قضايا وآراء

إرادة المقاومة ومقاومة الإرادة

عادل راشد
1300x600
1300x600

فريقان في الأمة يتمايزان يوماً بعد يوم لتنزاح الغشاوة عن الأبصار ويرى الناس كل فريق على حقيقته 
(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ). 

أما الفريق الأول فهم أبطال الورى، أسود الوغى الذين عرفوا طبيعة الصراع بين الحق والباطل، وأدركوا حتمية المواجهة بينهما، وأيقنوا وجوب المقاومة مهما قلَّ العتاد وتخلى عنهم كل العباد، 
فلما اختاروا إختار الله لهم، لما اختاروا المقاومة اختار الله لهم العز والشرف، ولما أدركوا أن الحق عالٍ علو الجبال لا يناله إلا العمالقة، وأن المجد لا يُحصله الأقزام، وأن الرجولة معنىً لا يعرفه القاعدون الخوًّارون ولا المثبطون المخذلون، فباعوا أنفسهم لله نصرةً للحق وفداءً للأهل والوطن، فقاتلوا في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان، ولم يتثاقلوا إلى الأرض، ولم يرضوا بالحياة الدنيا من الآخرة بدلاً، ونذروا أنفسهم لله فمنهم من قضى نحبه ووفى نذره ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. 

أولئك أبطال غزة، ومِن خلفهم شعب أبىُ لا يرضى الدنية فى دينه ولا وطنه، ولا يخذل أبطاله مهما ناله من حصار وأذى وتجويع، ولم يقولوا لهم لقد مسَّنا وأهلنا الضر بسبب عنادكم وإصراركم على مواجهة الدنيا برغم إمكاناتكم الضعيفة ونريد أن نعيش ونربي أولادنا، بل قالوا جميعاً بلسان الحال والمقال: اذهبوا فقاتلوا الغاصبين المحتلين ونحن معكم مقاتلون ولكم مساندون، وحتى ننتزع حقنا ثابتون صابرون، وسَنُري الدنيا كلها ونُسمعها قول الله تعالى (كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله، والله مع الصابرين). 

لِيَعلمَ من لا يعلم أننا بدأنا بالحجارة والمقلاع ثم بالصواريخ البدائية صنعناها فطورناها ونأخذ بالأسباب ونتوكل على رب الأسباب، ويقذف الله بنا في قلوب عدونا الرعب، وسَيُخربون بيوتهم بأيديهم وأيدينا. 


(ولَينصرن الله من ينصره، إن الله قوي عزيز). 

هذا الفريق الأول الذى يملك إرادة المقاومة، ولا يفكر في غيرها، ولا يرضى بديلاً عنها. 

وأما الفريق الثاني فهم أصحاب (مقاومة الإرادة) مهما تعددت أشكالهم ومواقعهم، كلما رأوا إرادة للعيش الكريم، أوطلباً لحرية الإنسان وتحرير الأوطان، قاوموا هذه الإرادة وتآمروا على أصحابها وحاولوا سحق أهلها. 

فمقاومة إرادة الشعوب يتزعمها رؤساء عملاء وأمراء جهلاء وملوك خونة وكتائب مرتزقة. 

هؤلاء يكرهون مجرد ذكر حرف من حروف كلمة مقاومة فبينهم وبين الرجولة مشكلة، وبينهم وبين الحرية خصومة، وبينهم وبين الكرامة معركة، ولكن بينهم وبين الخسة والنذالة نسباً وصهراً ، وبينهم وبين الجبن والخيانة عقد لايريدون فسخه. 

بعضهم قد تعجبك هيئته ويخيل إليك أنه رجل وهو جبان رعديد يفزع من مواء قط (وإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ). 

وأما أكثرهم فخائن غارق في الخيانة.. الذي ينسق أمنياً مع العدو المحتل ضد المقاومين مجرم خائن غارق في الخيانة.. 

 

الذي يصنف فصائل المقاومة جماعات إرهابية مجرم خائن غارق في الخيانة. 

الذي يحاصر شعب غزة - مهما قام بتمثيليات- مجرم خائن غارق في الخيانة. 

القائل لنقم للفلسطينيين دولة في البحر على بعد 12 ميلا بحريا من المياه الإقليمية الدولية معتوه مجرم خائن غارق في الخيانة.. 


الحاكم الذي يحتفي بالمحتل ويقوم بالتسويق له مجرم خائن غارق في الخيانة. 

الذي يخادع الناس ويشتري الأراضي في الضفة ثم يبيعها لصهيون مجرم خائن غارق في الخيانة. 

الذي يساند المحتل الغاصب سراً أو علناً مجرم خائن غارق في الخيانة. 


كل مقاوم لإرادة الشعوب في أخذ حقها والعيش بحريتها وكرامتها مجرم خائن غارق في الخيانة. 

علينا أن نقف بكل ما نملك مع أصحاب (إرادة المقاومة)، وأن نكشف ونواجه كل الخونة فريق (مقاومة الإرادة). 

0
التعليقات (0)