سياسة دولية

فايننشال تايمز: أمير الظلام سعود القحطاني لم يوقف نشاطاته

الصحيفة البريطانية وصفت في تقريرها القحطاني باسم "أمير الظلام"- تويتر
الصحيفة البريطانية وصفت في تقريرها القحطاني باسم "أمير الظلام"- تويتر

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الخزانة الأمريكية كانت واضحة عندما أعلنت عن قائمة العقوبات التي فرضتها على السعوديين المتورطين في جريمة مقتل جمال خاشقجي بأن شملت الأسماء الـ 17 سعود القحطاني، المعروف بأمير الظلام وأحد كبار مساعدي ولي العهد محمد بن سلمان، باعتباره المسؤول عن عملية القتل الرديئة.

وورد اسم القحطاني في قائمة وزارة الخزانة الأمريكية بأنه كان "جزءا من تخطيط وتنفيذ العملية". وقام ولي العهد في أعقاب العملية التي لا تزال تلاحق السعودية وتفرض ضغوطا على علاقاتها مع الولايات المتحدة بعزل مستشاره البالغ من العمر 40 عاما بالإضافة إلى أحمد عسيري، نائب مدير المخابرات وعدد من المسؤولين.

اقرأ أيضا: أمريكا تعاقب سعود القحطاني والمطرب لتورطهم بقتل خاشقجي

 

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن القحطاني كان أكبر مسؤول بارز تفرض عليه واشنطن عقوبات وأهم مسؤول مقرب من محمد بن سلمان. وأصبح مصيره إشارة  لمرحلة ما بعد مقتل الصحافي المخضرم وإن كانت ستؤدي إلى إعادة ترتيب البلاط الملكي الذي تمتعت فيه شلة مقربة من العرش بتأثير واسع. 

ونقلت الصحيفة عن محلل سعودي قوله إن القحطاني "لن يعود إلى موقع رسمي، ولكنه سيظل قادرا على لعب دور في تشكيل الرأي العام". وأضاف: "يقيم علاقة شخصية مع الأمير محمد، والسعودية ليس لديها نظام قضائي شفاف، وفكرة المحاسبة غير موجودة عنما يتعلق بأصدقاء (الأمراء)".

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" وصحف أخرى ليلة الجمعة تقارير نقلت استنتاجات "سي آي إيه"، وخلاصتها أن الأمر بقتل الصحافي جاء من ولي العهد. فيما أكدت وزارة الخارجية أن الحكومة الأمريكية لم تتوصل لنتيجة بعد. ورد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطريقة بلاغية قائلا: "هل هناك شخص يعرف؟" من قتل خاشقجي. ولكن علاقة رجل يعرف بأنه "المنفذ" لسياسات الأمير محمد تعني أن الرياض لا تستطيع إبعاد نفسها عن العملية.

وفي الوقت نفسه لا تستطيع الدول الغربية الحليفة للسعودية قبول النتيجة السعودية التي تقول إن من نفذ جريمة القتل مجموعة مارقة لم تلتزم بالتعليمات.

وأعلن النائب العام السعودي يوم الخميس عن اتهام 11 شخصا وطلب تنفيذ حكم الإعدام بخمسة، وقال إن "مستشارا سابقا" للديوان الملكي قابل الفريق قبل سفره إلى اسطنبول. ويُعتقد أن هذا المستشار السابق هو القحطاني. ولم يتم اعتقال الأخير حيث قال النائب العام إنه ممنوع من السفر ولا يزال خاضعا للتحقيق.

وتعلق الصحيفة قائلة إن مصير القحطاني هو تراجع حظوظه التي زادت عندما قرر ولي العهد التخلي عن نظام الإجماع في العائلة المالكة، وأحاط نفسه بمجموعة من المستشارين الشباب الذين فهموا قوة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.

ويحمل القحطاني شهادة في القانون وانضم إلى الديوان الملكي في عهد الملك عبدالله. وكتب في العام الماضي تغريدة قال فيها إنه لم ينفذ أي شيء من نفسه بل من أوامر الملك وولي عهده.

وقال ناشط سعودي في بريطانيا إن موقع القحطاني الذي له 1.35 مليون متابع على تويتر، وتوسعت سلطته إلى ممثل مقرب للأمير: "يقوم (م ب س) بتفويض القحطاني بموضوعات مثل المعارضين والأمراء والسيطرة على وزير الخارجية ويعتمد عليه كثيرا".

 

وبحسب الناشطين السعوديين؛ قام القحطاني وعلى مدى العامين الماضيين باستفزاز وملاحقة المدونين السعوديين والناشطين والصحافيين حيث عبأ ما يعرف بـ الذباب الألكتروني" للقيام بالمهمة. وقال مسؤولون غربيون إن وضعه زاد في العام الماضي بعدما قامت السعودية بفرض حصار على قطر. وصنف كل شخص بالخائن أو الإرهابي إن تعامل مع هذا البلد. وعبر خاشقجي عن قلق من القحطاني قبل أشهر من وفاته.

 

ولعب القحطاني دورا مهما في الحملة التي أطلق عليها "مكافحة الفساد"، وسجن فيها ولي العهد عدد من الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض العام الماضي، ولم يُفرج عنهم إلا بعد أن  تخلو عن أرصدة مهمة.

وقام القحطاني بجر المشتبه بهم بناء على مبررات مزيفة وحقق معهم. ويقول الناشطون إن  حملة الذباب الإلكتروني التي أشرف عليها القحطاني لم تتغير في قسوتها منذ مقتل خاشقجي، مما يعني أن عزله ليس سوى حركة تجميلية ليس إلا. فقد تعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحملة على تويتر عندما قال إن الأمر بالقتل جاء من هيئات عليا في الحكومة السعودية وكذا صحيفة "واشنطن بوست" التي نشرت مقاله.


اقرأ أيضا: رويترز: سعود القحطاني حر طليق ويواصل عمله بشكل سري

 
وقال يحيى العسيري؛ الناشط السعودي في لندن: "الذباب الإلكتروني لا يزال ناشطا". ولم يصدر عن القحطاني أي تصريح منذ عزله، ولكنه غيّر سيرته على تويتر عدة مرات. ففي مرة تخلى عن وظيفته في البلاط، ولكنه أبقى على دوره كرئيس لفدرالية الأمن الإلكتروني. وبعد أسابيع تخلى عن هذا ووضع حسابه الشخصي فقط. وقال إن الشعور الوطني المبالغ فيه، والذي دشنه القحطاني لن يختفي بسهولة: "لقد اطلقوا العنان لوحش خرج عن السيطرة" و"لا يمكن وضعه في قفص على أمل أن لا يصرخ".

 


 

التعليقات (0)