سياسة عربية

الأسد يستبدل قواته بـ"حزب الله" بالسويداء.. ومعركة وشيكة

حزب الله تدخل في الأزمة السورية لصالح النظام السوري- جيتي
حزب الله تدخل في الأزمة السورية لصالح النظام السوري- جيتي

أفادت مصادر أهلية من السويداء (جنوب شرق البلاد)، لـ"عربي21"، الأربعاء، بأن النظام السوري أحل مكان قواته في المحافظة، مليشيات تابعة لحزب الله اللبناني، و"الفرقة الخامسة".

وسبق أن سُجل تواجد لحزب الله في السويداء، وأعلن في وقت سابق وقوع قتلى منه هناك، في المنطقة التي يتواجد فيها غالبية كبيرة من الدروز.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن القيادة العسكرية للنظام في السويداء، استبدلت جنودها في شرق المحافظة، في المناطق المتاخمة لمواقع سيطرة "تنظيم الدولة". 

 

اقرأ أيضا: مقتل قيادي من حزب الله في السويداء بسوريا (صور)


وأشارت إلى مخاوف الأهالي من معركة قريبة بين تنظيم الدولة من جهة، وحزب الله والمليشيات الموالية للنظام السوري من جهة أخرى، ومن مخاطرة النظام السوري بالمختطفين لدى التنظيم، وتنصله من مسؤوليته بالإفراج عنهم من خلال اتفاق مع التنظيم.

وبحسب معلومات "عربي21"، فإن النظام السوري كان قد أحل في السويداء "الفرقة 15"، إلا أنه قرر سحبها، وحل محلها حزب الله و"الفرقة الخامسة".

ويتمركز تنظيم الدولة في منطقة الصفا، على بعد نحو ستين كيلومترا شرقي مدينة السويداء.

في حين أكدت المصادر أن مسلحي تنظيم الدولة الذين كانوا يتوزعون في جيوب صحراوية عدة في شرق المحافظة، "محاصرون منذ أيام، في منطقة تلول الصفا"، قرب الحدود الإدارية مع محافظة ريف دمشق، حتى تنفيذ مطالبهم بالمغادرة إلى شرق البلاد، مقابل إطلاق سراح مختطفات السويداء.

ونفذ تنظيم الدولة ضد قوات النظام بشكل مستمر عمليات قنص وكمائن في منطقة الصفا، عرقلت تقدم الأخير.

وتأتي الخطوة من النظام السوري عقب عرقلة تقدمه، ووقوف قواته عن التقدم، وإحراز أي تقدم على حساب تنظيم الدولة خلال الأسابيع الأخيرة، معللا ذلك بالمناخ والطبيعة الصحراوية للمنطقة.

وكانت أنباء أفادت سابقا باتفاق يتم بحثه لدى النظام السوري، يقضي بنقل آخر مسلحي التنظيم إلى بادية ريف حمص الشرقي، مقابل تسليم تنظيم الدولة للمختطفات والمختطفين الذين خطفهم من قراهم شرقي السويداء، إلا أنه لم يجر أي تقدم بهذا الشأن حتى اليوم.

وكان مسلحو تنظيم الدولة هاجموا في 25 تموز/ يوليو الماضي، قرى عدة شرقي مدينة السويداء، وقتلوا نحو 250 شخصا، بينهم نساء وأطفال، قبل أن يختطفوا 30 مدنيا، نصفهم أطفال ونساء، وينسحبوا إلى مواقعهم في بادية السويداء.

اعتصام لأجل المختطفين

في سياق متصل، شهدت مدينة السويداء اعتصاما حاشدا تضامنا مع مختطفي قرية الشبكي لدى تنظيم الدولة، بعد مرور شهرين على اختطافهم.

وأقيم الاعتصام أمام دار الطائفة الدرزية في مدينة السويداء "مقام عين الزمان"، وكانت قد دعت إليه "الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء". 

وحمل أهالي المختطفين وأقاربهم، وناشطون، صورا للمخطوفين، ولافتات تطالب النظام والجانب الروسي بالعمل الفوري على إطلاق سراحهم.

وكانت "مشيخة العقل" (مشايخ من الدروز) قد شكّلوا لجنة للاطلاع على المفاوضات بين النظام وتنظيم الدولة قبل شهر، إلا أنه لم يتم حتى اللحظة أي تقدم، وفق ما أكده مصدر محلي لـ"عربي21".

وقال إن هناك استياء كبيرا لدى أهالي السويداء من عدم إحراز أي تقدم بملف المختطفين لدى تنظيم الدولة، محملين اللجنة الأهلية والنظام السوري وروسيا مسؤولية التأخر بإتمام الصفقة مع تنظيم الدولة لفك أسر المختطفين.

 

اقرأ أيضا: تنظيم الدولة ينشر مقطعا مصورا لمختطفات السويداء (شاهد)


ونقلت قناة "السويداء الحدث"، رسائل وصفتها بـ"القاسية" للنظام السوري، وجهها المعتصمون، محملينه مسؤولية جميع الأحداث التي عصفت بالمحافظة، منذ نقله المئات من تنظيم الدولة بأسلحتهم من مخيم اليرموك إلى ريف السويداء الشرقي في أيار/ مايو الماضي، وفق قولهم.

وطالب المعتصمون النظام وروسيا بعدم اختلاق المبررات للتأخير في الإفراج عن المختطفين.

ويعد الاعتصام الذي تشهده السويداء الثالث من نوعه منذ اختطاف تنظيم الدولة لنساء وأطفال من قرية الشبكي. 

وسبقه اعتصامان أمام مبنى المحافظة ومديرية التربية، ولم يشهدا أي حضور رسمي لمسؤولي النظام السوري، أو وسائل إعلامه التي تتجاهل القضية.

النظام يعاقب معلمي السويداء

وفي سياق آخر، تداول الأهالي في السويداء، قرارا لرئيس وزراء حكومة النظام السوري، عماد خميس، يقضي بفصل عشرات المعلمين في السويداء من عملهم.

ووصفوا الأمر بأنه "مذبحة جماعية بحق عشرات المعلمين من أبناء محافظة السويداء"، وأنه "معاقبة لهم".

ونص القرار الذي أورده ناشطون، على إنهاء خدمة عدد من العاملين لدى وزارة التربية في حكومة النظام لعدم التحاقهم بالخدمة الاحتياطية.


وأوضح القرار الذي يحمل رقم "2422"، أن فصل المعلمين جاء بناءً على اقتراح قدمه وزير الدفاع لدى النظام، العماد فهد جاسم الفريج، في 12 تموز/ يوليو الماضي.


جاء ذلك أيضا وفق ما أكدته شبكة "السويداء 24" الموالية للنظام، نقلا عن مصدر وصفته بـ"المطلع".

 

ولطالما رفض أهالي السويداء، التجنيد الإجباري في قوات النظام السوري، مفضلين الابتعاد عن أطراف الأزمة السورية، في حين رأى العديد من المراقبين أن النظام عاقب الدروز في السويداء من خلال العديد من الإجراءات، من ضمنها نقل تنظيم الدولة بالقرب منهم.

 

اقرأ أيضا: ما انعكاسات هجمات السويداء على علاقة دروز سوريا بالنظام؟

 

وطرد أهالي السويداء بوقت سابق ممثلي النظام السوري، ورفضوا مشاركتهم في مراسم العزاء لنحو 250 قتيلا، بعد تحميل الأخير المسؤولية واتهامه بالتخاذل.

التعليقات (0)