صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي يستعرض سيناريوهات اشتعال جبهة الشمال

إسرائيل تتخوف من تدهور الأوضاع إلى عكس ما تريده الأطراف- جيتي
إسرائيل تتخوف من تدهور الأوضاع إلى عكس ما تريده الأطراف- جيتي

استعرض خبير عسكري إسرائيلي، الثلاثاء، سيناريوهات واستعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي، المتعلقة بمواجهة حرب محتملة في الشمال.

وأوضح الخبير الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، "عرض قبل عدة أسابيع، على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيناريوهات تتعلق بتطورات الحرب المحتملة في الشمال، وأثرها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

ونوه إلى أن "ضباطا كبارا في الجيش أطلعوا الوزراء على حسابات الأضرار المحتملة، في حالة حدوث معركة قصيرة مع حزب الله في لبنان (حوالي عشرة أيام)، وحملة متوسطة (حوالي ثلاثة أسابيع) وحملة طويلة تدوم أكثر من شهر".

وزعم هرئيل، أنه "تم تقديم هذ المعلومات للوزراء كجزء من تعميق فهم المجلس للقضايا الأمنية، ولا ينبع ذلك من تقييم جديد للفرص المتزايدة للحرب في الشمال"، مشيرا إلى أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، "ما زالت تعتقد أن فرص مبادرة حزب الله أو إيران لحرب لا تزال منخفضة".

أما مصدر القلق الإسرائيلي الرئيس، فـ"ينبع من احتمال أن تؤدي الحوادث المحلية في سوريا أو لبنان إلى تدهور، على عكس نوايا الأطراف"، وفقا للخبير الذي ذكر أن التقديرات في السنوات الأخيرة، تشير إلى أن حزب الله يمتلك ما بين 120 و130 ألف صاروخ وقذيفة؛ معظمها قصيرة ومتوسطة المدى".

ولفت إلى أن مدى 90 بالمئة من الصواريخ يصل إلى 45 كم، وهو ما يعني تعريض المستوطنات الإسرائيلية في حيفا وفي الشمال للخطر، مع العلم أن معظم الصواريخ تحمل رؤوسا حربية يصل وزنها إلى 10 كيلوغرامات.

وبحسب قانون الاحتلال الإسرائيلي، فإنه "تم تصميم المناطق المحمية في أي مبنى جديد منذ منتصف التسعينيات، لتوفير الحماية ضد مثل هذه الصواريخ التي لا تخترق الجدران الواقية".

إخلاء البلدات

وحول السيناريوهات التي تم عرضها، فقد تضمنت "تقديرا تقريبيا لمتوسط عدد الصواريخ التي ستطلق يوميا، ومعدلات الاعتراض المتوقعة، ونسبة سقوطها في المناطق المبنية مقابل المناطق المفتوحة والعدد التقديري للإصابات"، وفق هرئيل الذي بين أن "الجيش يخطط لإخلاء مئات الآلاف من السكان من مدى الصواريخ إلى وجهات مختلفة في إسرائيل".

وتشمل الخطة، "إخلاء كاملا للمستوطنات، باستثناء قوات الطوارئ، من القطاع القريب من الحدود اللبنانية، ويقدر عدد من سيتم إجلاؤهم بـ78 ألف شخص، من 50 بلدة تقع ضمن مسافة تصل إلى أربعة كيلومترات من الحدود، وهناك نية لمساعدة الذين يريدون إخلاء البلدات من المناطق البعيدة عن الحدود".

وتشتمل الخطة، على ترتيب مهام بين مختلف السلطات المحلية لاستيعاب الإسرائيليين الذين سيتم إجلاؤهم إلى المناطق الجديدة البعيدة عن الحدود، كما أنه تم تحديد قائمة بمواقع الاستيعاب وعدد الأسر المطلوبة.

وفي حالة الحرب، أكد الخبير أن "إسرائيل ستواجه معضلة تشغيل منصة الغاز في حقل تمار"، مرجحا أنه "سيتم تعطيل العمل في المنصة بسبب الخوف من الضرر الذي لا يمكن إصلاحه، على الرغم من أن القاعدة ستحميها أنظمة اعتراض نظام الدفاع الجوي والبحرية".

وأضاف أن "الضرر الذي قد يصيب المنصة أثناء التشغيل يحتاج لعدة سنوات لإصلاحه، بينما إذا تعرضت للإصابة أثناء توقفها، فسيحتاج إصلاحها إلى عدة أسابيع فقط؛ لذا فإنه يسود الاعتقاد بأنه سيتم وقف العمل فيها في حال اندلاع حرب".

ووفق هذا السيناريو، فإنه "سيتعين على شركة الكهرباء الإسرائيلية ووزارة الطاقة، التحول لسياسة إدارة الطلب في قطاع الكهرباء؛ أي المبادرة، ولأول مرة، إلى قطع التيار الكهربائي في جميع أنحاء إسرائيل طوال فترة الحرب".

 

وحدد الجيش وسلطة الطوارئ 50 بنية تحتية في إسرائيل، على أنها "حاسمة وتتطلب حماية واسعة، بما في ذلك مرافق الطاقة والمواصلات، وخلال السنوات الأخيرة تمت حماية 20 بالمئة من هذه البنى التحتية".

برنامج محوسب

وإلى جانب ما سبق، تابع هرئيل، بأنه "سيركز الجيش بشكل خاص على هذه المواقع، إلى جانب قواعد القوات الجوية وعدد من المعسكرات العسكرية الإضافية".

ونبه الخبير الإسرائيلي، إلى أن إحدى القضايا التي تقلق كبار المسؤولين في الجيش؛ تتعلق بـ"الفجوة في توقعات الجمهور الإسرائيلي، بالنظر إلى خبرته في الحروب التي تعرضت فيها الجبهة الداخلية للهجوم في الماضي، مقارنة بما هو متوقع في حال وقوع مواجهة واسعة النطاق في شمال إسرائيل".

وقدر أن وقوع حرب في الشمال ستختلف عن الحروب الثلاث التي وقعت مع غزة، حيث تم تشغيل منظومة "القبة الحديدية"، لاعتراض الصواريخ التي أطلقت من غزة، وذلك أن اندلاع حرب في الشمال، "سيتطلب من إسرائيل التعامل مع مئات الصواريخ في اليوم، سواء في الشمال أو في وسط إسرائيل".

وألمح هرئيل، إلى فشل منظومات الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية المختلفة في اعتراض الصواريخ التي سيتم إطلاقها من الشمال مثلما تم في عمليات اعتراض صواريخ غزة.

وأرجع إمكانية "تقليص عدد الضحايا الإسرائيليين، إلى إمكانية إجلائهم من المناطق المتاخمة للحدود، إضافة إلى مستوى عال من اهتمام الإسرائيليين بالتعليمات الدفاعية المتعلقة بالجبهة الداخلية".

ويفترض أن "يساهم تحسين نظام الإنذار، الذي يمكنه الآن وبدرجة عالية من الدقة تحديد إطلاق الصواريخ والتنبؤ بمنطقة سقوطها، في تسهيل تحذير الجمهور في الوقت المناسب".

ومن بين الإجراءات الإسرائيلية، ذكر الخبير، أنه تم "تطوير برنامج محوسب سيمكن من رصد موقع الضرر وفقا لسلسلة من المعلومات التي قد تسهل عمل أجهزة الإنقاذ".

التعليقات (0)