ملفات وتقارير

الإرهاب يضرب الأردن مجددا.. وأصابع الاتهام تشير لتنظيم الدولة

رجح خبراء أمنيون أن يكون تنظيم الدولة "داعش" وراء تفجير مركبة للدرك الأردني مساء الجمعة- فيسبوك
رجح خبراء أمنيون أن يكون تنظيم الدولة "داعش" وراء تفجير مركبة للدرك الأردني مساء الجمعة- فيسبوك
رجح خبراء أمنيون ومختصون في شؤون الجماعات الإسلامية أن يكون تنظيم الدولة "داعش" وراء تفجير مركبة للدرك الأردني مساء الجمعة والذي أودى بحياة رجل أمن أردني واصابة 6 اخرين في محيط مهرجان الفحيص .

وعقب العملية مساء السبت مداهمات واشتباك بالاسلحة مع خلية مسلحة في مدينة السلط أسفرت عن مقتل 4من رجال الأمن وإصابة 24 شخصا مما يعيد للأذهان سيناريو عمليتي اربد والكرك التي وقعتا في 2016 وتبناها تنظيم الدولة.

اقرأ أيضا: عملية الكرك.. لماذا لم يستفد الأردن من دروس سابقة؟ 

وقالت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات إنّ الأجهزة الأمنيّة المختصّة نفّذت مداهمة في موقع خليّة إرهابيّة بعد الاشتباه بتورّطها في حادثة الفحيص الإرهابيّة، حيث تحرّكت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنيّة إلى مدينة السلط لإلقاء القبض على المشتبه بتورّطهم في هذه العمليّة.

وبيّنت غنيمات رفض المشتبه بهم تسليم أنفسهم وبادروا بإطلاق نار كثيف تجاه القوّة الأمنيّة المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى الذي يتحصّنون به، والذي كانوا قد قاموا بتفخيخه في وقت سابق، ممّا أدّى إلى انهيار أجزاء منه خلال عمليّة المداهمة، ونجم عن الاشتباك استشهاد أحد أفراد القوّة الأمنيّة، وإصابة عدد منهم، بالإضافة إلى إصابة عدد من المدنيين.

وأوضحت أنّ القوّة الأمنيّة تمكّنت من إلقاء القبض على ثلاثة من أعضاء الخليّة من خلال مداهمة أمنية نفذت بناء على بيانات ومعلومات بعد عمليّات استخباريّة حثيثة ودقيقة من الأجهزة الأمنيّة.

خلية محترفة

الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، يرجح في حديث لـ"عربي21"، وقوف تنظيم الدولة وراء "تفجير الفحيص"، معتقدا أن من قام بالتخطيط والتنفيذ للعملية، "يتمتع بخبرة في صناعة المتفجرات قد تلقاها في سوريا أو العراق".

وحسب أبو هنية، "المؤشرات قريبة من تنظيم الدولة، لم يتبنى التنظيم العملية حتى الآن لكن التكتيك موجود لدى هذا التنظيم على غرار ما حصل في حادثة الكرك، ويشير التفجير لوجود خلية  وليست عملا فرديا أو ذئبا منفردا، إذ قامت هذه الخلية بطريقة احترافية بالرصد والمتابعة، وإعداد العبوة وهذا يحتاج إلى تدريب غير متوفر في الأردن، ومن المتوقع أن يكون من قام بإعداد هذه العبوة تدرب في الخارج".

عمليات لداعش على الساحة الأردنية

واستهدف تنظيم الدولة الأردن بعدة عمليات في السنوات الأخيرة كان ذروتها في عام 2016 حينما كان التنظيم في ذروته بسوريا والعراق.

وبدأت أولى الأحداث الأمنية في 3 مارس/اذار/2016،عندما قضت السلطات على “خلية إرهابية” في اربد (شمال المملكة)، نتج عنها مقتل 7 من أفراد المجموعة ومقتل ضابط أردني.

اقرأ أيضا: "عملية إربد".. خيوط مفقودة وأسئلة دون إجابة

وشهد حزيران/ يونيو من نفس العام حدثين أمنيين، ففي السادس من الشهر، قام شخص مسلح بشن هجوم على مكتب للمخابرات في العاصمة عمان، مخلفا خمسة قتلى من منتسبي جهاز المخابرات، ليتمكن المنفذ من الفرار ويقبض عليه بعد ساعات على يد مواطنين أردنيين اشتبهوا فيه داخل أحد المساجد.

ولم يكن نهاية الشهر أقل دموية، اذ تبنى تنظيم الدولة بتاريخ 21 حزيران/ يونيو 2016، تفجير سيارة مفخخة استهدفت موقعا عسكريا متمركزا على الساتر الترابي المقابل لمخيم اللاجئين السوريين في منطقة الرقبان، وأسفر التفجير عن مقتل سبعة جنود أردنيين وجرح آخرين.

في الـ 18 من كانون أول/ ديسمبر2016  اتجهت عيون الأردنيين الى مدينة الكرك في جنوب المملكة، إذ سقط 10 قتلى أغلبهم من رجال الأمن العام في اشتباك مع خلية مسلحة تحصنت داخل قلعة أثرية في المدينة.

ليقتل 4 رجال أمن آخرين في ثاني يوم للعملية على  خلفية مداهمات أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على مطلوبين يعتقد بارتباطهم بـ”عملية الكرك”.

لتنحصر العمليات في عام 2017 مع انحسار أراضي سيطرة التنظيم بعد هزيمته في سوريا والعراق، لتعلن السلطات الأردنية في بداية عام 2018 اعتقال 17 مشتبها بهم وإحباط "مخطط إرهابي كبير" لتنفيذ عمليات إرهابية.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن دائرة المخابرات العامة أحبطت بعد عمليات متابعة استخبارية حثيثة ودقيقة مخططا إرهابيا وتخريبيا كبيرا خططت له خلية إرهابية مؤيدة لتنظيم الدولة.

يعتقد الخبير الاستراتيجي، د.عامر السبايلة، في حديث لـ"عربي21"، أن "خطر داعش بدأ الآن من خلال العمل بالطريقة التقليدية غير المعقدة وضرب أماكن مختلفة، ليكون العنوان القادم لما بعد نهاية داعش عمليات فردية والانتقال للعمل الإرهابي بهذه الطريقة، وهذا يتطلب مواجهة إرهاب مؤذ يصعب السيطرة عليه".

وظهر مصطلح "الذئاب المنفردة" في وسائل الإعلام وعلى ألسنة المحللين؛ بعد الدعوة التي أطلقها الناطق باسم تنظيم الدولة، أبو محمد العدناني، في عام 2014، عندما دعا إلى "استنفار أي مقاتل أو نصير أو موحّد، استعدادا لمواجهة التحالف الدولي"، ويعني هذا المصطلح أن منفذي العمليات يقومون بها من خلال خلايا صغيرة، دون وجود تسلسل قيادي كما هو معمول به داخل التنظيم.

اقرأ أيضا: استهداف مخابرات الأردن.. هل انطلقت "الذئاب المنفردة"؟

الخبير العسكري، اللواء مأمون أبو نوار، يتفق مع السبايلة بأن خطر داعش مازال ماثلا، يقول لـ"عربي21" إن "الظروف والأسباب التي أدت الى ظهور التنظيم مازالت موجودة، خصوصا في ظل وجود دول فاشلة محيطة بالاردن كانت مصدرا للإرهاب، الى جانب وجود خلايا نائمة للتنظيم في الأردن".متوقعا أن تكون الخلية التي اشتبكت مع قوات الأرمن هي خلية مدربة عسكريا.

و كان كتاب (سوسيولوجيا التطرف والإرهاب في الأردن)، الذي أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية، كشف عن ازدياد أعداد الأردنيين المنتمين لتنظيم الدولة، على حساب التيار الجهادي التقليدي، وهم الجناح الأكثر تشدداً وجنوحاً نحو العنف والعداء للدولة. موصيا بناء استراتيجية مكافحة التطرف والإرهاب، ومنها تغيير المقاربات الحالية لسياسات مكافحة التطرف والإرهاب.

اقرأ أيضا: كتاب جديد يكشف أعداد معتنقي الفكر الجهادي في الأردن

التعليقات (1)
العربي اليقظان
الأحد، 12-08-2018 07:15 ص
رغم أن السياسيين الأمريكيين ديدنهم الكذب إلا أنهم في أحيان قليلة يقومون بتصريحات صحيحة "نادرة" حتى يخدعوا المحللين السياسيين فيقولوا عن التصريح الصحيح أنه كذبة أمريكية جديدة. سبق لمسئولين أمريكان أن قالوا "القاعدة صناعة أمريكية " و مشتقات القاعدة "مثل داعش و النصرة" تدخل في نفس التصنيف و هذه من ضمن الصحيح . انظر كيف تكونت هذه الحركات في مستعمرات أمريكية "الأفغان ، إيران ، العراق، سوريا" و ماذا عملت و نتائج أعمالها. تعتبر أمريكا أن دين الإسلام شيء و الدين الشيعي الفارسي شيء آخر ، و لذلك هي تستهدف أتباع دين الإسلام بالأفعال المؤذية "قتل ، تدمير، تهجير" بنفسها أو عن طريق أدواتها و لا تستهدف أتباع الدين الشيعي الفارسي إلا بالكلام الذي لا يقدَم و لا يؤخَر. بعد أن دمَرت أمريكا بلاد المسلمين في أفغانستان و العراق و سوريا و اليمن ، أتى الدور الآن على بلدين هما الأردن و تركيا. و لقد قال قاسم سليماني الفارسي المتعصب أن عام 2018 سيكون عام الأردن و لم يوضح ماذا يعني. لذلك على الأردن مراقبة نشاطات السفارة الإيرانية في مدينة عمان بشكل جيد على مدار الساعة ، علماً بأن المرء لا يستبعد أنها قامت بتجنيد عدد هائل من العملاء و الجواسيس منذ أيام الخميني الذي أعلن شعار تصدير الثورة ، أي تصدير التخريب . لكن إلى أين هذا التصدير ؟ لا يوجد بلد عربي مسلم إلا و كان أو سيكون من ضمن تلقَي الصادرات الفارسية الحاقدة.