صحافة دولية

صحيفة سويسرية: من يسيطر على دونالد ترامب؟

لا يزال الجمهوريون متمسكون بترامب رغم ما يشوب قراراته - جيتي
لا يزال الجمهوريون متمسكون بترامب رغم ما يشوب قراراته - جيتي

نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرا ذكرت فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطارده خلال الأشهر الأخيرة عدة فضائح وتسريبات جعلت منه غير مؤهل لمواصلة الحكم في نظر البعض.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن دونالد ترامب عندما يكون في مأزق يستنجد مباشرة بأبنائه، ولعل أبرز دليل على ذلك الحوار الذي أجراه نجل الرئيس الأمريكي ونشره موقع "بريتبارت" الإخباري.

 

وخلال الحوار، هاجم نجل دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قائلا له: "أبي نجح في إعادة توجيه الاقتصادي الأمريكي، وهو ما لم تستطع أنت القيام به". وقد تزامن هذا الحوار مع ظهور باراك أوباما من جديد على الساحة السياسية لتحفيز أتباع الحزب الديمقراطي.

وذكرت الصحيفة أن الهلع والاضطراب يبدوان واضحين خلف أسوار البيت الأبيض قبيل أسابيع فقط من إجراء انتخابات التجديد النصفي، حيث ينتاب الجمهوريين مخاوف من خسارة الأغلبية ضمن مجلس النواب الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك تسبب الكتاب الأخير الذي نشره الصحفي الأمريكي الشهير، بوب وودورد، بعنوان "الخوف، ترامب في البيت الأبيض" في إصابة الرئيس الأمريكي بالهلع.

وقد تزامن صدور هذا الكتاب مع نشر مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" لأحد المسؤولين الكبار في إدارة دونالد ترامب دون الكشف عن اسمه، الذي تحدث فيه عن بعض خبايا البيت الأبيض.

وأكدت الصحيفة أن كلا من وودورد والمسؤول تطرقا إلى المناورات التي يقوم بها مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية من أجل منع ترامب من الوقوع في زلات أو ارتكاب أخطاء. وفي هذا السياق، يعتزم الديمقراطيون الاستفادة من الانقسامات التي تهز صفوف خصومهم من الجمهوريين الذين يشعرون بالإحراج، نظرا لتتالي التسريبات التي مست صورة ترامب، وجعلت منه غير مؤهل لرئاسة البيت الأبيض.

ولسائل أن يسأل: من هو الشخص الذي يتحكم بترامب؟ بالنسبة لشيرميكاييل سينغليتون، تعد الإجابة عن هذا السؤال سهلة، حيث أوضح أنه لا يوجد من يتحكم في ترامب باستثناء ترامب نفسه. تجدر الإشارة إلى أن سينغليتون يعد آخر العاملين في إدارة البيت الأبيض من بين الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية. وإلى جانب عمله كمحلل سياسي في شبكة "سي إن إن" الإخبارية، كان سينغليتون قد تولى منصبا في وزارة الإسكان في إدارة ترامب قبل أن تتم إقالته في شهر شباط/ فبراير سنة 2017، بعد مضي شهر فقط على تعيينه.

وعموما، أُقيل سينغليتون نتيجة الانتقادات التي وجهها خلال توليه هذا المنصب للإدارة الأمريكية، مع العلم أنه خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 2016، دعا الجمهوريين إلى الخروج من أجل منع ترامب من تولي رئاسة الجمهورية.

ونقلت الصحيفة على لسان سينغليتون قوله إن "النواب الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي ليس أمامهم في هذه اللحظة سوى خيار سياسي وحيد يتمثل في دعم الرئيس والوقوف إلى جانبه. وقد تجلى ذلك في الإحصائية التي نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "إن بي سي" الإخبارية، خلال تموز/ يوليو الماضي، حيث أثبتت أن 88 بالمائة من الناخبين الجمهوريين يؤيدون الرئيس الأمريكي. وتعتبر هذه النسبة مرتفعة جدا مقارنة بالرؤساء السابقين على غرار باراك أوباما وبيل كلينتون، حيث لم يلق كلاهما كل هذا التأييد من حزبيهما حين توليا منصب الرئيس الأمريكي".

وواصل المحلل السياسي الأمريكي قوله إن "الرئيس الأمريكي الوحيد الذي سجل ارتفاعا في نسب شعبيته كان الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، عشية أحداث 11 أيلول/ سبتمبر سنة 2001. إن فكرة التخلي عن ترامب في هذا الوقت بالذات، قبيل أسابيع من إجراء انتخابات التجديد النصفي تعد بمثابة انتحار للجمهوريين".

وأضافت الصحيفة أن الكثير من نواب الحزب الجمهوري يفضلون تطبيق إستراتيجية اللامبالاة تجاه الانتقادات والتسريبات التي تشوه صورة ترامب، فضلا عن الاتهامات المتعلقة بالتدخل الروسي التي مست بالعديد من الشخصيات المحيطة بالرئيس الأمريكي. كما لا يزال العديد من الجمهوريين متمسكين بإخلاصهم لترامب.

وأفادت الصحيفة أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة واشنطن الأمريكية، كريستوفر ارتيرتون، أكد أن "لا أحد قادر على السيطرة على ترامب حتى ترامب نفسه". وقد ذكر ارتيرتون عدة أسماء يظن البعض أنها تسيطر على ترامب، على غرار رئيس موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، ووزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، علاوة على ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر. كما طرح أيضا أسماء كل من السيناتور بول ريان والسيناتور ليندسي غراهام والسيناتور راند بول والسيناتور ميتش ماكونيل.

وأفادت الصحيفة أن جون كيلي يلقبه الأمريكيون "بالرجل الذي يضفي على الرئيس طابعا رئيسيا"، حيث يحب العمل خلف الكواليس. ومع توليه منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، ساهم جون كيلي في تطهير البيت الأبيض من العناصر المشوشة التي تغذي الصراعات الداخلية في إدارة ترامب. بالإضافة إلى ذلك، تم تداول بعض الشائعات التي تفيد بتقديم جون كيلي استقالته، وهو أمر غير مؤكد.

وتحدثت الصحيفة عن وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، الذي يلقب بالوزير الذي لا يهاب الوقوف في وجه ترامب، حيث يعتبر إلى حد الآن الشخصية الأكثر تأثيرا على رئيس البيت الأبيض. وعُرف عن ماتيس معارضته لبعض قرارات ترامب، نظرا لكونه لا يعد من الوزراء الذين يطبقون القرارات بحذافيرها سواء كانت صائبة أو تحمل تداعيات خطيرة في المستقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن مايكل بومبيو، الذي يلقب بالمحافظ المتشدد، أصبح مخلصا لترامب. وبعد توليه رئاسة المخابرات المركزية الأمريكية، خلف بومبيو نظيره ريكس تيلرسون على رأس وزارة الخارجية الأمريكية، بعد أن تمت إقالة تيلرسون في آذار/ مارس سنة 2018. ولم يمض وقت طويل على تقلده هذا المنصب، حتى تدخل بومبيو في الملف الكوري الشمالي. تجدر الإشارة إلى أن بومبيو لم يكن ضمن الجهات المؤيدة لترامب، حيث حذر خلال شهر آذار/ مارس سنة 2016، من أن يكون ترامب "رئيسا متسلطا".

وذكرت الصحيفة أن ليندسي غراهام، الذي كان يعتبر الدابة السوداء بالنسبة لترامب تحول إلى أحد أهم المقربين له. وقد شوهد هذا السيناتور الجمهوري في البيت الأبيض وفي ملعب كرة المضرب رفقة الرئيس الأمريكي في العديد من المناسبات. وصرح غراهام لشبكة "سي إن إن" الإخبارية بأن العلاقة التي تجمعه بدونالد ترامب ووزير العدل الأمريكي جد وطيدة.

التعليقات (0)