صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من تراجع العلاقات مع السعودية عقب قضية خاشقجي

قالت الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم إن سلوك ابن سلمان يشير لحالة من البلبلة في نظام الحكم- جيتي
قالت الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم إن سلوك ابن سلمان يشير لحالة من البلبلة في نظام الحكم- جيتي

قالت الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم،ناتاع بار، إن "قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي كشفت عن ما أسمتها اللعبة المزدوجة التي يلعبها ولي العهد محمد بن سلمان، ففي حين أنه يقوم بإصلاحات غير مسبوقة في المملكة، لكنه يقدم على تصفية خصومه السياسيين".


وأضافت في مقال تحليلي ترجمته "عربي21" أنه "فيما أقدم فيه ابن سلمان على خطوات جريئة في دولة دينية، وقلل من دور شرطة الأخلاق، وتحسين وضع المرأة، وتعيين نساء في مواقع حكومية وعسكرية، بل أقام منطقة سياحية في السعودية ستكون فيها حدة القوانين أقل قسوة، لكنه في الوقت ذاته لا يتردد في الاستمرار بطريق القمع السياسي والديني الذي ميز المملكة طوال كل تاريخها".


وأوضحت أن "ذروة هذا القمع والملاحقة وصلت في مقتل خاشقجي، وهي نموذج قوي على حجم القسوة السائدة هناك، ومؤشر على بعد النظام القائم على المضي قدما في طريق الإصلاحات.. صحيح أن ابن سلمان الشاب ابن الثلاثينيات الممسك بزمام الحكم بدل أبيه المسن والمريض، ويتحدث الإنجليزية، لكنه يبدو مرتبطا بالإرث التاريخي الذي تركه آباؤه وأعمامه من قبله منذ نصف قرن وزيادة حين تم تأسيس المملكة".


وأشارت إلى أن "ابن سلمان لم يكتف بإبداء القبضة القوية أمام إيران وملاحقة حلفائها في المنطقة، بل زاد من وتيرة القمع للأقلية الشيعية في السعودية البالغ عدد أفرادها ثلاثة ملايين نسمة، والذين تعرضوا لمزيد من الضغوط منذ اعتلاء ابن سلمان للحكم، صحيح أن الإصلاحات الداخلية التي قام بها الأمير لقيت ردود فعل إيجابية كبيرة وواسعة في الغرب، لكن استمراره في الضغوط الداخلية وتحرشه بالقوى العظمى في المنطقة وإساءة علاقاته بها مثل تركيا، أثارت مخاوف ذات الدول الغربية خشية وجود حالة من عدم الاستقرار في سلوك الرجل".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: استخبارات أمريكا ترجّح ضلوع ابن سلمان بقتل خاشقجي

وأكدت أن "السلوك السائد من ابن سلمان يشير لحالة من البلبلة في نظام الحكم القائم بالرياض، وهو يشبه عجلة يقودها ثلاثة أحصنة: الأول العائلة المالكة، التي توفر مصالح مئات الأمراء وأبناء القرابة، والثاني رجال الدين الذين يرون أنفسهم حماة المذهب السني من خلال الطريقة الوهابية، ويحظون باحترام وموازنات هائلة، وأي مساس بهم كفيل بترك تأثيراته السلبية على الجميع، وإثارة الاحتجاجات ضد العائلة المالكة".


وأوضحت أن "الحصان الثالث هم الغالبية العظمى من السعوديين الذين تنعموا في سنوات وعقود سابقة بمستوى كبير من الرفاهية والحياة الكريمة، لكن اليوم لم يعد النفط كافيا لمنح 33 مليونا ذات المستوى من الحياة التي تعودوا عليها، في ظل تراجع معدلات الاقتصاد المحلي، مما سيضطر ابن سلمان لإجراء إصلاحات اقتصادية قاسية تقترب من اللحم الحي للسعوديين".


وختمت بالقول إنه "من الصعب معرفة كيف ينظر ابن سلمان إلى مستقبل حكمه في منطقة الشرق الأوسط الآخذة بالاشتعال، لكن كل من يتوقع منه القيام بمعجزات وأعمال خارقة للعادة سيصاب بخيبة أمل مريرة".

 

وفي السياق ذاته، كتب الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، شلومو شامير، في صحيفة "معاريف"، أن "الأزمة المتوقعة بين واشنطن والرياض على خلفية قضية خاشقجي قد تضر بالعلاقات القائمة بين الرياض وتل أبيب من خلال إبداء ابن سلمان مواقف أكثر تصلبا من خطة السلام الأمريكية المسماة صفقة القرن".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "البيت الأبيض شعر بالحرج الشديد، ولا بد له من الرد بغضب على مقتل خاشقجي، مع أن قضية القتل المقززة التي حصلت للصحفي ستكون آثارها ليست إيجابية على إسرائيل في ظل تطور علاقاتها المتنامية مع السعودية بصورة سرية حتى الآن، بل شملت لقاءات بين كبار مسؤولي البلدين".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: أفعال ابن سلمان قمعية.. الواقع يضع حدا لروايته

وأوضح أن "التوتر الحاصل اليوم بين السعودية والولايات المتحدة قد يلقي بظلال سلبية على معارضة السعودية لصفقة القرن، وبجانب ذلك قد تؤثر على مواصلة الاتصالات السعودية الإسرائيلية، وربما تعمل على وقفها".

 

أما الخبير الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، فقال في "معاريف"، بمقال ترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل مطالبة بإجراء حساب مع النفس من استمرار العلاقات مع السعودية، في ظل إشارة زعماء الدولة ورؤساء المخابرات الإسرائيلية إلى وجود نوايا لبيع السعودية أسلحة ومنظومات استخبارية وحيازة تكنولوجيا إسرائيلية".

 

التعليقات (0)