ملفات وتقارير

ما ثمن إقالة الرئيس اليمني لرئيس الحكومة ابن دغر؟

هل دفع ابن دغر ثمن موقفه من التواجد الإماراتي في جزيرة سقطرى- جيتي
هل دفع ابن دغر ثمن موقفه من التواجد الإماراتي في جزيرة سقطرى- جيتي

بدا قرار إقالة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، لرئيس حكومته، أحمد عبيد بن دغر وإحالته للتحقيق، مثيرا في أوساط النخب السياسية بالبلاد، لا سيما من حيث الأسباب التي أوردها القرار، والذي ألقى بحالات الانهيار والأزمات لاسيما أزمة انهيار العملة المحلية، بمسؤوليتها عليه.

فيما يجمع مراقبون أن قرار عزل ابن دغر، لم يكن سوى استجابة لرغبة التحالف السعودي الإماراتي، وربما خلافاته مع الرئيس هادي، وهو ما يضع أسئلة عدة منها، ما ثمن  إزاحة الرجل بالنسبة لهادي نفسه والشرعية ككل.

خلل وضغوط

وفي هذا السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة أن القرار جزء من الصورة العامة، وهو يكشف عن خلافات داخل الشرعية وهروب من الاستحقاقات الكبرى نتيجة الفشل الجماعي للرئاسة والحكومة في القيام بمهامهما في العمل العام والتعامل كأصحاب قرار وليس كملحق للتحالف أو أدوات طيعة يسهل ترويضها.

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن إقالة ابن دغر، تعد دليلا على الخلل الواضح في أداء الشرعية الناجم عن غياب العمل المؤسسي والشفافية والمساءلة الفاعلة.

ووفقا للزرقة فإن الإقالة ربما جاءت استجابة للضغوط الإماراتية والحملات الكبيرة ضد ابن دغر وتصفية حسابات على موقفه في قضية سقطرى وانقلاب يناير (مطلع العام الجاري) الذي قام به مجلس عيدروس الزبيدي التابع لأبوظبي.

وأشار إلى أنه لن يكون هناك أي تحقيق معه، موضحا أن قرار الإقالة لم يتم بشكل لائق سياسيا ولا وفق قواعد العمل السياسي فيما الإحالة للتحقيق فيها نوع من المراضاة لأبو ظبي.

ولفت الكاتب اليمني إلى أن "الرجل لم يرفض أي قرارات أو توجيهات لهادي ولا يتكئ على قوة خارجية كالمسؤولين السابقين المحسوبين على الإمارات والقرار بمضمونه رسالة أنه لا أحد يعمل مع هادي ويخرج بشكل مشرف أو حتى على الأقل دون خصومه".

"ثأر إماراتي سعودي"

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي إقالة رئيس الوزراء "ابن دغر"، بمثابة "ثأر إماراتي سعودي مؤجل قاومه هادي لفترة ورغبت الرياض في تأجيله إلى أن حانت الفرصة المناسبة".

وقال في حديث لـ"عربي21" أن حيثيات قرار الإقالة والإحالة إلى التحقيق تدل على أن الرئيس تعرض لضغوط، لأنه لم يكن مجبورا على إبقاء ابن دغر رئيسا للوزراء.

وحسب التميمي فإنه من الواضح أن "هادي يدافع عن منصبه في قراري إقالة بحاح وابن دغر الأول بسبب قلقه من بحاح (نائبه ورئيس الحكومة الأسبق) أنه سيستولى على صلاحياته، والثاني إرضاء لتحالف الرياض أبوظبي، تماما كما فعل مع حكومة محمد باسندوة في صنعاء". في إشارة إلى رئيس حكومة ما بعد ثورة 11 فبراير التي اندلعت ضد نظام علي عبدالله صالح.

واستبعد التميمي أن "يكون هادي في موقع يسمح له بعقد الصفقات، فهو عاجز عن العودة إلى اليمن، وإعادة الحكومة إلى اليمن ناهيك عن المساومة وعقد الصفقات".

وأكد السياسي اليمني أن ابن دغر واجه ضغوطا شديدة لمغادرة عدن (جنوبا) فور عودته من جزيرة سقطرى في أيار/ مايو الماضي، وعندما كان الرئيس في عدن أرسله إلى الرياض بذريعة إدارة المفاوضات مع "مارتن جريفيث"، لكن الواقع أن هادي كان ينفذ إملاءات الإمارات التي تسيطر على المدينة الجنوبية.

وذكر المتحدث ذاته أن الرئيس اليمني يعرف أكثر من غيره أن التحالف لا يرغب في نجاح الحكومة، ولا يرحب بأي جهد لإعادة الروح إلى الدولة اليمنية، ومع ذلك أخطأ في تنفيذ مخطط الاغتيال السياسي لرئيس وزرائه. لافتا إلى أنه لا شك أسلوب تجيزه السعودية والإمارات هذه الأيام.

وأوضح أنه لم يرغب خصوم ابن دغر الخارجيين بأن يخرج بصورة مشرفة من رئاسة الحكومة، لذا لم تقبل استقالته قبل عدة شهور.


لكنه قال إن ثمة هدفا جانبيا وهو محاولة إيجاد مادة مثيرة للتناول الإعلامي تشتت الاهتمام والتركيز على قضية مقتل جمال خاشقجي. على حد قوله.

وكان الرئيس اليمني، قد أصدر مساء الاثنين، مرسوما رئاسيا، قضى بإقالة ابن دغر من رئاسة الوزراء وتعيين معين عبدالملك، بديلا عنه.

0
التعليقات (0)