سياسة عربية

إيران توّطن عائلات مقاتلين شيعة في دير الزور.. ما الأهداف؟

أحد العناصر الموالية للأسد يرفع العلم الإيراني في دير الزور العام الماضي- جيتي
أحد العناصر الموالية للأسد يرفع العلم الإيراني في دير الزور العام الماضي- جيتي

كشفت مصادر إخبارية محلية شرق دير الزور عن قيام الحرس الثوري الإيراني بتوطين عشرات العائلات الشيعية من عائلات المقاتلين في مدينة الميادين.

وأوضحت أن سبب اختيار "الحرس الثوري" لهذه المدينة يرجع لبعدها نسبيا عن مناطق سيطرة تنظيم الدولة.

واعتبرت المصادر أن إيران تسعى من خلال توطين هذه العائلات الشيعية إلى تثبيت الواقع الديموغرافي الجديد الذي تعمل على طهران على إحلاله في المنطقة، عبر نشر المذهب الشيعي، ونقل عائلات شيعية إلى المنطقة، إلى جانب افتتاح حسينيات.

مستوطنات شيعية

وفي تعليقه على ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم "المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية" مضر حماد الأسعد، هذه الأنباء، واصفا ما يجري بمنزلة "زرع إيران لمستوطنات شيعية في كل المناطق الحساسة بسوريا".

وقال لـ"عربي21"، إن دير الزور وريفها هي من أهم المناطق بالنسبة لمخطط طهران التوسعي في المنطقة، لأن هذه المناطق تعد البواية على سوريا ولبنان.

وأضاف الأسعد، أن إيران تعتقد أن تواجد الشيعة على الطريق البري الذي يصل شرق سوريا بجنوبها (دمشق) وشمالها (حلب)، يثبت من وجودها الدائم في سوريا، ولهذا هي تستقدم عائلات من إيران غالبيتهم من الفقراء، وكذلك من أفغانستان لإسكانهم في سوريا.


وبحسب المتحدث ذاته، فإن إيران إلى جانب توطين العائلات الشيعية تقوم بافتتاح المدارس الدينية في مدينة دير الزور لنشر الفكر الشيعي بين الأهالي، مستغلة حالة العوز الشديد لأبناء المنطقة الشرقية.

أما رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز"، فراس علاوي، فبعد أن أشار إلى شح المعلومات والسرية الشديدة التي تتعامل بها طهران مع حالات مثل هذه، قال "بحسب المتوفر لدينا من معلومات فإن هناك عائلات شيعية قدمت إلى الميادين، لكن عددها غير معروف تماما".

قاعدة لمشاريع مستقبلية

وبحسب إفادة علاوي لـ"عربي21" فإن ما يجري في الميادين ليس بالحركة الممنهجة بهدف التغيير الديموغرافي، وإنما لإعطاء المقاتلين الشيعة نوعا من الاستقرار، لتشجعيهم على القتال والدفاع عن مناطق سيطرة النظام.

وقال، إن ما سبق لا يعني أن إيران لا تريد إكمال نشر التشيع في دير الزور وريفها، وهي تتطلع إلى تأسيس مناطق موالية لها، في حال توقفت الحرب وتم التوصل إلى حل سياسي، لجعلها قاعدة لمشاريع دينية مستقبلية، وربط مناطق جديدة بالمحور الإيراني.

مواجهة مع أمريكا

من جانبه وضع الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد تحركات إيران في إطار استعدادها لمواجهة عسكرية قادمة مع الولايات المتحدة في هذه المناطق الغنية بالنفط.

وفي حديثه لـ"عربي21" أشار الباحث إلى تحركات واشنطن الأخيرة لاحتواء العشائر العربية في المنطقة، على أمل أن تنخرط الأخيرة في مواجهة ضد إيران.

ولفت الباحث في هذا السياق إلى التسريبات التي تتحدث محادثات روسية  أمريكية حول مصير دير الزور، معتبرا أن أولوية الولايات المتحدة الحالية في سوريا هي طرد إيران من شرق سوريا للحيلولة دون ربط الأراضي السورية بالعراقية.

التعليقات (0)

خبر عاجل