صحافة دولية

هل ينهي اختفاء خاشقجي التحالف الأمريكي السعودي؟

إنترسبت: وسط الغضب على خاسقجي ضغوط متزايدة على لوبيات السعودية في واشنطن- جيتي
إنترسبت: وسط الغضب على خاسقجي ضغوط متزايدة على لوبيات السعودية في واشنطن- جيتي

نشر موقع "ذا إنترسبت" مقالا لكل من زياد جيلاني ورايان غريم، يناقشان فيه احتمالات نهاية التحالف الأمريكي السعودي، عقب حادث اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

 

ويقول الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إن اختفاء خاشقجي الأسبوع الماضي يهدد بتفكيك شروط تحالف عمره عقود بين الولايات المتحدة والسعودية، مشيرين إلى أنه على مدى تسعة أيام منذ دخول خاشقجي في قنصلية بلاده تصاعد النقد من صناع السياسة والإعلاميين، حتى من تزلف منهم لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

ويشير الكاتبان إلى أن "الولايات المتحدة منحت السعودية شيكا مفتوحا، سياسيا أو عسكريا، حيث طالبت أصوات بإعادة التفكير في العلاقة القديمة التي بدأت فيما بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن الاعتقاد الواسع بأن السعودية تقف وراء اغتيال خاشقجي داخل القنصلية جلبها إلى مركز النقاش، وفجأة أصبحت العلاقات الأمريكية السعودية محلا للتساؤل".

 

ويذكر الموقع أن الرئيس دونالد ترامب رد في البداية على أسئلة تتعلق باختفاء خاشقجي، بالقول: "لا أريد أن اسمع عن هذا، وآمل أن تحل القضية بنفسها"، لكنه بدا يوم الخميس أقل ثقة في دفاعه عن السعودية، أول بلد أجنبي قام بزيارته، وبدأ يقول إن هناك ما يشير لاغتيال خاشقجي، إلا أنه بدأ يقلق على الوظائف، إذا توقفت مبيعات الأسلحة إلى هذا البلد.

 

ويلفت الكاتبان إلى أن السعودية بدأت تفقد دعم الحزبين في مجلس الشيوخ، حيث بدأ أعضاء لجنة الشؤون الخارجية كلهم تقريبا، يطالبون ترامب بالتحقيق في اختفاء خاشقجي، مشيرين إلى أنه في الوقت ذاته خصصت "واشنطن بوست" مساحات واسعة، سواء في التقارير، أو في مقالات الرأي للدفاع عن قضية معلقها.

 

ويفيد الموقع بأن شركات العلاقات العامة التي تعمل من واشنطن تواجه وقتا صعبا، خاصة شركة "هوغان أند لافيلز" و"غلوف بارك غروب" و"براونستين"، خاصة مع زيادة الضغط عليها لقطع العلاقات مع المملكة، لافتا إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" قررت إلغاء رعايتها لمؤتمر تكنولوجي في الرياض، وفي الوقت ذاته قال رئيس تحرير "إيكونوميست" زاني مينتون بديوس، والمذيع في شبكة "سي أن بي سي" أندرو روز سوركين، إنهما لن يشاركا. 

 

وينقل الكاتبان عن متحدث باسم "سي أن أن" قوله لموقع "بازفيد" إنهم يفكرون في إلغاء رعايتهم، وقالت شبكة "فوكس بيزنس" إنها "تراقب الوضع"، مشيرين إلى أن التحول في الخطاب بشأن السعودية بدا واضحا في مراكز البحث.  

 

وينوه الموقع إلى أن نائب مدير الأمن في مركز التقدم الأمريكي، وهو المركز الليبرالي المؤثر واشنطن، دعا إلى وقف صفقات الأسلحة للسعودية، فيما حذرت كيلي ماغزمين، الموظفة السابقة في مجلس الأمن القومي في عهد جورج دبليو بوش وباراك أوباما، من إمكانية توحيد قضية خاشقجي "المشاعر المعادية" للسعوديين في الكونغرس. 

 

ويذكر الكاتبان أن مركز التقدم الأمريكي كان يدعو قبل عامين إلى الحفاظ على العلاقات الأمريكية السعودية كما هي، فيما حذر المعلق اليميني والزميل في مجلس العلاقات الخارجية، وأحد المدافعين عن التحالف الأمريكي السعودي ماكس بوت، من "الثمن الباهظ" الذي سيدفعه السعوديون لو ثبت أنهم قتلوا خاشقجي.

 

ويبين الكاتبان أن "الحوار بشأن اختفاء خاشقجي شابه عددا من التقارير المتضاربة من المسؤولين الأتراك والسعوديين بشأن ما حدث حقيقة، إلا أن الأدلة حول عمل سيئ ارتكبه السعوديون تتزايد، ونعلم الآن من خلال (واشنطن بوست) أن المخابرات الأمريكية قد التقطت حوارات بين المسؤولين السعوديين، ناقشوا فيها خطة لمحمد بن سلمان، تهدف لإلقاء القبض على جمال خاشقجي ونقله إلى السعودية وسجنه".

 

ويشير الموقع إلى أنه في الوقت ذاته ظل الأتراك متحفظين في التصريحات الرسمية، إلا أنهم قالوا أن فريقا مكونا من 15 رجل أمن سعودي، وصلوا على متن طائرتين إلى اسطنبول، في اليوم الذي حدد فيه موعد لخاشقجي الحضور وتسلم أوراقه من داخل القنصلية، لافتا إلى أن المهن والمعلومات المتوفرة عن مناصب الفريق تكشف عن أنهم كانوا جزءا من فريق قتل (اقتل أو امسك)، فيما تكشف كاميرات المراقبة عن دخول الصحافي القنصلية، لكنها لا تظهر أنه خرج منها.

 

ويورد الكاتبان نقلا عن "بي سي نيوز"، قولها إن خاشقجي قام بتفقد هاتفه قبل دخوله القنصلية، لافتين إلى أن السعوديين ظلوا متمسكين بموقفهم، وهو أن خاشقجي غادر القنصلية بعد دخوله لها، لكنهم لم يقدموا أدلة.

 

وبحسب الموقع، فإن رئيس لجنة الشؤون الخارجية وممثل ولاية تينسي الجمهوري بوب كوركر، أرسل يوم الأربعاء رسالة إلى الرئيس ترامب بشأن اختفاء خاشقجي، وحملت الرسالة تعليمات للإدارة لتقوم بتحديد فيما إن كان خاشقجي اختطف أو عذب أو قتل على يد السعوديين، وطلب الرد في غضون 120 يوما، بحسب ما يتطلب قانون "غلوبال ماغنتسكي"، وفرض عقوبات ضد المسؤولين عن الجريمة، ووقع على الرسالة أعضاء لجنة العلاقات الخارجية كلهم، باستثناء ممثل ولاية كينتاكي راند بول، الذي يحضر خطته لوقف صفقات الأسلحة إلى السعودية.  

 

ويفيد الكاتبان بأن كوركر تحدث مع السفير السعودي خالد بن سلمان، الذي أخبره بأن الكاميرات أمام القنصلية هي للبث الحي لا التسجيل، ما دعا السيناتور للقول: "لم أسمع بسفارة في حياتي لا تسجل.. يبدو لي أن عملا شائنا قاموا به، لكنني لا أريد التسرع في الحكم". 

 

ويلفت الموقع إلى أن السفير أرسل رسالة إلكترونية لعدد من الصحف والقنوات التلفزيونية، حاول فيها التخفيف من المخاوف بشأن خاشقجي، قائلا: "أؤكد لكم أن التقارير التي تشير إلى أن جمال خاشقجي اختفى في القنصلية في اسطنبول، وأن السلطات السعودية قد اعتقلته، أو قتلته، هي كاذبة مطلقا ولا أساس لها"، وأضاف: "كل ما يهمنا هو سلامة جمال، والكشف عن حقيقة ما حدث، جمال هو مواطن سعودي اختفى بعد مغادرته السفارة". 

 

ويعلق الكاتبان قائلين إنه "لا شيء من هذا الكلام يمكن تتبعه في واشنطن، فلو غادر خاشقجي القنصلية فعلا فإنه يجب أن يكون هناك فيديو أو أدلة بأنه فعل هذا، والفجوة بين الواقع والبيان السعودي كبيرة، ما يعد إهانة لواشنطن، ويؤدي إلى تفاقم الغضب بدلا من تخفيفه، فيما يعتقد أنها عملية اغتيال لشخص مقيم في فيرجينيا، ويعرفه عدد كبير من الشخصيات المؤثرة في واشنطن".

 

وينقل الموقع عن السيناتور الديمقراطي عن فيرجينيا تيم كين، قوله إن اختفاء خاشقجي "أمر شخصي"، مشيرا إلى أن الصحافي كان يقيم في ولايته، ودعا ترامب لطرح قضيته مع السعوديين وتركيا، وعلى الجانب الجمهوري دعا السيناتور ليندسي غراهام وماركو روبيو إلى رد قوي من الولايات المتحدة إن ثبت قتل السعوديين لخاشقجي.

 

وينوه الكاتبان إلى أن السيناتور المستقل عن ولاية فيرمونت بيرني ساندرز استخدم خطابا ألقاه حول صعود الديكتاتوريات، وطالب بالشفافية، والكشف عما حدث لخاشقجي، "وأود أن أخذ لحظة للحديث عن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الناقد للحكومة السعودية، الذي شوهد آخر مرة عندما دخل القنصلية في اسطنبول في تركيا، الثلاثاء الماضي، وفي نهاية الأسبوع أخبرت السلطات التركية الصحافيين أنها تعتقد الآن أن خاشقجي قتل في داخل القنصلية السعودية، وتم التخلص من جثته، ونريد معرفة ما حدث، ولو كان هذا صحيحا، ولو قتل النظام السعودي صحافيا ناقدا في داخل قنصليته فإنه يجب أن يكون هناك شجب لا تهاون فيه للسعودي، لكن يبدو واضحا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يشعر بالجرأة من دعم ترامب القوي".

ويختم الكاتبان مقالهما بالقول إنه "مع أن ساندرز لم يتحدث عن طبيعة العقوبات التي يجب القيام بها ضد السعودية، إلا أن أمريكا لديها العديد من أوراق الضغط، فهي تقدم الدعم المادي والأمني للحرب السعودية في اليمن التي خلقت كارثة إنسانية، ويرفض ساندرز هذا الدعم للسعودية، الذي جاء من إدارة باراك أوباما وإدارة ترامب، فيما لم تحظ جهود الكونغرس بوقف الدعم بالنجاح حتى الآن".

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)