صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي يشرح أسباب فشل اتفاق أوسلو.. تعرف إليها

وقع اتفاق أوسلو في العام 1994- جيتي
وقع اتفاق أوسلو في العام 1994- جيتي

قال روعي أورن، الكاتب الإسرائيلي في موقع نيوز ون، إن "هناك جملة أسباب جعلت اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين يصل لطريق الفشل، مع اقتراب ربع قرن من الزمن على توقيعه بين الحكومة الإسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية، لكن أحدا لا يستطيع تفسير المآل الفاشل لهذا الاتفاق، رغم الإقرار بوصوله لهذه النتيجة، أو العثور على البديل المناسب لإيجاد حل لهذا الصراع بين الجانبين".


وأضاف، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن "اليمين الإسرائيلي يرى أن السبب في فشل الاتفاق يعود إلى أن الزعيمين الإسرائيليين السابقين إسحاق رابين وشمعون بيريس اعتقدا أنه في الوقت الذي يتم فيه تسليم السلطة الفلسطينية مساحات من الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإنها ستغير جلدها، وتتوقف عن دعم العمليات المسلحة ضد إسرائيل، صحيح أنني لا أنفي هذه الفرضية، لكن مهم النظر لصورة من جميع زواياها".


وأوضح أورن، الذي يكتب بصورة دورية في الصحف الإسرائيلية، أن "الرواية السائدة تشير إلى أنه خلال حرب الخليج الأولى التي اندلعت بين عامي 1979-1988 خشي رابين أن تصبح العراق وإيران في المستقبل دولتين نوويتين، ومن أجل إيقافهما عن ذلك، عزم على الدخول في مفاوضات مع سوريا ولبنان من جهة، ومع الفلسطينيين من جهة أخرى، من خلال المحافظة على مبدأين اثنين تحققا عقب انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967: عدم العودة للحدود التي سبقت اندلاع الحرب، وعدم إقامة دولة فلسطينية".


وأكد أنه "من أجل المحافظة على هذه المبادئ الأساسية تطلب الأمر دخول دولة ثالثة على الخط كي تعطي لإسرائيل الضمانات على ذلك، وكانت المفاضلة بين الأردن لقربها من الضفة الغربية، ومصر لمجاورتها قطاع غزة، لكن على الأرض لم يتحقق ذلك".


وأشار إلى أنه "حين صعد رابين إلى السلطة عام 1992، أدار مفاوضات مع سوريا بوساطة أمريكية، وأخرى مع الفلسطينيين بصورة سرية في العاصمة النرويجية أوسلو، واليوم بعد مرور 25 عاما على توقيع اتفاق أوسلو، يمكن الحديث عن أسباب الفشل في تحقيقه لأهدافه التي وقع من أجلها".


وتحدث الكاتب عن "تفسيرين اثنين أساسيين لمعرفة دوافع الفشل: الأول رفع سقف توقعات الفلسطينيين من نتائج الاتفاق، فقد توقع الشعب الفلسطيني عقب توقيع اتفاق أوسلو في سبتمبر 1993 أن يطرأ تحسن كبير على ظروفه الاجتماعية والاقتصادية في المدى القصير".


وأوضح أن "دولة إسرائيل لها مصلحة جدية بأن يعيش الفلسطينيون في ظروف مريحة؛ كي لا يذهبوا نحو خيار إشعال المنطقة، ولكن في مرحلة لاحقة تبين للفلسطينيين أنهم أمام عملية طويلة الأجل، ما ساعد على انتشار أجواء الإحباط واليأس في صفوفهم".


والسبب الثاني لفشل اتفاق أوسلو، برأيه "تمثل بعدم وجود دولة ثالثة تلعب دور الضامن لتنفيذ الاتفاق، فقد علمنا التاريخ أنه في معظم الاتفاقيات الثنائية وجدت دولة ثالثة تنشغل بما نسميه تبادل الأراضي".


واسترجع ما قام به رابين "حين وقع بنفسه مع مصر عام 1974 على الاتفاق المرحلي الذي أدى في النهاية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء، الذي لم ير فيها أي من رؤساء الحكومات الإسرائيلية أنها جزء من إسرائيل، وقد أراد رابين من الأردن حينها مساحة جغرافية في الضفة الغربية كي يقيم فيها الفلسطينيون، لكن هذه الخطة لم تخرج إلى التطبيق".


وأضاف أنه في "عام 1987 توصل بيريس لاتفاق مع الملك حسين، بموجبه تسيطر الأردن على الضفة الغربية الذي تقيم فيه أغلبية الفلسطينيين، وسمي اتفاق لندن، لكن رئيس الحكومة حينها اسحق شامير ووزير خارجيته موشيه آرنس أحبطا الخطة الكفيلة بحل الكثير من المشاكل، التي ظهرت في المستقبل بين الجانبين".


وختم بالقول إنه "حتى اليوم فإن ترتيبات التهدئة بين حماس وإسرائيل لم تنجح، لأن السلطة الفلسطينية كطرف ثالث لم توافق على العودة لقطاع غزة، وإحكام سيطرتها على الفلسطينيين هناك، وبالتالي فإن هذه هي الأسباب التي ما زالت ترافقنا منذ ربع قرن حتى يومنا هذا، وبسببها ما زال الجانبان عالقين في معاناة مستمرة".

0
التعليقات (0)