صحافة دولية

نيويورك تايمز: أوقفوا المعاناة اليمنية ووحشية ابن سلمان

نيويورك تايمز: يجب وقف القصف في اليمن والبدء في جهود الإغاثة على نطاق واسع- جيتي
نيويورك تايمز: يجب وقف القصف في اليمن والبدء في جهود الإغاثة على نطاق واسع- جيتي

خصصت صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحيتها للحديث عن الحرب في اليمن، داعية لـ "إنهاء المعاناة اليمنية".

 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "هناك الكثير الذي لا يزال يحيط به الغموض بشأن مقتل الصحافي السعودي في المنفى جمال خاشقجي، لكن هناك أمر واضح: حكام السعودية قساة، ولا يمكن الثقة فيهم أو تصديقهم، وحان الوقت للاعتراف بهذه الحقائق في الحرب الوحشية التي لا يمكن وصفها في اليمن، فقد اندفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمطالبة بوقف إطلاق النار لتندلع جولة جديدة من القتال، ويجب على الولايات المتحدة وبريطانيا والدول التي تدعم السعودية كلها، المطالبة بوقف فوري لهذه المذبحة".

 

وترى الصحيفة أن "ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، كشف عن وجهه الحقيقي من خلال أكاذيبه بشأن الطريقة التي لقي فيها خاشقجي حتفه، مع أن بلطجيته كانوا هم من خنقوا وقطعوا الشخص الموالي، الذي تحول إلى ناقد، في قنصلية السعودية في اسطنبول".

 

وتقول الافتتاحية: "تعبيرا عن الغضب على جريمة القتل، فإن (نيويورك تايمز) نشرت تقارير وصورا تدمي القلب، أعدها ديكلان وولش وتيلور هيكس، من حقول الموت في اليمن، وهي الحرب التي شنها الأمير محمد بغارات جوية إجرامية، مستخدما القنابل التي قدمتها الولايات المتحدة له، وأصبحت صورة الفتاة المفتوحة العينين على اتساعهما، اللتين استهلكهما الجوع، وجه الكفاح الطائفي والقبلي، الذي حول أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى كابوس إنساني، وبعد فترة التقاط الصورة ماتت الطفلة أمل حسين، البالغة من العمر 7 أعوام، كما مات عدد لا يحصى من أطفال اليمن ولا يزالون يموتون".

 

ونضيف الصحيفة: "يبدو أن مسؤولي إدارة ترامب قد اكتشفوا أخيرا عبثية الحرب، التي تورطت فيها الولايات المتحدة عميقا من خلال تقديم الوقود عبر الجو للمقاتلات التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية، ودعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في الأسبوع الماضي لوقف القتل، وحدد 30 يوما لبداية محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة، فيما أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو بيانا يدعو فيه المتمردين الحوثيين للتوقف عن إطلاق الصواريخ على السعودية، ويطالب التحالف السعودي بالتوقف عن ضرب المناطق السكنية".

 

وتعلق الافتتاحية قائلة إن "المطلبين متأخران، وكان على الرئيس أن يعلن عن ذلك، وبتحذير قوي من الولايات المتحدة، بوقف الدعم العسكري لو استمر السعوديون في التصرف بلا مسؤولية وطريقة عشوائية".

 

وتستدرك الصحيفة بأن "السعوديين، الذين لم يتلقوا تهديدا، تعاملوا مع دعوة وقف الأعمال العدوانية على أنها وسيلة لتحقيق ما يمكنهم تحقيقه، ودك التحالف السعودي مطار صنعاء، وبدأ هجوما على ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، الذي يعد معبر معظم المساعدات الإنسانية، إلا أن الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء ومعظم غرب اليمن، لا يزالون صامدين، ولا تقترب السعودية من هزيمتهم". 

 

وتشير الافتتاحية إلى أن "الوضع كما هو منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على العاصمة، وأطاحوا بحكومة عبد ربه منصور هادي، الذي لا يزال الرئيس المعترف به دوليا، وشن السعوديون والإماراتيون، وبدعم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، حربا ضد الحوثيين، الذين اعتبروهم قوات وكيلة عن إيران".

 

وتلفت الصحيفة إلى أن "العملية العسكرية تحولت إلى حرب استنزاف، فحاولت السعودية، في ظل قيادة محمد بن سلمان، خنق الحوثيين وتركيعهم من خلال حملة قصف جوي وحصار، وحرمان من الرواتب، وغير ذلك من الإجراءات العقابية، بشكل دفع اليمن إلى حافة المجاعة، وقتل حوالي 10 آلاف مدني، فيما يواجه نصف السكان، البالغ عددهم 28 مليون نسمة، خطر المجاعة".

 

وتنوه الافتتاحية إلى أن "السعودية نفت استهدافها المدنيين، وفي بعض الأحيان وعدت بالتحقيق، ففي واحد من أسوأ الهجمات في آب/ أغسطس، قتل 50 شخصا، منهم 40 تلميذ مدرسة، عندما تم استهداف حافلتهم المدرسية، ووصف ترامب في مقابلة مع قناة (أتش بي أو) الهجوم بأنه (عرض رعب)، وقال إن قوات التحالف السعودي لا تعرف كيفية استخدام السلاح بشكل جيد". 

 

وتجد الصحيفة أنه "على ما يبدو، فإن ترامب مهتم أكثر بالحفاظ على صفقات السلاح، والعلاقات الدافئة مع الأمير، لا الحد من تجاوزاته وأكاذيبه، وكما اكتشف مايك بومبيو وجيمس ماتيس، فإن استمرار الحرب الدموية لا يخدم المصالح الأمريكية ولا السعودية، بل على العكس، فأمريكا تخاطر في كونها متورطة في جرائم حرب، بحسب منظمة (أمنستي)". 

 

وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "الوزيرين اتخذا الخطوة الأولى، والخطوة الثانية هي طلب وقف فوري للنار، وبداية المفاوضات، وإيصال المساعدات، ولو تردد الأمير فيجب وقف تقديم السلاح له".


لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)