حول العالم

مجلة أمريكية: هل يجدر بنا التواصل مع الكائنات الفضائية؟

الباحثون لم يتفقوا إلى غاية الآن حول ما إذا كان ينبغي علينا إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني أم لا للكائنات الفضائية
الباحثون لم يتفقوا إلى غاية الآن حول ما إذا كان ينبغي علينا إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني أم لا للكائنات الفضائية

نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على جدوى التحدث إلى الكائنات الفضائية ومحاولة بعث رسائل لاسلكية إلى مناطق تبعد عنا آلاف وملايين السنين الضوئية.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إمكانية وجود حياة ذكية في الفضاء الخارجي تعتبر أمرا مبهما للغاية في ظل محدودية تكنولوجيا استكشاف الفضاء التي نملكها.

وأوضحت المجلة أن بعض التجارب التاريخية تضمنت وقائع سعى من خلالها الإنسان إلى إرسال رسائل نحو الفضاء ومحاولة فك شيفرة معطيات أخرى تحصل عليها بواسطة المستقبلات المتمركزة على الأرض. كما تبدو المعضلات العلمية المتعلقة ببلوغ الحياة الذكية، حتى في حال تخاطبنا مع الكائنات الفضائية، غير واعدة، وهو ما يدفعنا إلى التفكير في مدى صحة وجدوى المحاولة.

وأفادت المجلة أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 1962، تم إرسال أول رسالة من البشر إلى خارج الأرض انطلاقا من محطة رادار تطل على البحر الأسود، وتحديدا في الجانب الغربي من شبه جزيرة القرم. كانت الرسالة تتكون من ثلاث كلمات باللغة الروسية على شكل شفرة حرفية، يُطلق عليها شفرة مورس.

وقد ارتدّت هذه الرسالة من كوكب الزهرة وتوجهت في النهاية نحو أيتش دي 131336، وهو نجم يبعد حوالي 2160 سنة ضوئية. تجدر الإشارة إلى أن الكلمات التي تم إرسالها كانت "مير" وهي كلمة روسية تعني السلام أو الأرض، فضلا عن "لينين"، والاسم المختصر للاتحاد السوفيتي.

وأوردت المجلة أنه من الغريب أننا لم نتلق أي رد من الفضاء الخارجي إلى حد الآن. ومنذ إرسال شفرة مورس، قام الكثير من العلماء بمحاولات طموحة لإرسال رسائل يمكن للفضائيين فك شفراتها. ففي سنة 1974، أرسل كل من فرانك دريك وكارل ساغان رسومات للحمض النووي وصورا للإنسان والنظام البشري إلى كل كتلة نجمية تبعد 25 ألف سنة ضوئية. وفي سنة 1977، حملت المركبة الفضائية "فوياجر 1" معها تسجيلا يحمل صورا للبشر وخرائط وتسجيلات موسيقية لمعزوفات باخ وموزارت.

وأضافت المجلة أن الرسائل الأخرى التي وقع إرسالها والتي يمكن أن يتلقاها الفضائيون قد تجعلهم خائفين من احتمال وجود حياة ذكية في مكان آخر في الكون. في السنوات الأخيرة الماضية، تم إرسال بعض الرسائل إلى الفضاء، لكن لم تكن هناك محاولة جدية ومستمرة للتواصل مع الكائنات الفضائية بشكل مباشر.

تتمحور عملية البحث عن حياة ذكية خارج كوكب الأرض حول عدد قليل من الأبحاث المهمة التي تحصل على تمويلات جيدة مثل "برايكثرو ليسن" "ومركز بيركلي للبحث عن ذكاء خارج الأرض" "ومركز فاست الصيني". في المقابل، لم يحصل بعض الباحثين وعلماء الفضاء الهواة، الذين قالوا إنه يمكن إرسال رسائل إلكترونية للكائنات الفضائية، على أي تمويل لدعم مشروعهم.

وأشارت المجلة إلى أنه في صائفة 1997، تلقى سيث شوستاك، وهو عالم في مركز البحث عن الذكاء خارج الأرض، رسالة لطالما انتظرها هو وزملاؤه. وقد كانت إشارة من الفضاء الخارجي موجهة إلى الأرض، حيث كان اللاقط الهوائي يلتقط إشارة ضيقة النطاق، وهي إشارة يمكن أن تُصدرها أجهزة الإرسال فقط وبدت وكأنها من مكان ما في الفضاء. وبعد التقاط هذه الإشارة، تم تحويل هذه المحادثة إلى بروتوكولات، وهي مجموعة من المبادئ تحدد ما الذي سيحدث إن اكتشف الباحثون أن هذه الإشارة أرسلت من قبل الكائنات الفضائية.

ونقلت المجلة عن مدير مركز بركلي للبحث عن ذكاء خارج الأرض، أندرو سيميون أن "مسؤوليتنا كعلماء في هذا البحث هو التحقق ومتابعة أي اكتشاف نجريه". وأضاف سيميون قائلا: "إن تحديد ما إذا كان علينا الرد أم لا، وتحديد ما الذي سنقوله إذا أردنا الإجابة هو سؤال صعب للغاية. فهو سؤال لم يتمكن معظم العلماء من التفكير فيه حتى الآن".

وأورد سيميون أن "إرسال رسالة عبر الفضاء لا تستغرق وقتا طويلا. فحتى وإن وجدنا كائنات فضائية على كوكب بروكسيما سنتوري، وهو أقرب نجم باستثناء الشمس، يستغرق الأمر ما يقارب أربع سنوات ونصف كي تصل الرسالة إلى الأرض وكي نرد عليهم".

وقالت المجلة إن سيميون يحذر من المخاطر المحتملة لتبادل الرسائل خارج الأرض، حيث أفاد أنه "بالنظر إلى أن البشر اكتسبوا القدرة على إرسال رسائل بين النجوم، فمن المحتمل جدا أن الكائنات الفضائية، في حال كانت موجودة، يمكن أن تكون أكثر تقدما مما نحن عليه". وأضاف سيميون قائلا: "نحن لا نعرف أي شيء عن نواياهم وقدراتهم. ومن المستحيل التنبؤ إذا كانوا مسالمين أو عدائيين".

من جهة أخرى، لا يعتقد دوغ فاكوش، وهو عالم أحياء فلكية ترك "مركز البحث عن ذكاء خارج الأرض" ليؤسس "ميتي إنترناشونال"، وهي منظمة تقوم على إرسال رسائل إلى الفضاء الخارجي، أن الرسائل المرسلة من قبل الكائنات الفضائية تشكل خطرا كبيرا.

وأفادت المجلة أن العالم جيكوب حق ميسرا قد شارك سنة 2013 في مشروع قصير المدى يُطلق عليه اسم "لون سيغنال"، وهو يهدف إلى استخدام أطباق هوائية تخول للبشر إرسال رسائلهم الخاصة إلى الفضاء. لكن المشروع فشل في النهاية.

وفي الختام، أوردت المجلة أن الباحثين لم يتفقوا إلى غاية الآن حول ما إذا كان ينبغي لنا إرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني أم لا للكائنات الفضائية. لكن، يفكر فاكوش منذ الآن في محتوى الرسائل التي سيتم إرسالها سنة 2019.

 

للاطلاع على النص الأصلي اضغط هنا
0
التعليقات (0)

خبر عاجل