ملفات وتقارير

ما مدى نجاح "القوة المشتركة" في تأمين طرابلس الليبية؟

القوة مكونة من ثلاث كتائب مشاة خفيفة، إضافة إلى وحدات من وزارة الداخلية- جيتي
القوة مكونة من ثلاث كتائب مشاة خفيفة، إضافة إلى وحدات من وزارة الداخلية- جيتي

أثار قرار رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، بتشكيل قوة مشتركة لفض النزاع وبسط الأمن في العاصمة طرابلس، الكثير من التكهنات حول دلالة القرار في هذا التوقيت ومدى قوة المجموعة المسلحة الجديدة، وعن استجابة المتصارعين لتواجد هذه القوة.

ونص قرار السراج، الذي أصدره بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، على تشكيل قوة مكونة من ثلاث كتائب مشاة خفيفة، إضافة إلى وحدات من وزارة الداخلية وهي: كتيبة من قوة مكافحة الإرهاب، وأخرى من المنطقة العسكرية الغربية، وكتيبة من المنطقة العسكرية الوسطى.

وطبقا للقرار، فإن مهام هذه القوة الجديدة التي ستكون بإمرة آمر المنطقة العسكرية الغربية، اللواء أسامة جويلي، ستشمل فرض السلام واستتباب الأمن في المناطق المحددة لها، وتأمين وتحقيق أمن وسلامة المواطنين، وبإجراءات الفصل بين القوات المتحاربة وفض الاشتباك، وفق القرار.

إلغاء "كل ما سبق"

وشدد قرار السراج، على أن "يكون كل من يلتحق بهذه القوات من العسكريين وأفراد الشرطة النظاميين والمنضبطين، وأن يتم نشر أفراد القوة في مناطق الاشتباكات المحددة بالخريطة المرفقة بالقرار، كما نص على إلغاء بعض القرارات السابقة الصادرة عن المجلس الرئاسي بشأن التكليف بمهام".

ومنح القرار، الأذن لآمر القوة التواصل مع بعثة الأمم المتحدة للتنسيق والتعاون في إطار الصلاحيات المسندة إليه، داعيا إلى العمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وتنفيذه فورا، على أن يلغى ما يخالفه من أحكام، ما يعني إلغاء كل "ما سبق" من ميليشيات".

 

اقرأ أيضا: الرئاسي الليبي يشكل لجنة أمنية لبسط الأمن في طرابلبس

وهنا السؤال: هل تخلى السراج فعليا ورسميا عن القوات التي كانت تسانده من قبل؟ وما مدى نجاح هذه القوة الجديدة في السيطرة والتحكم خاصة مع شهرة قائدها في ردع "الميليشيات" من قبل في معارك عدة؟

بداية جديدة

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، محمد بويصير أن "هذا القرار يأتي تجاوبا مع تغير مستوى الدعم المقدم للحكومة خاصة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، والميليشيات لم تكن اختيار السراج لكنه واقع فرض عليه وقد جاء الوقت الآن لطلاق هذه المجموعات"، حسب تعبيره.

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذه الخطوة تعد بداية جديدة ليس على مستوى العاصمة طرابلس وفقط ولكن على مستوى ليبيا كلها، وقريبا سينتهي تأثير الجماعات المسلحة تحت كل المسميات"، كما قال.

"إعادة تدوير"

لكن الصحفية الليبية من طرابلس، أحلام الكميشي أشارت إلى أن "هذا القرار صدر بدعم دولي وبالإتفاق مع بعثة الأمم المتحدة، كون السراج في وضع حرج فالوقت يتناقص والهدنة قاربت على الانتهاء، وربما يحاول السراج إعادة تدوير الكتائب الأمنية المسيطرة على العاصمة وإعادة تشكيلها من جديد بنفس الوجوه".

وأضافت لـ"عربي21": "الكتائب تمتلك أسلحة لا تمتلكها وزارة الداخلية، ومديريات الأمن أضعف من أن تفرض الأمن إلا إذا تعاونت معها إحدى "المليشيات"، أما بخصوص قائد القوة الجديدة "جويلي" فهو ضابط محسوب على تيار "الإخوان المسلمين"، بحسب كلامها.

وتابعت: "ما يجري الآن هو إعادة تدوير للمشهد الأمني والسياسي والعسكري في طرابلس بعلم الأمم المتحدة وبمتابعة مباشرة من أميركا التي تلاعب كلا من إيطاليا وفرنسا الضالعتين بشكل مباشر وعلني في الصراع الليبي الحالي"، وفق رأيها.

إجراءات رادعة


ورأى الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة أن "الترتيبات الأمنية الجديدة في العاصمة تُجرى باقتراح دولي وبإشراف مباشر من المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز، وذلك لضمان تنفيذ هذا الاقتراح"، حسب قوله.

 

اقرأ أيضا: داخلية الوفاق تستلم إدارة مطار معيتيقة في طرابلس

وقال في تصريحه لـ"عربي21" إن "المرحلة الأولى من المقترح هي تموضع مختلف التشكيلات التي تم الاتفاق معها على المشاركة في تأمين العاصمة بدلا من الميليشيات التي استغلت الوضع لمصالحها الخاصة، وهناك تلويح من "سلامة" وبعثته بإتخاذ إجراءات رادعة ضد من يقوض الأمن في طرابلس".

التعليقات (0)