سياسة عربية

سياسيون: هكذا تواصل مصر دفع ثمن "انتهازية" السيسي

الدور المزدوج الذي يلعبه السيسي يأتي دائما على حساب مصر وسيادتها- جيتي
الدور المزدوج الذي يلعبه السيسي يأتي دائما على حساب مصر وسيادتها- جيتي

يزور رئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر، عبدالفتاح السيسي، موسكو منذ يوم الإثنين، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير، وعدد من المسؤولين الروس.

ويعد هذا اللقاء ضمن أول زيارة متبادلة بين الطرفين منذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية المدنية فوق شبه جزيرة سيناء في تشرين أول / أكتوبر 2015، ومصرع جميع ركابها وطاقمها، وعلقت روسيا جميع رحلاتها إلى مصر منذ ذلك الحين إلى الآن.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن "السيسي سيبحث مع بوتين سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وروسيا على كافة الأصعدة، فضلا عن مواصلة التشاور والتنسيق المكثف حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وشكك سياسيون ومحللون تحدثوا لـ"عربي21" في أن تكون الزيارة كما زعم البيان الرئاسي "في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا وحرص البلدين على تعزيزها ودفعها للأمام"، وأكدوا أنها محاولة من السيسي للعب على الحبلين مع روسيا وأمريكا، وتأتي في سياق طلب الحماية لا طلب الشراكة.

ويعد اللقاء بين السيسي وبوتين في موسكو، غدا الأربعاء، هو اللقاء السابع، حيث جمعتهما ستة لقاءات في القاهرة وموسكو، وعلى هامش مؤتمرات دولية، وشهد عام 2015 ثلاثة اجتماعات بينهما قبل وقوع كارثة الطائرة الروسية المنكوبة فوف جزيرة شبه سيناء.

 

اقرأ أيضا: السيسي يطلب التصفيق في روسيا.. بماذا وصف بوتين؟ (فيديو)

انتهازية سياسية

وتعليقا على تلك الزيارة والهدف منها، قال السياسي المصري المعارض، زعيم حزب غد الثورة، أيمن نور،  لـ"عربي21" إن "السيسي لا يعرف فكرة الشراكة السياسية بين الدول الكبرى، ويحترف منهج الانتهازية السياسية؛ إذ يسعى للعب على كل الأطراف لتحقيق ما يضمن استمراره ووجوده على رأس السلطة".

ودلل على ذلك بالقول "لا شك أن الموقف المصري إزاء العديد من قضايا المنطقة مرتبك، كما في القضية السورية، والليبية ، واليمنية، والسبب في ذلك هو تشتتت الموقف المصري بين مواقف الدول الكبرى والإقليمية".

وبين أن "النظام الروسي لا يهمه مساندة نظام مستبد من عدمه، وهو نظام يستطيع أن يقبل شخصا مثل السيسي، وهذا لا يمنع أن يكون له علاقات مع ترامب بناء على الانتهازية، ووفق حسابات المصالح وليس المبادئ وبالتالي لا يوجد تصادم في العلاقتين".

ورأى نور أن الموقف في أمريكا مغاير لما عليه في روسيا، قائلا: "بعض المؤسسات الأمريكية لا تروق لها سياسة إدارة ترامب مع السيسي، وترغب في إعادة النظر في تلك العلاقة، وتوجيهها صوب وجهتها في عدم دعم المستبدين بشكل مطلق، خاصة بعد حادثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي".

 

اقرأ أيضا: واشنطن بوست: لماذا يهتم بوتين والسيسي بالانتخابات؟

الباب الخلفي

يقول رئيس الدائرة المصرية بمركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، إسلام الغمري، إن "نظام السيسي يسعى منذ اليوم الأول للانقلاب العسكري للعب على الحبلين حيث استعان بروسيا بتوصية صهيونية ليضغط على أوباما (الرئيس الأمريكي السابق) والإمارات من أجل السماح له بالترشح للرئاسة عقب الانقلاب، وقد نجح بالفعل ولذلك هو يسعي من ذلك الحين لجعل روسيا باباً خلفياً ليقوم من خلال العلاقة معها بممارسة الابتزاز للإدارة الأمريكية".


وأضاف لـ"عربي21": "كما اتضح من مكالمة السيسي وترامب والتي تم الكشف عنها في كتاب "الخوف" والتي تعكس حجم الخوف الذي يعانيه السيسي من خشيته من تخلي أمريكا عنه أو في حال تم عزل حليفه ترامب وقدوم رئيس آخر يتخلى عن دعمه".

وأردف: "مما سبق يتضح أن السيسي الذي يعاني من كابوس عدم الشرعية يلهث خلف الحماية ليس من أمريكا أو روسيا فحسب بل من الشيطان إذا لزم الأمر ، ولا يمكن للسيسي أن يكون شريكاً لهذه الدول الكبرى وما هو إلا تابع يحسن هذا الدور".

 

وتابع: "من أجل أن يلعب السيسي هذا الدور المزدوج فإنما يأتي ذلك دائما على حساب مصر وسيادتها حيث يقوم بالتنازل للأمريكان والروس والصهاينة وغيرهم عن كل ما يضمن رضاهم حتى وإن كان الثمن جزرا أو مياه النيل أو الغاز أو الجيش أو تكبيل مصر بالديون أو الاتفاقات المذلة والمهينة".

التعليقات (0)