سياسة عربية

روسيا تقلص تواجدها العسكري جنوب دمشق.. ما علاقة إيران؟

النظام السوري وإيران يثبتان تغييرات ديمغرافية في مناطق سورية عدة- عربي21
النظام السوري وإيران يثبتان تغييرات ديمغرافية في مناطق سورية عدة- عربي21

أثار سحب روسيا للجزء الأكبر من شرطتها العسكرية من مناطق عدة في جنوب دمشق، الكثير من التساؤلات، خاصة عن طبيعة القوات التي ستقوم بسد الفراغ في هذه المناطق التي لم يمض على انسحاب المعارضة منها أكثر من نصف عام.

وكانت مصادر إعلامية محلية، أكدت أن الشرطة العسكرية الروسية قللت من حجم تواجدها في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم وسيدي مقداد والحجيرة ومخيم اليرموك.

وعزت "قناة أورينت" الخطوة الروسية إلى أكثر من سبب، في مقدمتها خشية روسيا من حدوث توترات ونشوب صدام ما بين شرطتها العسكرية ذات الغالبية "السنّية" (الشيشانية)، مع المليشيات الإيرانية المنتشرة بكثافة في المنطقة.

وفي استعراضها للأسباب الأخرى، اعتبرت القناة أن روسيا تولي قلب دمشق أهمية أكبر من الجنوب، حيث ترى روسيا أن مصلحتها تكمن في إحكام قبضتها على قلب دمشق، خوفا من ضياع السلطة بسبب سيطرة إيران على قرار النظام.

انتهاء المهمة

من جانبه، أوضح المحلل العسكري والاستراتيجي، العقيد خالد المطلق، أن وجود القوات الروسية والشرطة العسكرية هو بالأصل وجود مرحلي إلى حين استتباب الأمن لصالح النظام في المناطق التي يسيطر عليها الأخير حديثا، حتى يستطيع فرض سيطرته.

وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى ما جرى من أمر مماثل لما يحدث في بلدات جنوب دمشق، في الغوطة الشرقية وفي ريف حمص الشمالي، وفي الجنوب السوري.

 

اقرأ أيضا: احتفال وهتافات للأسد جنوب دمشق المدمر بعد "انتصار" النظام

 

وقال: "بحسب طبيعة الاتفاق، فإن هذه القوات أنهت مهمتها، وعلى النظام أن يعيد سيطرته على هذه المناطق دون النظر إلى الانتهاكات والاعتقالات التي تقوم بها أجهزة النظام الأمنية".

بداية لإعادة تخطيط جنوب دمشق

وفي الشأن ذاته، اعتبر المطلق أن انسحاب الشرطة العسكرية الروسية، يؤذن ببداية تنفيذ مشروع تغيير طبيعة هذه المناطق.

وأوضح الخبير العسكري، أن هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة إيران ستشهد مشاريع كبيرة، وفي مقدمتها "أبراج طهران"، وهي المشاريع العمرانية الهادفة إلى تثبيت التغييرات الديموغرافية في محيط دمشق.

وكانت القوات الروسية قد انتشرت في بلدات جنوب دمشق بعد اتفاقها مع الفصائل المقاتلة في أيار/ مايو الماضي، على انسحاب الفصائل إلى الشمال السوري.

اتفاق إدلب

وأشار المطلق إلى سبب آخر وراء سحب روسيا قواتها من جنوب دمشق، هو حاجة روسيا لعناصرها لتنفيذ استحقاق اتفاقها في سوتشي مع تركيا حول إدلب، موضحا أن الاتفاق ينص على تسيير روسيا دوريات في المناطق المنزوعة السلاح في محيط إدلب.

وأشار في هذا السياق إلى انتهاء مهلة اتفاق إدلب المحددة بمنتصف الشهر الجاري.

والثلاثاء، أعلن الكرملين أن الاتفاق الذي ينص على إنشاء منطقة عازلة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا "قيد التنفيذ".

 

اقرأ أيضا: بعد انتهاء مهلة اتفاق إدلب.. إرجاء إضافي لضمان تطبيقه


وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "بالاستناد إلى المعلومات التي نحصل عليها من عسكريينا، يتم تطبيق الاتفاق وجيشنا راض عن الطريقة التي يعمل بها الجانب التركي".

التعليقات (0)