سياسة دولية

استقالة مسؤولة لعبت دورا بفرض عقوبات على قتلة خاشقجي

الصحيفة الأمريكية: فونتين روز من المؤيدين لتشديد العقوبات على الضالعين في مقتل خاشقجي- جيتي
الصحيفة الأمريكية: فونتين روز من المؤيدين لتشديد العقوبات على الضالعين في مقتل خاشقجي- جيتي

قالت صحيفة إن مسؤولة أمريكية في البيت الأبيض مكلفة بملف علاقات واشنطن مع السعودية استقالت من منصبها الجمعة الماضي دون ذكر الأسباب المباشرة للاستقالة.


ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين قولهما إن كريستين فونتين روز المسؤولة عن تنظيم السياسات المتعلقة بعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية مع الرياض استقالت من عملها في البيت الأبيض.


ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولة الأمريكية "لعبت دورا مهما في فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على عدد من السعوديين على خلفية قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.


وذكرت أن فونتين روز "أجرت زيارة إلى السعودية قبل فترة قصيرة، وهي من المؤيدين لتشديد العقوبات على الضالعين في مقتل خاشقجي، ويعتقد أن مواقفها الصارمة تجاه السعوديين ولدت استياءً لدى البعض داخل البيت الأبيض".


والخميس أيضا، أعلنت واشنطن فرض عقوبات على 17 سعوديا على خلفية جريمة قتل خاشقجي، شملت سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد، والقنصل السعودي العام في إسطنبول محمد العتيبي، وماهر مطرب وهو مسؤول رفيع المستوى متهم بتنسيق عملية القتل.

 

وقالت الصحيفة إن ظروف استقالة فونتين روز غامضة، مشيرة إلى أنه يعتقد أن مواقفها المتشددة "الصقورية" لفرض عقوبات على السعودية أغضبت مسؤولين كبارا في البيت الأبيض. وعندما عادت إلى واشنطن، ويقول الشخصان إن فونتين روز اختلفت مع رئيسها في مجلس الأمن القومي، حيث عملت مديرة لمنطقة الخليج، ورفض ممثل لمجلس الأمن القومي التعليق، فيما لم تستجب المسؤولة المستقيلة لطلب من الصحيفة للتعليق.

 

وأشار التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى ان الرئيس دونالد ترامب عبر صباح السبت عن تردد فيما إن كان سيحمل ولي العهد السعودي مسؤولية قتل الصحافي في "واشنطن بوست" أم لا، وقال إنه لم يطلع على تقييمات المخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، ويتوقع الحصول على تقرير في نهاية ذلك اليوم.

 

وأوردت الصحيفة نقلا عن ترامب، قوله للصحافيين وهو في طريقه لمعاينة آثار الحرائق في كاليفورنيا: "حتى هذه اللحظة قيل لنا إنه لم يؤد دورا"، وبعد فترة تحدث من ماليبو في كاليفورنيا، وأكد أن المخابرات "لم تجمع معلومات بعد، ومن الباكر الحديث"، ووعد بتقديم تقرير يوم الثلاثاء لمواجهة ما قال "عن الصدمة الإجمالية، ومن تسبب بها، ومن قام بها"، وأضاف: "أمر مروع ما حدث من قتل للصحافي".

 

ولفت التقرير إلى أن ترامب رفض وبثبات توجيه التهمة مباشرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يعد حليفا قويا لمستشاره وزوج ابنته جارد كوشنر، إلا أنه شجب الطريقة التي تعامل فيها السعوديون مع جريمة القتل، ووصفها بانها "أسوأ عملية تستر في التاريخ".

 

ونوهت الصحيفة إلى أن "سي آي إيه" توصلت في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن اغتيال خاشقجي تم بأمر من محمد بن سلمان. وهو تقييم نشر في عدد كبير من الصحف الأمريكية والعالمية.

 

وأفاد التقرير بأن الرئيس ترامب اتصل مع وزارة الخارجية، التي أصدرت بيانا اختيرت عباراته بدقة، ووصف التقارير الإخبارية عن تقييم "سي آي إيه" بـ"غير الدقيقة"، فيما قالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر نوريت: "هناك عدد لا يحصى من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، وستواصل الخارجية محاولات الحصول على الحقائق المتعلقة بها"، وأضافت: "في الوقت الحالي سنواصل التشاور مع الكونغرس، والعمل مع الدول الأخرى لمحاسبة الذين شاركوا في قتل خاشقجي".

 

وذكرت الصحيفة أن وزارة الخزانة أعلنت، بعد ساعات من إعلان السعودية عن نتائج التحقيق، أنها فرضت عقوبات على 17 شخصا تورطوا في الجريمة، وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن القحطاني، الذي عمل مستشارا لولي العهد، هو "جزء التخطيط والتنفيذ الذي قاد إلى مقتل خاشقجي"، لافتة إلى أن القحطاني أدار العمليات الإعلامية في الديوان الملكي، وكان المخطط وراء عمليات ملاحقة منتقدي ومعارضي المملكة والتحرش بهم، بمن فيهم خاشقجي، بحسب مسؤولين أمريكيين.

 

وبحسب التقرير، فإن قائمة العقوبات الأمريكية لم تضم نائب مدير المخابرات السابق الجنرال أحمد عسيري، الذي يعد من المقربين للأمير محمد، ويعتقد أنه هو الذي خطط لعملية مواجهة جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

 

وقالت الصحيفة إن أعضاء الكونغرس سيواصلون الضغط باتجاه فرض عقوبات مشددة ضد السعودية، مشيرة إلى أنه مع زيادة الضغط على السعودية لاتخاذ مواقف من الجريمة، فإن فينتن روز أرسلت إلى الرياض لتحديد طبيعة العقوبات. وبحسب موقع "لينكدإن" فهي تعمل في مجلس الأمن القومي منذ آذار/ مارس، وتشير صفحتها على الموقع ذاته إلى أنها خدمت في وزارة الخارجية مدة خمسة أعوام، في الفترة ما بين 2011- 2016.

 

وختمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن السعودية غيرت من روايتها مرة أخرى، حيث قالت إن الأمير لم يعرف مقدما عن الجريمة، فيما وصف ترامب طريقة تنفيذ الجريمة بأنها "مفهوم فقير"، وتم تنفيذها بطريقة سيئة، إلا أنه بدا يوم السبت متفائلا، وتحدث عن العلاقات مع السعودية، التي دافع عنها باعتبارها حليفا قويا.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
التعليقات (0)