اقتصاد عربي

كيف يضاعف نفاذ القدرات الإنتاجية الفائضة تقلبات أسواق النفط؟

 القدرة على رفع الإنتاج خلال فترة وجيزة تتناسب والتطورات الداخلية قصيرة ومتوسطة الأجل- جيتي
القدرة على رفع الإنتاج خلال فترة وجيزة تتناسب والتطورات الداخلية قصيرة ومتوسطة الأجل- جيتي

ذكر تقرير حديث أن قدرة منتجي النفط على رفع القدرات الإنتاجية الحالية، دون وجود مؤشرات حقيقية على زيادة الطلب من قبل عدد كبير من اقتصادات العالم، تعدّ قفزة في الهواء، وستؤدي إلى مضاعفة الخسائر لدى المنتجين إذا ما جاءت مسارات الطلب الحقيقية أقل من التوقعات، وذلك في وقت تتحمل فيه الدول المنتجة كافة الخسائر التي تسجلها أسواق النفط العالمية منفردة دون أن تتحمل الدول المستهلكة بعضا منها، الأمر الذي يدفعنا إلى القول إن قرار رفع الإنتاج واستغلال الطاقات الإنتاجية المتوفرة لا بد أن تبقى محصورة بالمنتجين وحدهم، وفقا لمسوحات سوقية عميقة ومؤشرات طلب حقيقية مؤكدة.

هذا بالإضافة إلى أن للمنتجين الحق في تحديد الأسعار المناسبة لإدارة الموازنات والعجوزات القائمة وخطط الإنفاق المستقبلية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدول الكبرى على مستوى الإنتاج والاستهلاك لا تتجه إلى رفع مستويات الإنتاج اليومي لها لتهدئة الطلب المحلي.

وأوضح التقرير الأسبوعي لشركة نفط "الهلال"، تلقت "عربي21" نسخة منه، أن حالة أسواق النفط العالمية وأسواق الطلب تتشابه في الوقت الحالي وما سجلته من مسارات وتقلبات دون أن تحدد مسارا داعما لاقتصادات المنتجين، أو معاكسا لتوقعات المستهلكين، فما تسجله أسواق النفط العالمية هو مزيد من التعقيد والتوقعات المتعارضة تارة والمتناقضة تارة أخرى، بدءا من توقعات ارتفاع الطلب تبعا لمسارات الأعاصير والتوقعات المناخية، مرورا بالنزاعات التجارية، وصولا إلى عدم رغبة عدد كبير من المستهلكين دعم ارتفاع الأسعار لدى الأسواق كونها اعتادت الحصول على الإمدادات بما يتناسب والموازنات الخاصة بها، دون النظر إلى تبعات ذلك على الأداء المالي والاقتصادي للمنتجين، الذين لا زالوا يحاولون التغلب على العجوزات التي خلفتها التراجعات، والتي امتدت لثلاث سنوات متتالية.

وأكد التقرير أن القدرة على رفع الإنتاج خلال فترة وجيزة تتناسب والتطورات الداخلية قصيرة ومتوسطة الأجل، ولم يعد ممكنا لدى المنتجين، ذلك أن التحضير والاستثمار والاستعداد الكافي للوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى عند المستويات الحالية من الإنتاج، التي تعدّ مرتفعة وغير مسبوقة، قد بات أمرا غير قابل للتحقق في الوقت والزمان المطلوبين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الوصول إلى الطاقات النهائية قد يعرض الأسواق واقتصادات الدول كافة إلى مخاطر إضافية إذا ما تم تسجيل موجات طلب حقيقية إضافية لا يمكن تلبيتها من قبل كبار المنتجين، الأمر الذي سيرفع من الأسعار السائدة لدى الأسواق إلى مستويات ضارة بكبار المستهلكين.

ويبدو أن التوقعات ذات العلاقة بالمخزونات وتوقعات إدارة الطاقة، والتقارير المتخصصة ذات العلاقة بتوقعات الإنتاج ونمو الطلب التي تغطي العالم أجمع، قد باتت ترفع من مستوى التقلب والتذبذب، وتزيد من جدوى المضاربات لدى أسواق الطاقة، كما تعمل على تعميق التحديات التي يواجهها كبار وصغار المنتجين؛ للحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية، والحفاظ على إيجابياتها في دعم نمو الاقتصاد العالمي كله دون استثناءات، وهذا ما يجب على كبار المستهلكين حول العالم انتهاجه لتحقيق الهدف ذاته.

 

اقرأ أيضا: تعرف على خريطة استهلاك العالم من النفط.. الصين تتصدر

0
التعليقات (0)