ملفات وتقارير

فصيل وراء الاقتتال العنيف بين المعارضة بعفرين.. وهذه قصته

يسيطر الجيش السوري الحر والجيش التركي على مدينة عفرين بعد طرد "الوحدات الكردية" منه- جيتي
يسيطر الجيش السوري الحر والجيش التركي على مدينة عفرين بعد طرد "الوحدات الكردية" منه- جيتي

شهدت مدينة عفرين السورية، اندلاع اقتتال عنيف بين الفصائل المعارضة، أودى بحياة العشرات منهم، وفق ما أكدته مصادر من الأهالي لـ"عربي21".

ومنذ الأحد الماضي، تشهد مناطق متفرقة في عفرين اقتتالا غير مسبوق بين الفصائل، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وتبادل للاتهامات بين فصائل المعارضة المسلحة.

وأكد الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، ناجي مصطفى أبو حذيفة، لـ"عربي21"، وقوع الاشتباكات، مشيرا إلى أن حصيلتها غير معروفة تحديدا، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أنها وصلت إلى 25 قتيلا على الأقل.

وكشف أبو حذيفة عن أن السبب وراء الاقتتال الذي تم، هو إطلاق الجبهة الوطنية، حملة للتطهير ضد الفساد والفاسدين، في منطقة الريف الشمالي، بسبب ما تعرض له المدنيون من ظلم على يد بعض الفسدة داخل الفصائل المقاتلة.

وأكد لـ"عربي21" أن الحملة الأمنية لا تزال مستمرة، وأن شخصيات مطلوبة سلمت نفسها الثلاثاء والأربعاء في مناطق مثل الباب وجرابلس.

 

اقرأ أيضا: تركيا تعيد فتح البوابة الجمركية مع عفرين السورية


في حين أشار مصدر أمني داخل عفرين في حديثه لـ"عربي21"، طالبا عدم كشف هويته، إلى أن الاقتتال اندلع تحديدا بين الجبهة الوطنية وفصيل يدعى "شهداء الشرقية".

وبعد سؤال "عربي21" لأبي حذيفة حول هذه المعلومة، شرح بأن الجبهة الوطنية للتحرير طلبت بعض الفاسدين والمجموعات المسلحة الفاسدة للتحقيق معها، إلا أن رد فعلها كان عنيفا ما تسبب بالاشتباك المسلح.

وأوضح أن رفض المجموعات المتهمة بالفساد، وبالانتهاكات بحق المدنيين في عفرين وجرابلس والباب، أدت إلى هذا الاقتتال، الذي انتهى بعد حل الخلاف مع "شهداء الشرقية".

ووصل بيان لـ"عربي21" أصدره فصيل "شهداء الشرقية"، أعلن فيه مغادرته مدينة عفرين عقب الحملة الأمنية للجبهة الوطنية مدعومة من الجيش التركي. 

ولم يحدد الفصيل الجهة التي غادر إليها، إلا أنه قال إنه انسحب "حقنا للدماء". 

وبحسب البيان الذي أصدره الفصيل، فإنه توعد في الوقت ذاته بمتابعة عمله ضد من "اعتدى" عليه، رافضا التهم الموجهة له بالفساد.

وذكر إحصائية بعدد قتلى مقاتليه، موضحا أنه وصل إلى 13 من عناصر "شهداء الشرقية"، مضيفا أن الطرف المقابل تكبد خسائر بقتل أكثر من 25 مسلحا.

وبحسب المعلومات التي اطلعت عليها "عربي21"، فإن نحو 200 مقاتل هم قوام فصيل "شهداء الشرقية"، الذين يتحدر معظمهم من محافظة دير الزور شرق سوريا.

وعاد الهدوء اليوم الأربعاء، إلى مدينة عفرين، ولا يزال مستمرا في الوقت الحالي، بعد توقف الاشتباكات داخلها.

وأكد الناطق باسم الجبهة الوطنية، أن الحملة مستمرة، وأن الحملة تتم بإشراف القضاء العسكري والشرطة العسكرية التي تلاحق المطلوبين بتهم الفساد والإفساد.

يشار إلى أن فصائل الجيش السوري الحر والجيش التركي يسيطران على مدينة عفرين منذ آذار/ مارس الماضي، بعد شن عملية عسكرية أُطلق عليها اسم "غصن الزيتون"، ونجم عنها خروج مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية المصنفة في أنقرة إرهابية.

 

ويذكر أن فصائل معارضة من الجيش السوري الحر، سبق أن اتهمت بـ"التعفيش" (السرقة) وبانتهاكات بحق سكان عفرين بعد طرد المسلحين منها، وأصدر الجيش بيانا أدان فيه الأمر، وأعلن إجراءه تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عنه.

 

التعليقات (0)