رياضة عربية

هكذا يهدد وكلاء اللاعبين مستقبل كرة القدم المصرية

خسارة النادي الأهلي المصري للمباراة النهائية بدوري أبطال إفريقيا فجرت ملف بيزنس وكلاء اللاعبين- تويتر/ أرشيفية
خسارة النادي الأهلي المصري للمباراة النهائية بدوري أبطال إفريقيا فجرت ملف بيزنس وكلاء اللاعبين- تويتر/ أرشيفية

فجرت خسارة النادي الأهلي المصري للمباراة النهائية بدوري أبطال إفريقيا، نتيجة ضعف مستوى لاعبيه، وما تبعها من حرب التسريبات داخل النادي عن عمولات مسؤول التعاقدات الجديد، ملف بيزنس وكلاء اللاعبين، وتحكمهم بمفاصل اللعبة الشعبية الأولى في مصر.


ويشير خبراء ونقاد تحدثوا لـ"عربي 21" أن مافيا وكلاء اللاعبين بمصر، هي السبب في الارتفاع الجنوني لأسعار لاعبي الدوري المحلي، والتي قفزت بشكل كبير مع فترة الانتقالات الشتوية المقرر لها كانون الثاني/ يناير المقبل.

 

وأكدوا أن وكلاء اللاعبين لا يكتفون بالسمسرة الرسمية من اللاعب والأندية، بل إنهم يمارسون أساليب ملتوية لزيادة ما يحصلون عليه.


وقالوا إن فكرة الاحتراف التي يتم تطبيقها بمصر، تمثل الأسوأ بين الدول العربية والإفريقية، نتيجة عدم وجود قانون أو لوائح تنظم عمليات انتقال اللاعبين والمدربين بين الأندية، واستخدام الإعلام كوسيلة خداع في ترويج للاعبين أقل من المستوى المطلوب، لبيعهم بأسعار باهظة وفي النهاية ينفضح مستواهم عند التجربة.

 

دكة البدلاء


وطبقا لحسابات الخبراء فإن دكة اللاعبين البدلاء بالأندية المصرية هي الأغلي في الشرق الأوسط، كما أنها في نفس الوقت الأضعف، وهو ما أثر بالسلب علي أندية كبيرة مثل الأهلي والإسماعيلي، وكذلك المنتخبات الوطنية التي تعتمد في قوامها الأساسي على لاعبي الدوري المحلي.


ويضرب الناقد الرياضي محمود حلمي مثالا لمافيا وكلاء اللاعبين، بفشل النادي الأهلي الذي يعد الأكبر والأكثر جماهيرية بمصر والوطن العربي، في التعاقد مع لاعبين مميزين خلال الأعوام الثلاثة الماضية، موضحا أن أغلبية اللاعبين الذين تعاقد معهم الأهلي في آخر عامين لم يفارقوا مقاعد البدلاء رغم الضجة الإعلامية التى صاحبت عملية بيعهم وانتقالهم للنادي بمبالغ كبيرة.


ويضيف حلمي لـ"عربي 21" أن وكلاء اللاعبين إما متخصصون في التسويق الرياضي، أو كانوا لاعبي كرة قدم سابقين، ويعتمد الوكلاء على علاقتهم الجيدة بالإعلام من جانب وبإدارات الأندية من جانب آخر، ومن خلال عدة طرق، يقوم الوكيل بإبرام عقد مع اللاعبين لضمان التحكم في عمليات انتقالهم بين الأندية.


وطبقا للناقد الرياضي فإن كثيرا من المدربين يحصلون على عمولات غير رسمية في عملية الانتقال، مقابل موافقتهم على انضمام اللاعب لناديه، أو مقابل السماح ببيعه لناد آخر، ويصاحب ذلك حملة ترويجية للاعب بأنه "خليفة أبو تريكة القادم" وأنه "مستقبل الكرة المصرية" وغيرها من الشعارات لرفع سعر اللاعب، الذي يسقط في الغالب مع أول تجربة حقيقية له، خاصة إذا رحل المدرب الذي طلب التعاقد معه عن هذا النادي لآخر.


ويوضح حلمي ان انتقالات اللاعبين والمدربين بالدوري المصري خلال الصيف الماضي تجاوزت ملياري جنيه، نصفهم في ناديي الزمالك وبيراميدز، ومع ذلك فإن المستوي حتى الآن لا يظهر بالشكل المطلوب، ما يؤكد أن هناك خللا واضحا في عمليات البيع والشراء.

 

سلعة مرغوبة


ويضيف المتخصص في التسويق الرياضي مصطفى عبد الخالق، لـ "عربي21" أن كرة القدم والرياضة بشكل عام أصبحت صناعة مثل باقي الصناعات، وتتأثر بما تتأثر به باقي الصناعات، سواء من حيث المناخ العام أو الدعاية الإعلانية والإعلامية، وكذلك مدي قبولها كسلعة للمستهلك، وفي حالة كرة القدم فإن هذه الصناعة تحظي بميزة ارتباطها بالجماهير، ما يجعلها سلعة مرغوبة على الدوام.


ويؤكد عبد الخالق أن المشكلة مع صناعة كرة القدم، مثل مشاكل باقي الصناعات الأخري، وهي خطأ التطبيق وعدم وجود قواعد منظمة تضبط إيقاعها بما يساعد في تنميتها وعدم دخولها في مرحلة العشوائية، وفي النهاية يفشل الهدف منها وهو الاستفادة التى يحققها المنتخب الوطني، أو تصدير اللاعبين المصريين للخارج بما يعود بالنفع على المنظومة ككل.


وحول الدور الذي يلعبه وكلاء اللاعبين يوضح خبير التسويق الرياضي، أن الاتحاد الدولي لكرة القدم هو الذي قنن مهنة الوكلاء، ويقوم بها في أوروبا شركات متخصصة، وليس أفراد باعتبارها صناعة تقوم على أسس اقتصادية واضحة، بينما في مصر فإن المسؤولين أخذوا بالشكل، وتركوا التطبيق للاجتهاد، ما جعل هذه المهنة المعترف بها دوليا تتحول لفهلوة ونصب وتدليس.


ويؤكد عبد الخالق أن فشل معظم اللاعبين المصريين في الاحتراف الخارجي، وفشلهم في الدوري المحلي، جزء كبير منه وكلاء اللاعبين، الذين يرفعون قيمة اللاعب، مستغلين رغبته في تأمين مستقبله من جهة، ومن جهة أخري رغبة اللاعب وناديه في الحصول على أكبر عائد مادي، ومكاسب مشتركة، ومن هنا تتحول عملية الانتقال لمزاد على اللاعب وخاصة بين الأندية الكبرى.


ويوضح عبد الخالق أن الدوري المصري ليس له قيمة تسويقية كبيرة، كما أن الأندية لا تجني أرباحا مقابل صفقات اللاعبين وباقي مكونات اللعبة، مستطردا: "عندنا يعلن النادي الأهلي صاحب البطولات القارية والمحلية الكبرى أنه يرصد مبلغ 200 مليون جنيه (10.2 مليون دولار) للتعاقد مع خمسة لاعبين فقط في يناير المقبل، فما هو العائد الذي يحققه من وراء ذلك؟ لا شيء سوي تهدئة غضب الجماهير فقط".

التعليقات (1)
بن نامة حا ج علي .الجزائر
الخميس، 22-11-2018 02:57 م
الاعلام الرياضي المصري هو السبب . لانه يجعل من الاقزام عمالقة لحاجة في نفس مروجي هذه البالونات الفارغة