ملفات وتقارير

ماذا وراء اختيار رئيس للمخابرات الليبية من الشرق الليبي؟

الدرسي من سكان الشرق الليبي وتخرج من الكلية الحربية في دولة مصر- تويتر
الدرسي من سكان الشرق الليبي وتخرج من الكلية الحربية في دولة مصر- تويتر

طرح قرار تعيين قيادي عسكري في الشرق الليبي، رئيسا للمخابرات الليبية من قبل حكومة الوفاق، ردود فعل وتساؤلات عن دلالة هذه الخطوة، وما إذا كانت مغازلة من قبل الحكومة للمنطقة الشرقية.

وأصدر رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج مساء الأربعاء قرارا رقم 1472 لسنة 2018 بتعيين العميد من الشرق الليبي، عبدالله مسعود الدرسي رئيسا لجهاز المخابرات الليبية، وفق بيان وصل "عربي21" نسخة منه.

قبول وتصحيح مسار

من جهته، أكد رئيس المخابرات الليبية الجديد أن "الجهاز يحتاج إلى تنظيم وخطة إستراتيجية جديدة، مشيرا إلى رغبته فى توحيد المخابرات الليبية لتكون مؤسسة كبيرة واحدة بدل الوضع الحالي الذي يوحي وكأنه مؤسستين فى دولتين".

وأوضح الدرسي أن "القضية كلها عبارة عن تجاذبات وصراعات سياسية، ونحن لا علاقة لنا بها ولا توجد لدينا أي "أيدولوجية"، نحن "تكنوقراط" نسعى لتحقيق أمن الدولة، كون البلاد منتهكة من كافة الجهات والجنوب خير شاهد"، وفق تصريحات لقناة "النبأ" المحلية.

وأثار قرار "السراج" تساؤلات من قبيل: دلالة اختيار رجل عسكري من الشرق الليبي معروف بعلاقته الوثيقة باللواء خليفة حفتر؟ هل يسعى السراج لاستقطاب عسكريين من الشرق؟ وهل سيتعرض "الدرسي" لأي مضايقات من قبل قوات "حفتر" على غرار اللواء العريبي المختطف حاليا؟.

رسالة "حسن نية" للشرق

وقال الناشط السياسي من الشرق الليبي، خالد السكران إن "قرار التعيين ليس له علاقة برئاسة الأركان أو الاستقطاب، فالعميد "الدرسي" ضابط محترف يحظى بالاهتمام والاحترام، ودلالة الاختيار هي أن رئيس الحكومة "السراج" يرسل رسالة بحسن النوايا للمنطقة الشرقية باختيار شخصية محترفة".

 

اقرأ أيضا: أبرز ملامح الترتيبات الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس

وحول إمكانية تعرض الدرسي لأي استهداف، قال السكران لـ"عربي21": "ليس هناك أي استهداف للعميد، فالرجل استلم القرار وهو موجود في بنغازى الآن، كما أن علاقته بالقيادة العامة (حفتر) ممتازة، ولا يمكن مقارنته بما حدث للواء العريبي كون الأمر هنا مختلف"، حسب رأيه.

لماذا "الدرسي" تحديدا؟


من جانبه، تساءل وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر عن "السبب الذي جعل "الدرسي" المرشح الأفضل لهذا المنصب، وأنه لاشك توجد عوامل أخرى غير التخصص والكفاءة قد أدت إلى اختياره، ولربما أملا في توحيد مؤسسة الاستخبارات"، وفق قوله.

وأضاف لـ"عربي21": "ربما يسعى فعلا لتوحيد الجهاز، كونه تعهد في أول ظهور إعلامي له بتوحيد المؤسسة الأمنية وإبعادها عن التجاذبات حتى تركز على حماية الوطن المخترق وخاصة في الجنوب، وبخصوص استهدافه يعتمد هذا على تفاصيل ومعلومات لانعرفها،لكني لا أتوقع ذلك"، كما قال.

شخصية "غير جدلية"

أما الكاتب والأكاديمي من الشرق الليبي، جبريل العبيدي رأى أن "أي محاولات أو خطوات لتوحيد المؤسسات السيادية والتقارب بين الأطراف مرحب بها وتعتبر خطوة صحيحة طالما كانت بعيدة عن اختيار شخصيات جدلية".

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "وبالتالي خطوة اختيار الدكتور "الدرسي" لقيادة جهاز هام مثل المخابرات هو تقارب مرحب به كون الرجل شخصية "غير جدلية" وليست "مؤدلجة"، وإن كان ينبغي عند اختيار المناصب السيادية ضرورة التشاور مع مجلس النواب والدولة وفق الاتفاق السياسي الليبي".

هل سيستهدفه "حفتر"؟


من جهته أشار الصحفي من الغرب الليبي، عبدالله الكبير إلى أن "اختيار "الدرسي" تم لعدة اعتبارات أهمها استقلال الرجل عن كل الاتجاهات السياسية وعلاقاته الجيدة مع ضباط وأمنيين من مختلف المناطق وكذلك لانتمائه للمنطقة الشرقية، وتكليفه جاء بعد مشاورات عديدة أجراها "السراج" مع المعنيين بجهاز المخابرات".

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" تشترط حضور رئيسها لاتفاق القاهرة العسكري.. لماذا؟

وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "هدف "السراج" هو توحيد المؤسسة وليس إحداث شرخ في الشرق الليبي أو استقطابات، وبخصوص استهدافه من قبل "حفتر"، فذلك يتوقف على مدى قبوله لدى معسكر الأخير أم لا، إلا أن الأيام المقبلة ستكشف ذلك"، حسب تعبيره.

من هو عبدالله الدرسي؟

هو من سكان الشرق الليبي وتحديدا مدينة المرج، تخرج من الكلية الحربية في دولة مصر، وشارك في حرب أكتوبر، وكان مستشارا لمجلس الأمن القومي الليبي وهو من مؤسسيه، ويحمل دكتوراه في العلوم السياسية وعضو هيئة تدريس بجامعة "بنغازي".

وعمل في جهاز الأمن الخارجي "التابع للقذافي" قبل ثورة 17 شباط/ فبراير 2011، ووكيلا لوزارة الداخلية في عهد حكومة "علي زيدان"، وتم اعفاؤه من وزارة الداخلية الليبية في أيار/ مايو 2013.

وكان مرشحا من البرلمان الليبي في عام 2014 لرئاسة جهاز المخابرات بديلا عن "سالم الحاسي"، إلا أنه لم يستمر في المنصب طويلا، وتم اغتيال ابنه "زكريا" أمام بيته في مدينة بنغازي في السادس من حزيران/ يونيو 2014.

التعليقات (0)

خبر عاجل