازع الديني. ففي البداية، ذكروا أن التدين يخلص الشخص من الضغوط النفسية، إذ ترتبط بالعديد من الحالات النفسية، على غرار الكآبة واضطرابات ما بعد الصدمة بالنوم السيئ. لذلك، فأي تغيير يحسن هذه الأعراض قد يقود إلى نوم أفضل.

كما بين العلماء أن الدين يحمي الشخص من تعاطي المخدرات، فالعديد من المواد الكيميائية على غرار الكحول والنيكوتين لها تأثير سلبي شامل على النوم، خاصة أن العديد من الأديان تنهى عن استخدام هذه المواد. ويستشهد مؤلفو الدراسة بأبحاث تبين أن الأفراد الملتزمين دينيا أقل عرضة لتناول النيكوتين والكحول والمخدرات وغيرها من المواد الأخرى المخدرة.

ونقلت المجلة عن هؤلاء الباحثين قولهم إن الدين يقلل من التعرض للتجارب المجهدة. فضلا عن ذلك، أورد الباحثون أن مصادر الإجهاد الحاد والمزمن تؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم، حيث أشار الباحثون إلى أن ممارسة الشعائر الدينية يمكن أن تقلل من تعرض الشخص لبعض أنواع الإجهاد. وأفاد هؤلاء الباحثون بأن الدين يحمي من الإجهاد الفسيولوجي المزمن، إذ إن الضغوط التي يواجهها البشر تؤثر على الأجسام وعلى أنظمة الضغط لديهم، كما يمكن أن تؤدي مع مرور الوقت إلى الانهيار والمرض.

وبينت المجلة أنه من المهم أن يضع الشخص في عين الاعتبار أن جميع البيانات التي راجعها المؤلفون كانت مترابطة، بمعنى أنها جُمعت في نقطة واحدة في كل مرة إثر كل دراسة أُجريت. ولأنه من المعروف أنه لا يمكن استنتاج سببية ما من خلال الترابط، فهذا يعني أنه لا يمكن استنتاج أن الشخص المتدين يحظى بالضرورة بنوم جيد.

وقالت المجلة إن هذه الفرضية قد تكون صحيحة في حال كان الأشخاص المتصلون اجتماعيا، على سبيل المثال، متدينين ويميلون إلى النوم بشكل أفضل. لذلك، ما يبدو وكأنه تأثير للدين على النوم يمكن أن يكون في الواقع تأثيرا اجتماعيا على كل من الدين والنوم.

وأوردت المجلة أن العكس قد يكون صحيحا، أي أن النوم بشكل أفضل يجعل المرء أكثر عرضة لأن يكون متدينا. فالنوم بشكل أفضل، على سبيل المثال، قد يجعل الشخص أكثر استعدادا للاستيقاظ في صباح يوم عطلة نهاية الأسبوع لحضور الشعائر الدينية، في حين أن المحرومين من النوم بشكل مزمن قد يفضلون النوم في صباح يومي السبت والأحد.

في الختام، أشارت المجلة إلى أن مُعدي هذه الدراسة يرون أن هناك حاجة ملحة إلى إجراء بحث إضافي لفهم العلاقة بين الدين والنوم بشكل أفضل، بما في ذلك التداعيات السلبية المحتملة. لذلك، يمكن أن تبدأ التصاميم التي تجرى على المدى الطويل، والتي يتم فيها جمع البيانات على العينة ذاتها في نقاط زمنية مختلفة، في معالجة قضية الترابطية والسببية.

التعليقات (0)