سياسة عربية

فصائل تتحدث لـ"عربي21" عن التهدئة وتهديدات الاحتلال

الاحتلال هدد باستئناف سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة بغزة- جيتي
الاحتلال هدد باستئناف سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة بغزة- جيتي

أكدت فصائل فلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تحسين شروطه في مفاوضات التهدئة الجارية في مصر، عبر تهديداته المتكررة باستئناف سياسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة، مشددة على أن ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر الحرب والتصعيد، لن ينتزعه بالحوار.


وفي الوقت الذي تستضيف فيه مصر الفصائل الفلسطينية العاملة في قطاع غزة، لبحث التهدئة مع الاحتلال، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية الأحد الماضي، عن عزم الحكومة الإسرائيلية العودة لسياسية الاغتيالات ضد قادة المقاومة، وأكدت أن "إسرائيل تتجه للتخلي عن وسيلة الحرب، واتباع سياسة الاغتيالات".


"حماس" تهدّد

 
وشددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان القيادي مشير المصري، على أن "تهديدات الاحتلال باغتيال قادة المقاومة وحماس، لن تزيدنا إلا إصرارا وثباتا وتمسكا بخيار المقاومة"، مضيفا: "هي تهديدات لا تخفينا ولا ترهبنا".


وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "قادة المقاومة ملتحمون مع شعبهم الفلسطيني، وحركة حماس قدمت خيرة قادة على مسرح الشهادة، وهي تدرك أنه في طريق التحرير؛ تهون الدماء والأشلاء"، موضحا أن "تنافس قادة حماس، هو على ميدان الشهادة".


وفي المقابل، حذر المصري وهو نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، "العدو الصهيوني من مغبة الإقدام على سياسية الاغتيالات"، مؤكدا أنها "ستفتح أبواب جهنم على الاحتلال، وسيدفع ثمن ذلك باهظا". وأضاف: "دماء أبناء شعبنا ثقيلة، مهرها الثأر والانتقام".

 

اقرأ أيضا: خلافات عاصفة داخل إسرائيل على خلفية مباحثات التهدئة مع حماس

وبشأن مزامنة تلك التهديدات مع المحاولات الجارية من قبل العديد من الوسطاء وخاصة مصر، من أجل التوصل لاتفاق تهدئة مع الاحتلال، أوضح القيادي المصري، أنها "محاولة يائسة من بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة الإسرائيلية) وقادة الاحتلال، للتغطية على عجزه وفشله في فرض أجندته على قطاع غزة؛ هذا من جانب".


ومن جانب آخر، "قدرة المقاومة الفلسطينية، على فرض معادلات استراتيجية جديدة؛ جوهرها معادلة الردع المتمثلة في القصف بالقصف والدم بالدم"، وفق المصري الذي لفت أن الاحتلال يحاول أيضا عبر تلك التهديدات، أن "يفرض أجندة على المباحثات والتحركات الإقليمية والدولية، لمحاولة انتزاع مواقف من حركة حماس".

وقال: "هذه الألاعيب الصهيونية مكشوفة لدى المقاومة الفلسطينية"، مشددا على أن "ما فشل العدو في انتزاعه في ميدان المواجهة، لن يصل إليه في ميدان الحوارات والمباحثات الإقليمية الجارية في هذا الإطار".


الجبهة الشعبية تحذّر

 
من جانبه، نوه عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، بضرورة أن "يتم التعامل بجدية مع هذه التهديدات لسببين: الأول، هو طبيعة العدو التي تستخدم سياسة الاغتيال كوسيلة في التعامل مع القيادات الفلسطينية"..


وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هناك الكثير من تلك القيادات التي تم اغتيالها في مواقع جغرافية مختلفة، منها لبنان والإمارات وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة"، مؤكدا أن "هذا السلوك يصم الكيان الصهيوني"..


وأما السبب الثاني، بحسب الغول فإنه "في ظل تنافس زعماء الاحتلال، أيهما أكثر تطرفا في التعامل مع الشعب الفلسطيني، ومع قرب الانتخابات الإسرائيلية، فإن الدم الفلسطيني يصبح مادة مهمة في الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، وسيكون أكثر أهمية إذا تناول قيادات فلسطينية يشار لها بدور فاعل في مقاومة الاحتلال".


ورأى القيادي في الجبهة الشعبية، أن إقدام الاحتلال على ارتكاب جريمة اغتيال بحق أحد قيادات المقاومة، سيكون "نقطة تحول كبرى في إطار المواجهة مع الكيان الصهيوني"، لافتا أن "التجربة دلت، على أنه رغم الخسائر التي لحقت بالثورة الفلسطينية وبقيادات المقاومة، فإنها لم تقف حائلا دون استمرار المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني ومخططاته".

وأكد أن "سياسة الاغتيالات رغم ما تخلفه من خسائر، فإنها تعطي دافعا آخر لفصائل المقاومة من أجل مقاومة الاحتلال بشكل شامل"، موضحا أنه "بدون إنهاء الاحتلال وتأمين حقوق الشعب الفلسطيني، سيبقى هذا الشعب، أفرادا وقيادات، عرضة للاغتيال والتهجير والملاحقة والحصار".

حركة الأحرار


من جانبها، أكدت حركة الأحرار الفلسطينية على لسان الناطق باسمها، نضال مقداد، أن "تهديدات الاحتلال تزيدنا إصرارا على مواصلة مسيرة العودة والتحرير".

ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه التهديدات تهدف للتغطية على عجزه وفشله في فرض معادلاته على شعبنا ومقاومته، حيث يحاول الاحتلال استعادة جزء من هيبته، التي تمكنت المقاومة من كسرها خلال المرحلة السابقة".

وأكد مقداد، أن "المقاومة قادرة على تكبيد الاحتلال خسائر فادحة في حال إقدامه على تنفيذ تهديداته، وهذا ما سيمنعه من ارتكاب أي حماقة"، موضحا أن "المقاومة ستتصدى بكل قوة لأي محاولة لخرق المعادلات التي استطاعت المقاومة فرضها خلال ثلاث حروب والعديد من جولات التصعيد".

 

اقرأ أيضا: مسؤول أمريكي: نريد تهدئة في غزة بدعم السلطة أو بدونها

وحول قدرة الاحتلال على تحقيق ما فشل به في ميدان المواجهة مع المقاومة في غزة، عبر حوارات القاهرة التي تجري هذه الأيام للتوصل إلى تهدئة بوساطة مصرية وأممية، قال: "أي اتفاق تهدئة قادم سيعمل على تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، وستبقى المقاومة متمسكة بمواقفها وثوابتها مهما كلف ذلك من ثمن".

يشار إلى أن العاصمة المصرية القاهرة، تستضيف في هذه الأثناء العديد من الفصائل الفلسطينية العاملة في قطاع غزة، وذلك لبحث العديد من القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني، وخاصة موضوع التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي.

التعليقات (0)