ملفات وتقارير

ماذا وراء هجوم المبعوث الأممي لليبيا على برلمان طبرق؟

 المدون الليبي فرج فركاش وصف "خطاب "سلامة" بالجريء وأنه يعبر عن خيبة أمل وإنذار أخير لأعضاء البرلمان- جيتي
المدون الليبي فرج فركاش وصف "خطاب "سلامة" بالجريء وأنه يعبر عن خيبة أمل وإنذار أخير لأعضاء البرلمان- جيتي

هاجم المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، أعضاء في البرلمان الليبي، معتبرا إياهم "سبب تخريب العملية السياسية وأنهم أصحاب مصالح شخصية"، وسط تساؤلات عن دلالة هذا الهجوم الآن، وهل بدا "التجييش" ضد برلمان طبرق دوليا؟

وقال "سلامة" خلال إحاطته لمجلس الأمن مساء أمس إن "الكثير من أعضاء مجلس النواب الليبي يسعون إلى تخريب العملية السياسية لتحقيق مآرب شخصية، وإن هؤلاء الأعضاء يخفقون في القيام بواجبهم وليست لديهم النية في التخلي عن مناصبهم وطموحاتهم الشخصية التي كلفت مواطني ليبيا أثمانا باهظة"، كما قال.

لماذا الآن؟

وأثار هذا الهجوم أمام المجتمع الدولي، عدة تساؤلات حول رسالته ونتيجته؟ وهل يحرض "سلامة" مجلس الأمن على البرلمان بعدما أخفق في إقرار قانون الاستفتاء وقانون الانتخابات؟

ورأى مراقبون للوضع أن هناك توجها دوليا غير معلن الآن وهو تجاوز البرلمان كليا والانتقال إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، خاصة بعد تشديد مندوب فرنسا في مجلس الأمن عقب كلمة "سلامة"  على ضرورة إجراء الانتخابات في 10 كانون أول/ ديسمبر المقبل".

نواب "حفتر"

من جهته، رفض عضو البرلمان الليبي، جلال الشويهدي "تصريحات "سلامة" معتبرا إياها مجرد تكرار لتصريحات أدلى بها من قبل اللواء "حفتر" ضد أعضاء في البرلمان، مؤكدا أن الكثير من الأعضاء يريدون حلا سياسيا لكنهم يمنعون ويعرقلون من قبل قلة من الأعضاء من الموالين لـ"حفتر"، وفق قوله.

وأكد في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "سلامة" يتعمد عدم إظهار الحقائق للرأي الدولي في كثير من القضايا ومنها مثلا تصريحاته حول أحداث الهلال النفطي واعتماده على كلمة "يقال إن المهاجمين استعانوا بمرتزقة"، فهل يعقل بمبعوث أممي أن يستخدم هذه المفردة "يقال"، ما يؤكد أنه لم يفهم الملف أو يتعمد ذلك؟.

"تجييش" وإرضاء باريس

وحول دلالة هذه التصريحات الآن، قال البرلماني الليبي: "لها دلالتان: الأولى سير سلامة على خطى باريس وتنفيذ خطتها في التعجل بالانتخابات، والثانية: محاولة "تجييش" دولي ضد البرلمان، لكن لايمكن تجاوز البرلمان لانعدام وجود البديل ولأنه لم يفشل في التصويت لكنه "عرقل" وهوجم"، حسب كلامه.


اقرأ أيضا :  لماذا تغرق طرابلس في المواجهات الضارية مرة أخرى؟


وكشف الشويهدي عن "وجود مجموعة من النواب يقومون بتخريب جلسات وقرارات البرلمان وهم أعضاء موالون لحفتر ويتلقون التعليمات منه، لكن هذا "تغافل" عنه سلامة ولم يذكره، ولم يذكر أيضا أن "حفتر" هاجم هيئة صياغة الدستور واستدعى رئيسها وطالبه بحذف بعض البنود"، كما قال.

هجوم متأخر

واتفق عضو الهيئة العليا لحزب تحالف القوى الوطنية، عاطف شقلوب، مع التصريحات والهجوم الذي شنه المبعوث الأممي على بعض الأعضاء في البرلمان، مؤكدا أن "مجلس النواب أصبح فعلا برلمانا جهويا وقبليا بامتياز".

وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "بخصوص تجاوز المجتمع الدولي للبرلمان، فهذا مؤكد سيحدث كون هذا البرلمان قارب فعليا على الانتهاء، ومن ثم ظهور مرحلة جديدة في ليبيا"، حسب تقديراته.

وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي إنه "يبدو أن سلامة طفح به الكيل فقد كانت التجربة السياسية في ليبيا وخاصة تجربة البرلمان مليئة بالفشل والعبث السياسي الذي زاد من معاناة الوطن".

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "هذه التصريحات جاءت متأخرة بعد أن استحكم تعقيد المشكلة السياسية التي يعتبر البرلمان أحد أهم اللاعبين فيها"، وفق تعبيره.

"إنذار أخير" للبرلمان

لكن المدون الليبي، فرج فركاش وصف "خطاب "سلامة" بالجريء وأنه يعبر عن خيبة أمل وإنذار أخير لأعضاء البرلمان وكذلك مجلس الدولة للقيام بالتزاماتهم من صدور للتشريعات اللازمة لقانون الاستفتاء أو القوانين التشريعية للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، وفق قوله لـ"عربي21".

وأشار إلى أن "هناك فرصة أخيرة للمجلسين للتوافق النهائي وتضمين الاتفاق السياسي المعدل في الإعلان الدستوري، وهذا سيعطي فرصة لتعديل الرئاسي وتكليف حكومة وحدة وطنية وحل معظم المشكلات، وهنا لايستطيع "سلامة" أو غيره الوقوف ضدهم وإلا سيتجاوزهم وينتقل للانتخابات، وهذا فيه مخاطر"، حسب رأيه.

التعليقات (0)