صحافة دولية

ديلي بيست: كيف سرقت خطة قتل خاشقجي من جزار أمريكي؟

ديلي بيست: لم يتبع السعوديون أسلوب العصابة في انتظار تجمد الدم قبل البدء في التقطيع- تويتر
ديلي بيست: لم يتبع السعوديون أسلوب العصابة في انتظار تجمد الدم قبل البدء في التقطيع- تويتر

نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للصحافي مايكل دالي، يقول فيه إنه عندما استأجر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فندق بلازا كله في شهر آذار/ مارس، بدا الأمر وكأن شخصا آخر من العائلة المالكة يريد أن يمارس شعوره باستحقاقه أن يعكس مدى ثرائه.

 

ويستدرك دالي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "عندما علم أن عرسا مثليا كان مخططا له في الفندق في عطلة نهاية الأسبوع ذاتها، فإن الأمير المعروف في الغرب بالمختصر (أم بي أس) وافق بأن تتم مراسيم الزواج المثلي وما يتبعه من احتفال في الفندق، كما كان مخططا لها، فبدا وكأنه ليس كأي ثري سعودي".   

 

ويقول الكاتب: "لم يتخيل أحد أنه سيثبت أنه رجل عصابات آخر، ويبدو أن فريقه قام باستخدام أسلوب في التخلص من الجثة مثل العصابة الأمريكية الإيرلندية التي عملت في فترة ما على بعد 5 عمارات من البلازا في نيويورك، فكانت هناك عصابة أمريكية إيرلندية في سبعينيات القرن الماضي، عرفت باسم (هيلز كيتشين)، تضمنت إدوارد كوميسكي، الذي عرف بـ(الجزار)، وكان قد تدرب جزارا في مطبخ سجن أتيكا، واكتسب هذا الاسم بعد أن أطلق سراحه من السجن عندما بدأ يستخدم معرفته على ضحايا القتل، مستخدما سكينا مسننا بنصل طوله 18 بوصة". 

 

ويشير دالي إلى أنه "سمع أكثر من مرة يقول بصوت عال: (المرفق أصعب جزء)، وأدرك الزعيم الشاب للعصابة الإيرلندية جيمس كونان، الذي كان في ثمانينيات القرن الماضي، نسخة (أم بي أس) بالنسبة لهيلز كيتشين، مباشرة أهمية مقاربة كوميسكي، ونقل عن كونان ذكره في أوراق المحكمة: (في غياب الجثة.. ليس هناك تحقيق)".

 

ويعلق الكاتب قائلا: "واضح أن الهدف كان ذاته عندما قام فريق (أم بي أس)، بحسب ما ذكر، بتقطيع جثة خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول بقليل للحصول على وثائق للزواج من خطيبته".

 

ويقول دالي: "كان يمكن أن يمر الأمر لولا وجود تسجيل لحادثة القتل، إما عن طريق ساعة (أبل)، التي كان يلبسها خاشقجي، أو عن طريق أجهزة التصنت الإلكترونية المزروعة من المخابرات التركية أو كليهما".

 

ويجد الكاتب أنه "ربما كان تقطيع جثة خاشقجي أسهل بسبب منشار العظم الذي اشتراه الفريق المرتبط بـ(أم بي أس)، لذلك فإن الهدف بحسب التقارير، مع أن كوميسكي وكونان استطاعا فعل ذلك بسكين مسنن، وحتما كانت عملية تقطيع جثمان خاشقجي دموية، حيث لم يتبع السعوديون أسلوب العصابة الأمريكية الإيرلندية في انتظار تجمد الدم قبل البدء في التقطيع".

 

ويلفت دالي إلى أنه بحسب التقارير، فإن القنصل السعودي محمد العتيبي، اضطر لأن يقول: "افعلوا ذلك في الخارج، أنكم ستتسببون لي بمشكلة"، ورد عليه عضو من الفريق المرتبط بـ"أم بي أس" بطريقة شبيهة لما كان سيفعله فريق العصابة الأمريكية الإيرلندية: "إن كنت تريد أن تعيش عندما تعود للسعودية فاصمت".

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "هذا يعكس عقلية البلطجي، سواء كان في اسطنبول أو في هيلز كيتشين، وذلك يتماشى مع مقاربة (أم بي أس) لفرض سيطرته في مملكته، التي أبرزها في تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما سجن عشرات الأمراء السعوديين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وهو الفندق ذاته الذي استقبل فيه الرئيس ترامب بسخاء عام 2017 في زيارته الخارجية الأولى".  

 

وينوه دالي إلى أنه "قيل إن تلك الاعتقالات كانت على خلفية الفساد، لكن هدف (أم بي أس) الحقيقي كان في الغالب هو تخويف أي معارض، ولأخذ جزء مهم من ثروتهم، وأصبح هؤلاء السجناء المتنفذون فجأة فاقدين لكل نفوذ، مثل صاحب المطعم في منهاتن، الذي زاره كونان ومساعده ميكي فيذرستون في أوائل ثمانينيات القرن الماضي".

 

ويقول الكاتب: "كما سرد صاحب المطعم قصته، فإنه ذهب إلى محطة الشرطة في وسط شمال نيويورك للإبلاغ بأن شخصين زاراه وطالباه بدفع مبالغ مالي، فسأله الشرطي عن اسميهما، فأجابا بأنهما (فيذرستون وكونان)، فقال الشرطي: (ادفع لهما)". 

 

ويشير دالي إلى أنه كان من بين السجناء في ما وصف بـ"القفص الذهبي" في الرياض، الأمير الوليد بن طلال، الذي قال في مقابلة لـ"رويترز" بعد إطلاق سراحه، إن الأمر كله كان "سوء تفاهم"، وأنكر أن أحد المعتقلين مات في الوقت الذي كان يتم فيه حثه بقوة على الامتثال، وأصر على أن الأمور كانت جيدة، "حقيقة وفي الحقيقة وحقا"، وقال: "أنا مرتاح جدا لأني في بلدي وفي مدينتي، ولذلك أشعر أنني في وطني.. وليست هناك مشكلة نهائيا، وكل شيء على ما يرام".

 

وقال أيضا: "ليس لدي ما أخبئه، أنا مرتاح جدا ومسترخ جدا، أحلق هنا مثلما أفعل في البيت، ويأتي حلاقي إلى هنا، أنا كأنني في البيت بصراحة"، وقال: "أخبرت الحكومة بأنني سأبقى للمدة التي يرغبون فيها؛ لأنني أريد أن تظهر الحقيقة بالنسبة لكل تعاملاتي وكل ما يحيط بي".

 

ويورد الموقع نقلا عن الوليد، قوله إنه حافظ على ممتلكاته كلها، التي تضمنت وقتها حصة صغيرة في فندق بلازا في نيويورك، مشيرا إلى أنه لم يعارض عندما استأجر "أم بي أس" الفندق كله في آذار/ مارس، ولم يبذل "أم بي أس" أي جهد لوقف الزواج المثلي في الفندق في 24 آذار/ مارس، بل يقال إنه ألقى نظرة على الاحتفال.

 

ويستدرك الكاتب بأن "(أم بي أس)، الذي بدا خيرا، أثبت في آب/ أغسطس بأنه قاس بشكل غير معقول، فلم ترمش له عين عندما قامت طائرة حربية سعودية بقصف حافلة مدرسة في اليمن، وتسببت الصواريخ الموجهة بالليزر بمقتل 40 طفلا، أعمارهم من 6 إلى 11 عاما، بالإضافة إلى 11 بالغا، وحتى إدوارد الجزار كان ليصدم بسبب هذا القتل بالجملة". 

 

ويقول دالي: "لكن إدوارد كان ليؤيد المنطق الوحشي خلف تغييب خاشقجي في اسطنبول هذا الشهر، وما من شك أنه كان سيعجب بتفوق السعوديين عليه بإلباس شخص ملابس خاشقجي وجعله يغادر القنصلية، إلا أن إدوارد ما كان ليتوقع كيف ستتحول الأمور بالنسبة للفريق المرتبط بـ(أم بي أس)، وكان قد قتل بالرصاص عام 1976، قبل سنوات من أن يتخيل أحد أن جزارا مستقبليا كان عليه أن يقلق لأن ضحيته يلبس ساعة قادرة على تسجيل وبث العملية".

 

ويفيد الكاتب بأنه بعد إنكار مقتل خاشقجي ابتداء، فإن الحكومة السعودية قالت بأنه قتل على يد فريق من "المارقين" الذين يعملون دون أوامر من "أم بي أس"، فيما قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، لـ"فوكس نيوز": "واضح أنه تم ارتكاب خطأ كبير، وما زاد في الخطأ كان محاولة التستر، وذلك غير مقبول في أي حكومة.. نحن مصممون على معاقبة المتورطين في جريمة القتل هذه".

 

وينوه دالي إلى أنه "تم إعفاء القنصل السعودي في اسطنبول، الذي توقع أنه سيقع في مشكلة، وتم وضعه على متن طائرة للعودة إلى السعودية، وهذا أول الأشخاص الذي يبدو أنهم سيسقطون في هذه القضية".

 

ويذكر الكاتب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعد بالخوض في "تفاصيل" مقتل خاشقجي في خطاب له أمام البرلمان يوم الثلاثاء، وهو اليوم ذاته الذي زارت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، جينا هاسبل، اسطنبول.

 

ويقول دالي: "سببت القضية الغضب الواسع بسبب اللجوء لتقطيع الجثمان، فهل يجب أن يكون هناك تحقيق في غياب الجثة؟ معظم الناس يشمئزون من هذا الفعل، حتى أن رجل عصابات اسمه ويليان بيتي شهد أمام المحكمة عام 1988 في قضية ابتزاز، قائلا إنه التفت إلى اتجاه آخر قائلا: (ليس لي دخل في هذا)، عندما بدأ كونان بتقطيع جثة، وأضاف قائلا: (يمكنني أن أقتل أي شخص، لكني غير مستعد لأن أقطعه)".

 

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن "كونان بالسجن لمدة 75 عاما، ويقضي محكوميته اليوم في سجن ستشويل كيل في بنسلفانيا، حيث أتوقع أنه يتابع قضية خاشقجي باهتمام في زميله المحترف الذي قام بتقطيع الجثة". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)