ملفات وتقارير

لماذا حصر السيسي مناورات مصر العسكرية جهة الغرب؟ (شاهد)

مناورات درع العرب التي بدأت السبت تستمر حتى الـ16 من الشهر الجاري- صفحة الجيش المصري
مناورات درع العرب التي بدأت السبت تستمر حتى الـ16 من الشهر الجاري- صفحة الجيش المصري
بدأت 6 دول عربية بينها مصر، السبت، تدريبات عسكرية بقاعدة "محمد نجيب" العسكرية شمال غرب البلاد، لتكون المناورة الثالثة على التوالي منذ افتتاح تلك القاعدة منتصف 2017، ما يفتح بابا للتساؤل حول حصر المناورات بغرب البلاد دون الجهة الشرقية وشبه جزيرة سيناء.

وقال المتحدث العسكري المصري تامر الرفاعي، إن قوات جوية وبرية وبحرية وخاصة من الإمارات والسعودية والكويت والبحرين والأردن تشارك بالمناورات التي أُطلق عليها اسم "درع العرب 1"، وتجرى على مدار أسبوعين بداية من أمس السبت، وحتى الجمعة 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.


وتعد هذه هي المرة الثالثة التي تجرى فيها المناورات بقاعدة "محمد نجيب" الموجودة بغرب البلاد، وافتتحها رئيس سلطة الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، في 22 تموز/يوليو 2017، حيث شهدت القاعدة في 8 أيلول/ سبتمبر 2017، مناوارات النجم الساطع العسكرية المشتركة بين مصر وأمريكا، لمدة 10 أيام ، للمرة الأولي بعد توقفها منذ عام 2009.


وفي نفس الفترة من شهر أيلول/ سبتمبر 2018، استضافت "محمد نجيب"، مناورات (النجم الساطع 2018)، لمدة 12 يوما وبمشاركة 25 دولة منها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليونان والسعودية والإمارات والأردن و(16) دولة آخرى بصفة مراقب.


والسؤال: لماذا توجه المناورات المصرية المشتركة مع أي من دول العالم نحو المنطقة الغربية للبلاد، دون إطلاقها بالمنطقة الشرقية أو بالقرب من شبه جزيرة سيناء؟، وفي المقابل أطلق الجيش الإسرائيلي بمشاركة أمريكية في شباط/ فبراير 2018، مناورات واسعة لفحص جاهزية القوات البرية والشبكة اللوجستية في حالة الطوارئ على الجبهة الجنوبية المشرفة على حدود قطاع غزة وسيناء، وتم فيها استدعاء قوات الاحتياط.

طبيعة الأرض.. وخطط العمليات

وفي رده على هذه التساؤلات، قال السياسي المصري الدكتور محمد محيي الدين، إن "السبب يتعلق بطبيعة الأرض ووجود السكان، موضحا أن "منطقة شرق النيل بدءا من جنوب السويس وحتي الحدود السودانية تتسم بالطبيعة الجبلية وبمحدودية الطرق وبضيق الحيز المكاني المتاح للتدريب المحصور بين سلسلة جبال البحر الأحمر وساحل خليج السويس والبحر الأحمر".

البرلماني السابق، أضاف لـ"عربي21"، "أما عن سيناء ذاتها ففي الماضي كانت ملاحق معاهدة السلام تقيد حق مصر في عدد الأفراد والمعدات ونوعية السلاح؛ مما يستحيل معه إجراء مناورات واسعة إلا بنطاق المنطقة (أ) المحاذية لقناة السويس؛ ومع وجود الحرب علي الإرهاب الآن فقد صار عمل مناورة في سيناء غير عقلاني من الناحية العسكرية لوجود عمليات فعلية تتم علي الأرض".

ويرى محيي الدين، أن "الكثافة السكانية العالية والتصاق الكتل السكنية بالمناطق الزراعية بمنطقة غرب قناة السويس تجعل من إجراء مناورات بهذه المنطقة غير فعال إلا أن تكون مناورات جوية فقط".

وقال الأكاديمي المصري، "وعلى العكس من هذا فإن طبيعة المنطقة الغربية تتسم بمحدودية بل وندرة السكان والمساحات الشاسعة وبطبيعة أرض مستوية؛ وهو ما يتشابه لحد ما مع طبيعة أرض شمال سيناء ويجعل إجراء مناورات بأعداد أفراد ومعدات كبيرة ممكن وميسور"، موضحا أنها "ولذلك هي الاختيار الموضوعي لإجراء مناورات مشتركة مع قوات غير مصرية".

السلام الدافئ.. وخطف الأضواء

ومن ناحية أخري، أوضح أن "متطلبات أمن خطط العمليات ألا تجعل قوات دول أخري تجري مناورات وتتعرف علي طبيعة وطبوغرافية الأرض التي تشكل جزءا رئيسا من خطط عمليات قواتنا المسلحة بسيناء وهو المكان الأبدي لخوض حروب مصر مع أعدائها".

ويعتقد ناب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية مجدي حمدان موسى، أن السبب يتمثل في 3 أمور، أولها: أن "(محمد نجيب) قاعدة محكمة يمكن من التحكم في المناورات والتدريبات باختلاف أنواعها وتواجدها وهو مايجعل الأمور مطمئنة إلى حد كبير للقائمين على تلك التدريبات وخاصة أنها متعددة الجنسيات".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف أن الأمر الثاني: هو "الحالة المتعايشة من سلام دافئ مع الكيان الصهيوني والتوتر المتجدد يوميا بالشأن الفلسطيني وفاعليات التظاهر والذي يجبر القيادة العسكرية بالابتعاد عن الجهة الشرقية للبلاد حتى لا تسوء الأمور وتخوفا من إطلاق أية ذخائر بالخطأ فتصنع أزمة دولية".

وأوضح أن الأمر الثالث" هو الأضواء المسلطة على المنتدى العالمي الثاني للشباب بشرم الشيخ وزخم هذا المؤتمر؛ وبالتالي لابد ألا تحيد بوصلة الإعلام عن هذا المؤتمر بالانشغال بالتدريبات العسكرية، لو أقيمت في نفس المنطقة".

 

اقرأ أيضا: تدريبات درع العرب بمصر ..هل تكون بداية الـ"ناتو" العربي

حمدان، وقبل عقد مناورات النجم الساطع مابين مصر وأمريكا بقاعدة محمد نجيب، بشهر، كان قد تساءل في أيلول/سبتمبر 2017، عبر صفحته بـ"فيسبوك": "لماذا قاعدة محمد نجيب؛ رغم أن المناورات السابقة كانت من فترة زمنية قريبة ودائما ماكانت في منطقة سيناء".

"تغير العدو"

وفي تعليقه يرى العقيد متقاعد محمد بدر، إنه يجب تويجه هذا السؤال مرة أخرى للدولة المصرية لمعرفة السبب؟، مفسرا حصر المناورات بالمنطقة الغربية بقوله لـ"عربي21": "من الواضح الآن أن الإرهاب أصبح هو العدو لمصر وليست إسرائيل؛ مع الأسف الشديد".

التعليقات (2)
من سدني
الأحد، 04-11-2018 10:45 م
مناورات بين الدول العميله للكيان الصهيوني وهذا يعني ان التوجهات العسكرية لهذه الدول هي التحضير لغزو دوله مجاوره او عرض عضلات خنفشاريه او ان هذه التدريبات هي تحضير للاستعمال الداخلي حيث ان قادة هذه الدول العميله أصبحوا يدركون ان الطوفان والسنونامي والانفجار حاصل لا محاله في الدول العربيه ولن ولن يتم استعمال اليه او طلقه خارج مدن الامه والعدو عندهم هي الشعوب وما على الشعوب الا ان تتحضر لمقابلة هذا الاتحاد العسكري الشرير بقيادة تل ابيب وكيفية احتواءه او صده في حال اي ثوره او الربيع الساحق الماحق لهذه الجيوش والحكومات العميله وانه لشيء مرعب ومخيف عندما نرى تدريبات عسكرية في بلد عربي وهذا ما شاهدناه على مدار أربعين عاماً في سوريا حيث ان النصيري الأسد صدع الرؤوس بكثرة الاستعراضات والتدريبات وفي اخر المطاف علمنا اننا نحن الشعب السوري المقصود من التدريبات والتحضيرات العسكرية وهذه سوريا نموذج ولا احد يختلف عن الأسد فكلهم نبت في نفس المستنقع وكلهم متشابهون في النتانه والقذارة والعماله
مواطن صالح وشريف.
الأحد، 04-11-2018 07:39 م
الحق اقول لكم. حصر المناورات غربا لان رائحة النفط الشعب الليبي ياسر النفوس .اما الجهه الغربية فيها حمل وديع لا يعرف الغدر اسمه الكيان الصهيوني فقط.السيسي رجلهم وصنع على اعينهم..وليس وارد في اجندته تحرير الاقصى .الله غالب.