سياسة عربية

هل ينجح "الوسيط الثالث" للأمم المتحدة في حل أزمة اليمن؟

الادعاءات المتبادلة حول دعم الحوثيين كانت كافية لتغذية الحرب في اليمن- صحيفة "لاكروا" الفرنسية
الادعاءات المتبادلة حول دعم الحوثيين كانت كافية لتغذية الحرب في اليمن- صحيفة "لاكروا" الفرنسية

نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على محدودية الأهداف التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة بشأن التوصل إلى حل للأزمة اليمنية.

وقالت الصحيفة في تقرير الذي ترجمته "عربي21" إنه من المفترض أن يتم إطلاق مشاورات حول الحرب في اليمن، بجنيف. وبما أن مواقف الأطراف المتناحرة في اليمن متضاربة، فإن الأمم المتحدة لم تحدد سوى أهداف متواضعة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع اقتراب المحادثات بين الأطراف المتصارعة في اليمن، المقرر إجراؤها في الخامس من أيلول/ سبتمبر الجاري في منظمة الأمم المتحدة، تضاعفت التحذيرات من هذه الخطوة. وقد صرح أحد الدبلوماسيين في المنطقة، الذي لم يتم الكشف عن هويته، أن ما سيعقد في جنيف "ليس مفاوضات، بل مجرد 'مشاورات'".

وأفادت الصحيفة أنه لم يكف لا الإجهاد، الذي تلا أربع سنوات من حرب تعصف بأفقر دولة في منطقة الشرق الأوسط، ولا الخسائر البشرية التي يدفع ثمنها المدنيون، ولا استمرار تفشي وباء الكوليرا، ناهيك عن نداءات منظمة الأمم المتحدة المحذرة من "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، لحثّ الطرفين على التوصل لاتفاق بشأن هذه الأزمة.

 

اقرأ أيضا: الحوثي يزعم وجود تواصل مع أمراء سعوديين.. ماذا أبلغوه؟

 

وفي أيلول/ سبتمبر سنة 2014، استولى المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء، وحاولوا الإطاحة بها. وأثناء هذه العملية، أجبر تقدمهم نحو الجنوب عبد ربه منصور هادي على الهروب إلى المملكة العربية السعودية.

وبعد أن كانت الحرب عند اندلاعها في اليمن داخلية، سرعان ما اتخذت منحا إقليميا. وفي هذا الإطار، شنت الرياض، التي تعتبر عدوتها طهران داعمة للحوثيين، حملة عسكرية على اليمن في شهر آذار/ مارس سنة 2015 لطرد الحوثيين منها. وبسبب دعمها للسعودية في تحالف الدول العربية، تلعب الإمارات العربية المتحدة، هي الأخرى، دورا هاما في هذا الصراع.

وبينت الصحيفة أنه، في المقابل، تعترف إيران بتقديم الدعم الأيديولوجي للحوثيين بينما تنكر مساعدتهم عسكريا. وفي حال كان هذا الأمر صحيحا، فهو لا ينطبق على التدخل الإيراني في بقية البلدان الأخرى في المنطقة. من جانبه، يقر الدبلوماسي بأنه "في اليمن، ليست إيران سوى طرفا فاعلا محدود التأثير، على عكس تأثيره في كل من العراق سوريا". 

وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك، كانت الادعاءات المتبادلة حول دعم الحوثيين كافية لتغذية الحرب. وفي الوقت الذي يطالب فيه الحوثيون "بوقف العدوان" السعودي الإماراتي قبل تقديم أي تنازل، اشترطت قوات التحالف وضع حد للدعم الإيراني للمتمردين من أجل انسحابها من اليمن.

 

اقرأ أيضا: اليماني: عدم مشاركة الحوثيين في مشاورات جنيف "قلة احترام"

وتساءلت الصحيفة كيف يمكن لوسيط الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أن يتصرف أمام هذا المأزق الذي كانت له تبعات مضنية على المدنيين؟ وفي شهر آب/ أغسطس، أدت عملية عسكرية لقوات التحالف كانت قد استهدفت حافلة في محافظة صعدة إلى مقتل 40 طفلا. واعترفت هذه القوات بأن الضربة كانت نتيجة "أخطاء"، ذلك أن الأمر بعدم استهداف الحافلة قد صدر "في وقت متأخر". واتهمت بعثة من خبراء الأمم المتحدة جميع أطراف النزاع بارتكاب "جرائم حرب" في اليمن.


ونظرا للفجوة العميقة بين الطرفين المتناحرين، اكتفى مارتن غريفيث، الذي تم تعيينه في شهر شباط/ فبراير بوضع هدف متواضع للمشاورات المقرر إجراؤها في الخامس من أيلول/ سبتمبر. وتمثل هذا الهدف في وضع "إطار لمفاوضات رسمية" مقبلة. وفي الواقع، يعد هذا الأمر تحديا في حد ذاته، ذلك أنه لم يتم عقد أي نقاشات تحت رعاية الأمم المتحدة منذ آب/ أغسطس سنة 2016.

وأردفت الصحيفة أنه من الممكن أن يكون إطلاق سراح المعتقلين أحد شروط هذه المفاوضات القادمة.

 

وبحسب تصريحات مصدر حكومي يمني لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن الوفد المؤيد للرئيس هادي سيطالب بالإفراج عن خمسة آلاف سجين. أما المتمردون، فسيُطالبون من جهتهم بإطلاق سراح ثلاثة آلاف عنصر من مقاتليهم.

وأوضحت الصحيفة أن مارتن غريفيث، ثالث وسطاء الأمم المتحدة في اليمن، يجسد فعلا أمل إحياء النقاشات على المدى البعيد. فبفضل المحادثات التي أجراها منذ عدة أشهر، علقت الإمارات العربية المتحدة، في شهر حزيران/ يونيو، مخطط هجومها البري على ميناء الحديدة الاستراتيجي، الواقع تحت سيطرة الحوثيين.

التعليقات (0)