صحافة دولية

إنترسبت: هذه مذكرة بومبيو لتبرير دعم التحالف السعودي باليمن

إنترسبت: كانت شهادة بومبيو بمثابة الصدمة للمؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان- جيتي
إنترسبت: كانت شهادة بومبيو بمثابة الصدمة للمؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان- جيتي

كشف موقع "إنترسيبت" عن مذكرة من سبع صفحات أرسلها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الكونغرس؛ لتبرير مواصلة دعم البيت الأبيض للتحالف التحالف الخليجي الذي يشن حربا في اليمن.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الكشف جاء في ضوء الشهادة التي منحها بومبيو لدول التحالف بأنها تقوم باتخاذ الخطوات اللازمة كلها لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.
 
ويلفت الموقع إلى أن شهادة بومبيو، التي يطالب بها الكونغرس قبل الموافقة على صفقات الأسلحة التي تشتريها السعودية والإمارات، جاءت بمثابة الصدمة للمؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، التي طالما انتقدت الطريقة التي يشن فيها التحالف الذي تقوده السعودية الحرب في اليمن، مشيرا إلى أنه بموجب شهادة بومبيو فإن الولايات المتحدة ستواصل توفير الوقود للمقاتلات السعودية في الجو.

ويفيد التقرير بأن بومبيو أعلن عن شهادته في بيان، جاء فيه أن الدولتين الخليجيتين تعملان وبوضوح لتخفيض الخطر على المدنيين، لكنه برر في مذكرة منفصلة القرار، مشيرا إلى تدريب الولايات المتحدة لسلاح الجو السعودي، وإنشاء "الفريق المشترك لتقييم الحوادث" عام 2016.

وينقل الموقع عن المستشار السابق في الخارجية لشؤون الأضرار المترتبة على المدنيين لاري لويس، قوله: "وصف بومبيو بعمل ما يمكن عمله غير صحيح"، لافتا إلى أن لويس، الذي دفع لترك منصبه في أثناء فترة ريكس تيلرسون، شارك العام الماضي في تدريب الطيارين السعوديين، وساهم في تشكيل الفريق المشترك لتقييم الحوادث.

وينوه التقرير إلى أن الجماعات الإنسانية سخرت من القرار، الذي جاء بعد أقل من شهر على قصف التحالف حافلة مدرسية، أدى إلى مقتل عشرات الأطفال في شمال اليمن.

ويقول الموقع إن صفقات السلاح، التي تقدر بالمليارات، والدعم اللوجيستي والاستخباراتي، وتزويد مقاتلات التحالف بالوقود في الجو، الذي بدأ بعد فترة قصيرة على بدء الحرب، تعد التجسيد الحقيقي للتورط الأمريكي اليومي في حرب اليمن.

ويذكر التقرير أن المذكرة، التي نشرها الموقع، تظهر التبرير الذي قدمته إدارة ترامب لدعمها التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين، لافتا إلى أن بومبيو لم يشر فقط إلى قوات الحوثيين الذين تساعدهم إيران وصواريخهم الباليستية، لكن للجهود الجارية لطرد عناصر تنظيمي القاعدة والدولة من جنوب البلاد أيضا. 

 

  

للاطلاع على مذكرة بومبيو كاملة اضغط هنا 

 

وبحسب الموقع، فإن المذكرة تشمل على تعديلات عدة لمهام تزويد الطائرات بالوقود، بما في ذلك دعم العمليات ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، مع أن هذه التبريرات ليست جزءا من شهادته التي قدمها للكونغرس. 

 

ويورد التقرير أنه جاء في المذكرة أن "السعودية والإمارات هما حليفان قويان في مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى طرد فرع تنظيم القاعدة في الجنوب من ميناء المكلا في أيار/ مايو 2016، و"حرمان التنظيم من مصدر مهم للموارد المالية".

 

ويستدرك الموقع بأن وكالة أنباء "أسوشيتد برس"، أشارت الشهر الماضي إلى أن خروج مقاتلي تنظيم القاعدة من الميناء جرى في معظمه دون قتال، وتم دفعه من خلال المال والسماح للمقاتلين بالانسحاب مع أسلحتهم ومعداتهم الثقيلة، وأضافت الوكالة أن المئات من مقاتلي تنظيم القاعدة جندوا في قوات التحالف.

 

وينوه التقرير إلى أن بومبيو أشار إلى هذه التطورات على أنها جزء من توجه لانتصار التحالف الخليجي، وجاء في مذكرته: "تعتقد الإدارة أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للسعودية والإمارات العربية المتحدة يساعد على هزيمة تنظيم الدولة في اليمن وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومواجهة النشاطات الخبيثة لإيران". 

 

وبحسب الموقع، فإنه لا توجد أي بيانات عن عدد المرات التي قامت فيها الطائرات الأمريكية بتزويد الوقود للمقاتلات السعودية في الجو، إلا أن معظم عمليات تزويد الوقود في الجو لم تذهب للسعوديين، بل للإماراتيين الذين كانوا شركاء الأمريكيين في الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن. 

 

ويجد التقرير أن بومبيو حاول "تبهير" مذكرته بالحديث عن عمليات مكافحة الإرهاب، التي تحظى بدعم واسع حتى بين النقاد الأشداء لحملة قصف الحوثيين وإجبارهم على الاستسلام، مستدركا بأنه رغم إشارة بومبيو إلى جهود مكافحة الإرهاب والدور الإماراتي في جنوب اليمن، إلا أنه تجاهل حقيقة تعرض اليمنيين للتعذيب في السجون التي تشرف عليها الإمارات هناك. 

 

وينقل الموقع عن بيان من البنتاغون دعمت فيه شهادة بومبيو، قوله إن السعودية والإمارات "تتخذان الجهود كلها لتخفيف مخاطر سقوط الضحايا المدنيين".

 

ويشير التقرير إلى أن مذكرة بومبيو تضم بندا اشتمل على ملاحظة مثيرة، وهي أن قائدتي التحالف: "ملتزمتان بالقوانين الأمريكية التي تغطي عمليات بيع السلاح، بما فيها قانون تصدير السلاح، باستثناءات قليلة". 

 

ويعلق الموقع قائلا إنه من غير المعلوم ما هي الاستثناءات للقانون الذي يحظر تصدير السلاح لمنتهكي حقوق الإنسان، مع أن التحالف دعم عددا من قوات التحالف والجماعات المتعددة في الحرب.  

 

ويورد التقرير أن بومبيو لاحظ أن "حوادث الضحايا المدنيين جاءت بسبب عدم تطبيق الإصلاحات بطريقة كافية وممارسات التهديف"، وأكدت المذكرة أن "التحقيقات لم تؤد إلى إجراءات للمحاسبة"، لكنه ألمح إلى معلومات وردت في ملحق للمذكرة.

 

ويقول الموقع إن وزير الخارجية أشاد بالشركاء الخليجيين لما وصفه بالانضباط في العمليات التي يقوم بها التحالف في الحديدة، وقال بومبيو إن قوات التحالف طبقت قائمة لعدم ضرب أهداف، وتلقت تدريبات على ضرب أهداف "جو- أرض"، وهي القائمة ذاتها التي قدمتها إدارة باراك أوباما. 

 

ويختم "إنترسبت" تقريره بالإشارة إلى أنه تم اتهام الحوثيين بارتكاب أفعال تصل إلى جرائم الحرب، بحسب الأمم المتحدة، إلا أن معظم الضحايا المدنيين سقطوا بسبب القصف الذي مارسه التحالف منذ عام 2015، وأخبر بومبيو الكونغرس أن دعم واشنطن للإمارات والسعودية ترافقه جهود لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المدنيين.

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)