صحافة دولية

خاشقجي: يجب على ابن سلمان إعادة الكرامة لمهد الإسلام

خاشقجي: على ولي العهد إنهاء الحرب في اليمن وإعادة الكرامة لمهد الإسلام- جيتي
خاشقجي: على ولي العهد إنهاء الحرب في اليمن وإعادة الكرامة لمهد الإسلام- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب السعودي جمال خاشقجي، يقول فيه إنه ينبغي على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إعادة الكرامة لبلاده.

ويقول خاشقجي في مقاله، الذي جاء تحت عنوان "على ولي العهد السعودي إعادة كرامة بلاده بإنهاء الحرب الوحشية في اليمن"، إن الحرب في اليمن أثرت على علاقة المملكة بالمجتمع الدولي، وعلى الأمن الإقليمي، وأضرت بعلاقات السعودية مع العالم الإسلامي. 

 

ويضيف الكاتب في المقال، الذي ترجمته "عربي21"، أن السعودية في موضع جيد يعطيها القدرة على منع إيران، وإنهاء الحرب، بشروط محبذة لها، لكن من خلال تحولها من صانعة حرب إلى صانعة سلام، مشيرا إلى أن على السعودية استخدام نفوذها في الدوائر الغربية، وتقوية المؤسسات الدولية والآليات لحل النزاع، مع أن "نافذة حل النزاع تتقلص يوما بعد يوم".

 

ويرى خاشقجي أنه "بدلا من انهيار محادثات السلام التي نظمها المبعوث الدولي لليمن في جنيف يوم الخميس؛ بسبب عدم حضور المتمردين الحوثيين، وخشيتهم من منع السعوديين، الذين يسيطرون على المجال الجوي في اليمن، عودتهم، فإن الرياض كانت قادرة على منح عدوها وممثلي الأمم المتحدة دعما للسفر، وربما طائرة سعودية، وأفضل من هذا كان يمكن للسعوديين الإعلان عن وقف إطلاق النار وبدء محادثات سلام في مدينة الطائف، حيث عقدت المحادثات اليمنية السابقة".

 

ويذهب الكاتب إلى أن "الحرب السعودية في اليمن تدفعها مظاهر القلق على الأمن القومي من إيران، إلا أن الحرب لم تحسن الأمن، بل زادت من الخطر، وتعتمد السعودية على نظام باتريوت الأمريكي لاعتراض الصواريخ، وكانت ناجحة في منع  الصواريخ الحوثية من التسبب بأضرار كبيرة، لكن عدم قدرة القيادة السعودية على منع أعدائها الذين تدعمهم إيران يمثل إحراجا لها".

 

ويشير خاشقجي إلى أنه "في كل مرة كان يطلق فيها الحوثيون صاروخا فإن الكلفة المالية والسياسية تزيد على المملكة، ومع أننا لا نعلم كلفة الصاروخ الواحد الذي تزوده إيران للحوثيين، إلا أن الثمن لا يقارن بثلاثة ملايين لكل صاروخ باتريوت، ونظرا للكلفة غير المتوقعة المرتبطة بالنزاع، فإن السعودية أجبرت على الاقتراض من الأسواق المالية العالمية دون أن تحدد الهدف من الاقتراض، ويقال إن المملكة اقترضت 11 مليار دولار من البنوك الدولية".

 

ويقول الكاتب إن "الثمن السياسي المرتبط بخسارة أرواح المدنيين لا يمكن إحصاء ثمنه، وتزيد الهفوات الكثيرة في المعلومات الاستخباراتية من الثمن، فقنبلة تحضر لضرب حافلة يشتبه أنها تحمل متمردين حوثيين، تضرب بدلا من ذلك حافلة مدرسية، ومن هنا فإن المملكة لا تستطيع تحمل حربا مفتوحة على حدودها الجنوبية، وفي الوقت ذاته ثقة الأسواق العالمية والموقف الاخلاقي العالي".

 

ويجد خاشقجي أن الأخطاء والمخاطر المرتبطة بها قد تؤدي لمواجهة مع الحلفاء التقليديين، فقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قبل فترة: "ندعم حق شريكتنا السعودية في الدفاع عن النفس"، لافتا إلى أن الصحافة السعودية نشرت ما قاله بحماس شديد، لكنها حذفت ما قاله وهو أن هذا الدعم "ليس دون شروط"، والجزء الذي دعا السعودية لـ"عمل ما يمكن عمله إنسانيا لتجنب سقوط الأبرياء".

 

ويعلق الكاتب قائلا: "يجب أن تكون تصريحات ماتيس بمثابة التذكير لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فالسعودية معرفة وممثلة بموقعها في العالم الإسلامي، وهي ليست بحاجة لمن يذكرها بقيمة الحياة الإنسانية، والمسلمون حول العالم يريدون أن يرون مكان ولادة دينهم ممثلا للأخلاق الإسلامية". 

 

ويقول خاشقجي إن السعودية لا تستحق أن تقارن بسوريا، التي لا يتردد حاكمها في استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، مستدركا بأن استمرار الحرب في اليمن سيؤكد الأصوات التي تقول إن السعودية تعمل في اليمن ما يفعله بشار الأسد والروس والإيرانيون في سوريا

 

ويلفت الكاتب إلى أن السكان في الجنوب اليمني "المحرر"، أعلنوا عن عصيان مدني، وهتفوا بشعارات معادية للتحالف الذي تقوده السعودية، الذي ينظر إليه على أنه قوة على الأرض أكثر من الحكومة اليمنية.

 

ويعتقد خاشقجي أن "محادثات السلام ستمنح السعودية فرصة ذهبية لو أعلنت عن وقف إطلاق النار، وستحصل على دعم المجتمع الدولي لو ثبت وقف إطلاق النار، ويجب عليها استخدام نفوذها الدولي، وإشراك المؤسسات الدولية للضغط ماليا على إيران؛ لتوقف تدخلها في اليمن، ويجب على ولي العهد السعودي القبول بأن للحوثيين وحزب الإصلاح والانفصاليين دورا في مستقبل اليمن، وستترك السعودية اليمنيين لحل مشكلاتهم بدلا من حرب دموية". 

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "كلما طال أمد هذه الحرب استمر الضرر، وسينشغل الشعب اليمني بمواجهة الفقر ومرض الكوليرا وشح المياه وإعادة بناء بلدهم، وعلى ولي العهد إنهاء الحرب في اليمن وإعادة الكرامة لمهد الإسلام".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (1)
مُواكب
الأربعاء، 12-09-2018 07:13 م
يكتب الأُستاذ جمال خازقجي : السعودية لا تستحق أن تُقارن بسوريا " كيف يا أستاذ جمال وهي تعيش بنفس النفق المظلم الذي عشناها في سورية في ظل حكم آل الأسد؟ أرجو من الكاتب أن يشرح لمتابعيه الفوارق الموجودة التي يراها بين آل سعود وآل الأسد، ذلك ِلأني لا أجد أيَّة فارق ! ونحن يا أستاذ جمال لا نستطيع أن نعيش من الأماني وأهلنا المسلمين السنة يُبادوا باستمرار. قد تكون السعودية آخر " سورية " في المنطقة، لكن، لا أحد يستطيع الهروب من مصيره! فمن نكبة الأندلس إلى نكبة فلسطين إلى نكبة لبنان ونكبة العراق وسورية وليبيا واليمن، على التوالي. أعطني سببا واحدا مُقنعاً لماذا هذه السلسلة لن تضم السعودية ! ! ذُنوب السعودية تتراكم منذ تأسيسها، إذ بعد أن رفض السلطان عبد الحميد السماح بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، تطوعت بريطانيا لتحقيقه، مما استلزم طرد الأتراك من الحجاز والشام. جيش من البدو تحت قيادة ضباط بريطانيين أنجز العملية، وأُعلن عن تأسيس المملكة العربية السعودية، وأُعطي لليهود وطنهم القومي وقُضي الأمر.