حول العالم

كل ما ترغب بمعرفته عن "المدارس المجتمعية" في مصر

أوضح الموقع أن المدارس المجتمعية لم تنجح في تحقيق التغيير الاجتماعي الذي طالما وعدت به- "ذي كونفرسيشن" الأسترالي
أوضح الموقع أن المدارس المجتمعية لم تنجح في تحقيق التغيير الاجتماعي الذي طالما وعدت به- "ذي كونفرسيشن" الأسترالي

نشر موقع "ذي كونفرسيشن" الأسترالي تقريرا سلط من خلاله الضوء على مساوئ التعليم في المدارس المجتمعية في مصر، التي تعاني من تردي جودة المناهج التعليمية وطاقم التدريس الذي تنقصه الكفاءة لتحمل مسؤولية إعداد الأجيال القادمة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المدارس المجتمعية هي مؤسسات تعليمية ومراكز للحياة المجتمعية التي تعتمد على تمويل حكومي، فضلا عن التمويل المقدم من قبل المنظمات غير الحكومية.

وتوفر هذه المدارس تعليما ابتدائيا في مجتمعات تفتقر للبنية التحتية اللازمة لإنشاء مدارس حكومية. وعادة ما تكون هذه المدارس صغيرة ويتم تعيين معلمين محليين فيها لا يتمتعون بالمؤهلات العلمية اللازمة.

وذكر الموقع أن هذه المدارس تعتمد على منهج تعليمي مبسط وملائم للمجتمعات المحلية، حيث أنها تعتمد على سبيل المثال على اللغة المحلية في التدريس، إلى جانب تعاملها مع المشاكل التي تواجه الطلاب بصفة يومية.

 

وقد أثبت التعليم المجتمعي فعاليته في العديد من الدول على غرار بنغلاديش وغانا وكولومبيا ومصر. وعلى الرغم من أن مصر تعتبر من الدول التي طورت هذا النوع من التعليم وقدمت فرصا تعليمية قيمة، إلا أن هذا البرنامج شهد تغييرا كبيرا بمرور السنين.

وكشف الموقع أنه قد تمت تجربة التعليم المجتمعي في مصر للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، ولكن هذه التجربة باءت بالفشل.

 

وبعد حوالي 20 سنة، بدأت منظمة اليونيسف في إنشاء برنامج جديد يشمل 300 مدرسة مجتمعية في 3 محافظات مصرية.

وكان من المقرر إنشاء المدارس في مناطق يتراوح عدد سكانها بين 1500 و2000 شخص، وتبعد على الأقل كيلومترين عن أقرب مدرسة حكومية، وحيث يزاول ما لا يقل عن 50 طفلا تعليمهم.

 

اقرا أيضا : أبناء معتقلين من أوائل الثانوية وتعليم مصر ترفض تكريمهم

 

من جهة أخرى، يجب أن توافق المنظمات المجتمعية على المشاركة في إنشاء وإدارة هذه المدارس. ويتسم التوقيت المدرسي فيها بالمرونة، فضلا عن اعتماد منهج يلاءم البيئة المحلية.

وأضاف الموقع أن الهدف من إنشاء هذه المدارس المجتمعية يتمثل في خدمة الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة ويودون العودة إليها، لا سيما الفتيات.

 

علاوة على ذلك، تمكن هذه البرامج التعليمية الطلاب من أن يكونوا مفكرين مستقلين، كما تدعم التغيير الاجتماعي التقدمي، على غرار وضع حد لختان الإناث والزواج المبكر.

وبين الموقع أنه في الوقت الراهن، يزاول حوالي 1 بالمائة من جميع طلاب المدارس الابتدائية تعليمهم في المدارس المجتمعية، بينما يدرس حوالي 10 بالمائة من طلاب المرحلة الابتدائية في مدارس خاصة. أما النسبة المتبقية، فتتلقى تعليمها في مدارس حكومية.

ومنذ بدء هذا البرنامج التعليمي، صدرت 13 دراسة لتقييم جودته. وأكدت جميعها، باستثناء دراسة واحدة، على المستوى العالي لأداء المعلم والإنجاز العلمي الذي يحققه الطلاب، خاصة في مجالات مثل التمكين والتحفيز الذاتي. ويقال إن العديد من خريجي المدارس المجتمعية أصبحوا مدرسين وأطباء ومهندسين.

وأفاد الموقع أن نموذج المدارس المجتمعية المعتمد حاليا في مصر طرأت عليه تغييرات كبيرة، حيث أنه أصبح لا يفي بالتزاماته في تسجيل الطلاب من المناطق المعنية وتوفير تعليم جيد لهم.

 

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ 10 سنوات، كانت الحكومة المصرية تشرف على جميع المدارس المجتمعية.

وأشار الموقع إلى أن عددا كبيرا من هذه المدارس أصبح متواجدا في مجتمعات واسعة النطاق عوضا عن تواجدها في القرى الصغيرة النائية، فضلا عن أنها أصبحت قريبة من المدارس الابتدائية الحكومية، ولم تعد تتلقى الدعم اللازم من المنظمات غير الحكومية. وعوضا عن اعتماد المنهج المبسط، أصبح المدرسون يتبعون المناهج الرسمية التابعة لوزارة التعليم.

 

اقرا أيضا :  "هآرتس" ترصد روحا جديدة تجاه إسرائيل في كتب التعليم بمصر


وقال الموقع إنه على الرغم من ضعف المهارات الأكاديمية لطلاب المدارس الحكومية، إلا أنها تظل أفضل بكثير من مهارات طلاب المدارس المجتمعية، ويعود ذلك إلى تردي جودة التعليم في هذه المدارس.

 

كما يفتقر المعلمون إلى شهادات جامعية تخول لهم امتلاك المهارات اللازمة للتدريس بطريقة ناجعة.

وتطرق الموقع إلى أن طلاب المدارس المجتمعية يعانون من صعوبات جمة فيما يتعلق بالمهارات الأساسية على غرار اللغة العربية والرياضيات، خاصة بعد التحاقهم بالمدارس الإعدادية.

 

ويعكس ذلك أوجه القصور التي تخللت تعليمهم الابتدائي، كما أن هذه المشاكل تتواصل خلال المرحلة الإعدادية نتيجة فشل التعليم الإعدادي في معالجتها.

وأوضح الموقع أن المدارس المجتمعية لم تنجح في تحقيق التغيير الاجتماعي الذي طالما وعدت به. وأفضل مثال على ذلك؛ وضعية الفتيات، التي لم تشهد تغييرا كبيرا خاصة في المسائل التي تتعلق بالمستوى التعليمي الذي يرغبن في تحصيله، والسن المناسب للزواج.

وأفاد الموقع أن الأبحاث تظهر أن طلاب المدارس المجتمعية ينتقلون بمعدلات ضعيفة من المدرسة الإعدادية إلى الثانوية.

 

ويعد ذلك دليلا على أن لديهم صعوبة في الانتقال من البيئة المدرسية المجتمعية غير الرسمية إلى بيئة أكثر تنظيما. عموما، تحتاج جميع المدارس الابتدائية المصرية، وخاصة المجتمعية منها، إلى مضاعفة جهودها للنهوض بجودة التعليم.

0
التعليقات (0)