سياسة عربية

الصحة: رغم الخصاص.. استقالة 450 طبيب مغربي في سنتين

تراجع عدد أطباء القطاع العام في المغرب من 12 ألف طبيب، إلى 8500 ـ أرشيفية
تراجع عدد أطباء القطاع العام في المغرب من 12 ألف طبيب، إلى 8500 ـ أرشيفية

قال وزير الصحة المغربي، إن أكثر من 450 طبيا قدموا استقالتهم من قطاع الصحة العمومية خلال السنتين الأخيرتين، في وقت يعاني فيه المغرب من خصاص في عدد الأطباء، وسط رفض عدد من الأطباء الذهاب للمناطق النائية.

 

وأقر وزير الصحة، أنس الدكالي، في جواب كتابي على سؤال للنائب البرلماني عن حزب الاستقلال (معارضة)، علال العمروي، بوجود أزمة على مستوى البشري يعيشها القطاع جراء الاستقالات.


وقال أنس الدكالي، في جواب كتابي اطلع عليه "عربي21"، إن عدد الاستقالات للأطر الطبية في المغرب بلغ 180 استقالة العام الماضي، مقابل 278 استقالة في السنة الفارطة.


وسجل الوزير أنه عام 2017، أقدم 159 طبيبا من أصل 180 على الاستقالة بحكم قضائي، مقابل 257 طبيبا من أصل 278 طبيبا عام 2016.


وكشف وزير الصحة، أن أزمة الموارد البشرية في قطاع الصحة ترجع بالأساس إلى ضعف جاذبية القطاع العمومي للصحة، وعزوف مهنيي الصحة عن الترشح لمباريات التوظيف، وأيضا الامتناع عن العمل في المناطق النائية.


وشدد الوزير على أن وزارة الصحة عملت لتجاوز وضعية أزمة الموارد البشرية، وقامت بوضع تعويضات عن الحراسة، والخدمة الإلزامية، وتعويضات عن المردودية، والتعويض عن الأخطار المهنية، وأخيرا، تغيير شبكة الأرقام الاستدلالية.

 

اقرأ أيضا: احتجاج مئات الأطباء بالمغرب على سوء الأوضاع الصحية بالمملكة

 
وكان البرلماني تساءل في تشرين الثاني /أكتوبر 2017، عن "ظاهرة مقلقة وهي الاستقالات المتكررة والمتتالية للأطر الطبية، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على المرضى الذين يتوافدون بشكل يومي على المستشفيات والمستوصفات الطبية قصد تلقي العلاجات الضرورية، في ظل ندرة وقلة الموارد البشرية التي تعرفها جل المستشفيات ببلادنا".


وقال في الرسالة التي اطلع عليها "عربي21" موجها كلامه للوزير: "نسائلكم الوزير، عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة؟ وهل لديكم استراتيجية واضحة المعالم للحد منها، وتشجيع الأطر الطبية للاستمرار في الخدمة العمومية والاستفادة من كفاءاتهم المتميزة؟".


اعتراف وزير الصحة بهذا الكم من الاستقالات في قطاع الصحة بالمغرب، يكشف النقاب عن الواقع الصعب لقطاع الصحة، ويؤكد ما ذهبت إليه تقارير رسمية، كالتقرير الذي أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (رسمي) لسنة 2016، حيث أكد أن "أكثر من 45 في المائة من الأطباء المغاربة يتمركزون في محور الرباط- الدار البيضاء، في حين 24 في المائة يعملون في الوسط القروي"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الكثافة الطبية وشبه الطبية متدنية في المغرب.


وكانت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، قد سجلت تراجع عدد أطباء القطاع العام في المغرب من 12 ألف طبيب، إلى 8500 طبيب فقط، يفون بحاجيات ما يقارب 80 في المائة من حاجيات 34 مليون مواطن مغربي".


ومن أجل تغطية رفض الأطباء حديثي التخرج الذهاب للمناطق النائية، قررت الوزارة الاستعانة بأطباء من خارج المغرب من اجل سد الخصاص في المناطق النائية، حيث أعلنت الوزارة عن عملية انتقاء أكثر من 20 طبيبا وطبيبة من جنسية سنغالية.

 

اقرأ أيضا: المغرب يستعين بأطباء سنغاليين لسد النقص بالمناطق النائية

 
وتقول الإحصائيات الرسمية إن نسبة الأطباء لكل مواطن 6 أطباء لكل 10 آلاف نسمة بالمغرب، حيث تعرف المستشفيات خصاصا بـ 7000 طبيب، و9000 ممرض.

 

التعليقات (0)