صحافة دولية

الغارديان: كيف غيبت السعودية موضوع خاشقجي عن الرأي العام؟

الغارديان: واصل الإعلام السعودي نفي الروايات المنتشرة، واعتبرها عملية مفبركة- جيتي
الغارديان: واصل الإعلام السعودي نفي الروايات المنتشرة، واعتبرها عملية مفبركة- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتبة روث ميكالسون من العاصمة السعودية الرياض، تقول فيه إن قضية الصحافي جمال خاشقجي أرسلت خوفا وسط النخبة السعودية. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن العالم اهتز بشأن اختفاء خاشقجي، إلا أنه لا توجد أي إشارة في بلده تكشف عن أن هناك شيئا غير طبيعي حدث، فصور الملك سلمان وابنه محمد الضخمة تزين الشوارع السريعة والعمارات الشاهقة. 

وتقول الكاتبة إن "الوضع في فندق ريتز كارلتون، الذي اعتقل فيه ابن سلمان 30 أميرا، يبدو مختلفا اليوم، حيث هناك أجواء طبيعية، ويجلس الضيوف ورجال الأعمال في بهوه، وتحت ظل كرة أرضية، وتنعكس وجوه الحاضرين على رخامه اللامع". 

 

وتستدرك الصحيفة بأن وكالة الأنباء السعودية أعلنت في وقت متأخر من يوم الجمعة بأن خاشقجي قتل بعد مشاجرة مع 18 شخصا في القنصلية السعودية في اسطنبول ما أدى إلى مقتله، وجاء في البيان أنه تم اعتقال الـ18.

ويلفت التقرير إلى أن الحديث عن خاشقجي تم بشكل سري وهادئ في الرياض وجدة، مشيرا إلى أنه غالبا ما كان يتم استخدام اسمه الأول لإخفاء الموضوع والحديث عن "أزمة سياسية"، فيما رفض بعض السعوديين الذين كانوا يريدون توجيه نقد للوضع الحديث عن الموضوع بكامله.

 

وتفيد ميكالسون بأن بعد أشهر من الاعتقالات وقمع رجال الدين والناشطين والناشطات، فإن الكثير أقتنعوا بأن عليهم التفكير مرتين قبل توجيه نقد للحكومة، مستدركة بأن الأخبار عن مقتل خاشقجي وتقطيعه أرسلت قشعريرة داخل القطاعات التي كان خاشقجي يمتزج بها. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن هذا الأمر اقترن بمعركة على "تويتر" من مؤيدي النظام الذين شجبوا التسريبات التركية، واعتبروها أخبارا مزيفة تهدف لتشويه سمعة المملكة، فقالت امرأة: "ما يقولونه سخيف.. لكن الغالبية تصدقه، وصدقت ما يقولونه وحتى وقت قريب.. ونحن محصنون بشكل من الأشكال.. لا أريد أن أعرف"، مشيرة إلى الحقيقة حول خاشقجي بالقول: "هذا يعني الكثير على نطاق واسع، وهناك جزء مني يريد أن يعتقد أن هذا ليس صحيحا". 

ويجد التقرير أنه في الوقت الذي اندلعت فيه معركة إعلامية في الخارج، فإن الإعلام السعودي واصل نفي الروايات المنتشرة، واعتبر أن هذه عملية مفبركة وشائعات مطبوخة تهدف إلى تلويث الصورة التي تمت صناعتها وبعناية لولي العهد بصفته رجلا مصلحا. 

وتذكر الكاتبة أن عدة صحف نشرت تذكيرا من النائب العام بقانون الجرائم الإلكترونية، وبأن "مشاركة أو نشر الشائعات التي تهدد النظام العام والأمن تعد جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة خمس سنوات، وغرامة قدرها 3 ملايين ريال". 

وتشير الصحيفة إلى أن "سعودي غازيت" نشرت في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، على الصفحة الأولى، تقريرا تحت عنوان "أكاذيب ومؤامرات"، وتحت عبارات "أعداء المملكة هم من خطفوا خاشقجي"، وفي اليوم التالي "كفى كفى"، ونفت أن تكون عائلة خاشقجي قد طالبت بالعدالة الدولية، مشيرة إلى أن "ثقتها بالحكومة السعودية لا حد لها".

ويلفت التقرير إلى أن زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو كانت مثار قلق للسعوديين الذين كانوا يراقبون تطور القضية، مشيرا إلى أن الزيارة كانت دليلا على أن اهتمام العالم متركز على المملكة، ودعم وجود أجوبة عن مكان خاشقجي. 

وتفيد ميكالسون بأن صحيفة "الوطن"، التي ترأس خاشقجي تحريرها، أثنت على "الدبلوماسية الهادئة" التي تتبعها السلطات، ودعت إلى تشكيل لجنة علاقات عامة لتقوية صورة المملكة، لافتة إلى أن معظم الصحف غطت زيارة بومبيو بنشر خبر وكالة الأنباء السعودية، وتأكيدها على "العلاقات الأخوية".

وتورد الصحيفة نقلا عن متخرجة حديثا من الولايات المتحدة، قولها: "أعتقد أن السعودية وأمريكا لديهما علاقات قوية.. ما يجري هو أن وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية تحاول تحطيم هذه العلاقة، والجميع يقول إن الولايات المتحدة تحمي هذا البلد، وبأن عليه دفع الثمن، لكنها علاقة متبادلة". 

ويستدرك التقرير بأنه رغم التطمينات من البيت الأبيض، إلا أن التوتر لا يزال قائما، في ظل قرار مدير البنك الدولي وغيره بإلغاء مشاركتهم في مؤتمر مبادرة استثمار المستقبل، مشيرا إلى أنه عندما قرر مدير شركة "أوبر" دارا خسروشاهي، رفض الحضور إلى المؤتمر، فإن المؤيدين للسعودية شنوا عليه حملة طالبوا فيها بمقاطعة الشركة في الخليج، ودعمها وزير خارجية البحرين. 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن مدير الاستثمارات لسلطة الصناعات العقارية السعودية بندر التويمي، لم يعبر عن قلق من تراجع نسبة الحاضرين للمؤتمر، قائلا: "أعتقد أن هذا هو موضوع سياسي وتتعامل معه الحكومة.. أما نحن فنبحث عن مستثمرين"، في إشارة إلى عدم قلقه من فضيحة خاشقجي.

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)