صحافة دولية

إندبندنت: مرشح محافظ لعمدة لندن متهم بكراهية الإسلام

إندبندنت: ظاهرة الإسلاموفوبيا أصبحت منتشرة بشكل واسع في حزب المحافظين- جيتي
إندبندنت: ظاهرة الإسلاموفوبيا أصبحت منتشرة بشكل واسع في حزب المحافظين- جيتي

كشفت صحيفة "إندبندنت" عن تورط مرشح محافظ محتمل لمنافسة عمدة لندن الحالي صديق خان على منصب العمدة، في قضايا كراهية للإسلام.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المرشح شون بيلي نشر تغريدة لمتابعيه على "تويتر"، وصف فيها صديق خان بأنه "ملا خان لندنستان"، لافتا إلى أن بيلي قام بإرسال تغريدة وصورة لخان، وتحتها التعليق العنصري، الذي وصف فيه حزب العمال أيضا بالحزب "المعادي لبريطانيا". 

وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين في حزب المحافظين، قولهم إن بيلي لم يكن ليرسل التغريدة لو شاهد الهجوم عليها، مشيرة إلى أن أحد أعضاء البرلمان من حزب العمال في لندن وصف الصورة التي أرسلت لعشرة آلاف متابع لبيلي، بالمثيرة للعار، واتهم السياسي المحافظ بأنه يحاول شن حملة إسلاموفوبيا ضد العمدة خان.

ويذكر التقرير أن حزب المحافظين سيعلن اليوم عن ثلاثة مرشحين سينافسون خان في انتخابات عام 2020، لافتا إلى أن بيلي، العضو في مجلس لندن، يحظى بموقع جيد.

وتقول الصحيفة إلى أن هذه التغريدة تعيد الذاكرة إلى معركة عام 2016، التي  شهدت شن النائب زاك غولدسميث حملة ضد خان، وصفت بـ"المثيرة للاشمئزاز"، التي حاولت تصوير مرشح العمال في حينه بأن له روابط مع المتطرفين.  

ويلفت التقرير إلى أن هذه التغريدة تأتي عشية بدء مؤتمر المحافظين في مدينة بيرمنجهام، وسط مظاهر قلق من كراهية الإسلام وسط حزب المحافظين، في ضوء مقالة وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، الذي أشار فيه إلى أن النساء المنقبات يبدون مثل "سارقات البنوك" و"صناديق البريد".

وتبين الصحيفة أن لقطة للشاشة "سكرين شوت" تظهر أن التغريدة وضعها مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي، وأرسلها آخر من داعمي بيلي، الذي قام بإرسالها لمتابعيه، مشيرة إلى أن هذا كان في صيف 2017، عندما تم إلغاء عقد وقعه سلفه العمدة المحافظ، مع أن التغريدة الأصلية حذف منها الكلام الأصلي. 

ويورد التقرير أنه جاء في التغريدة الأصلية ما يلي: "الملا المجنون خان ألغى إنتاج حافلات روتماستر وسلمها للألمان"، و"مثال آخر على معاداة حزب العمال لبريطانيا، ووضعه مصالح العمال البريطانيين للخلف". 

 

   

 

وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم بيلي، قوله: "كما تظهر (سكرين شوت) لـ(إندبندنت) فالكلمات المؤذية لم تظهر في إعادة نشر التغريدة الـ(ريتويت)"، وأضاف أن "شون لم يكن واعيا بوجودها، وكونه شخصا عانى من العنصرية، فلا مجال لأن يقوم بمشاركة شيء مؤذ". 

ويفيد التقرير بأن كون مجلس لندن يعد ساحة للنزاع بين العمال والمحافظين، فإن نائب المحافظين جيمس كيلفرلي ذكر مستخدمي "تويتر" أن بيلي تعرض لسخرية عنصرية من النائبة العمالية إيما كود، التي وصفته بمجرد "ابن غيتو"، إلا أن نائب منطقة شمال إلفورد حذر بيلي من تكرار "حملة زاك غولدسميث ليكون عمدة لندن"، وقال إن الصورة التي تم تداولها على "تويتر"، "مخجلة بالمطلق". 

وتورد الصحيفة نقلا عن مصدر في حزب العمال، قوله إن صديق خان يأمل بأن تكون الحملة للعمدية هذه المرة نظيفة، وتقوم على ما يمكن أن يقدمه كل مرشح لأهل لندن، "وهو يتطلع لأن يركز على إنجازاته في مجال السكن، وتنظيف أجواء لندن من التلوث، وجعل وسائل النقل متوفرة لسكان لندن، والدفاع عن مصالحها في مفاوضات البريكسيت".

 

وينوه التقرير إلى أن رئيس منبر المسلمين في حزب المحافظين محمد أمين انضم بعد حملة 2016 لعمدة لندن إلى بقية المسؤولين البارزين، الذين شجبوا هجمات غولدسميث على خان، وكتب أمين في موقع "كونزيفتف هوم" قائلا إن الهجمات تحمل مخاطر تحويل الشباب المسلم نحو التشدد. 

 

وتقول الصحيفة إن آثار حملة غولدسميث لا تزال واضحة حتى اليوم، حيث اعترف أحد المرشحين الثلاثة، أندرو بوف، بأن الأساليب التي استخدمت لم تكن صحيحة. 

وبحسب التقرير، فإن بيلي، الذي عمل في الخدمات الشبابية قبل أن يصبح مستشارا لديفيد كاميرون، وانضم إلى مجلس لندن، مستعد للذهاب إلى أبعد من إصدار بيان مشترك مع بوف والمرشح الثالث جوي موريسي، الذي قالوا فيه: "ندعم الجهود التي تحاول جعل عاصمتنا مفتوحة، تندمج فيها المجتمعات كلها"، مشيرا إلى أن بيلي عمل في حملة غولدسميث، ولقي دعما منه. 

وتورد الصحيفة نقلا عن الرئيسة السابقة لحزب المحافظين البارونة سيدة وارسي، قولها إن الإسلاموفوبيا أصبحت منتشرة بشكل واسع في حزب المحافظين، التي تجاهلها قادة الحزب، مشيرة إلى أنها انضمت لاحقا إلى بقية قادة المسلمين في الحزب المحافظ، ودعت إلى التحقيق في المشكلة. 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن التحقيق في وصف جونسون للمنقبات بسارقات البنوك وصناديق البريد لا يزال جاريا، بعد تلقي الحزب عددا من الشكاوى.


لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)