صحافة إسرائيلية

تحقيق: هكذا تتخلى إسرائيل عن عملائها وتلقي بهم للشارع

التحقيق الإسرائيلي: قضية العملاء "باتت تتراوح معيشتهم بين الحياة والموت" - جيتي
التحقيق الإسرائيلي: قضية العملاء "باتت تتراوح معيشتهم بين الحياة والموت" - جيتي

سلط كاتب إسرائيلي في تحقيق صحفي موسع له الضوء على عملاء الاحتلال في فلسطيين المرتبطين بأجهزة المخابرات الإسرائيلية ممن باتوا يعانون أوضاعا أمنية واقتصادية صعبة بعد "أن تخلت عنهم إسرائيل"، وفق تعبيره.


وقال الكاتب ياريف فيلغ في تحقيق بصحيفة "إسرائيل اليوم" ترجمته "عربي21" إن قضية العملاء "باتت تتراوح معيشتهم بين الحياة والموت، بين إسرائيل التي تعدهم بالحماية والدفاع عنهم مقابل توفيرهم معلومات أمنية لها، وبين المنظمات والسلطة الفلسطينية الذين يهدرون دماءهم، بحيث يصبح مصيرهم النهائي دون خط رجعة فور ارتباطهم بجهاز الشاباك".


وبدأ الكاتب تحقيقه بإيراد نص من رسالة لأحد العملاء الذي ينحدر من إحدى قرى الضفة الغربية لمشغله الضابط الإسرائيلي يقول فيها: "اسمع أخي، أنت تعرف وضعي، تعاوني معك لم يتوقف عند حد معين، لقد عملت بإخلاص مع الدولة، وبقيت مخلصا لها، هناك فرق بيننا، أنا حكم عليه بالإعدام، وأنت لا".

 

 

"أحرقت نفسي من أجل إسرائيل"

 
ويضيف العميل برسالته: "أنت لم تخن دولتك، أما أنا فقد أحرقت نفسي من أجل إسرائيل، واليوم أعيش حياتي في خطر، أنت تعرف أني تجندت معكم بسبب ضغوطكم علي، لم يعد لدي خيارات، فقط ساعدني".


ويشير الكاتب إلى أن "هذه الرسالة لم يتلق عليها العميل الفلسطيني ردا من مشغله الإسرائيلي فقد خدم المخابرات الإسرائيلية 4 سنوات، وحين كشف أمره، وبات يدعى بين الفلسطينيين بالجاسوس، قضى 7 سنوات أخرى في السجن الفلسطيني بتهمة التعاون مع إسرائيل، وواجه تعذيبا شديدا من محققيه الفلسطينيين، وفور الإفراج عنه هرب لإسرائيل، ومضى على إقامته فيها 4 سنوات بتصريح مؤقت، لا يمكنه العمل أو الانضمام للتأمين الصحي أو قيادة سيارة، وقبل عامين استطاعت زوجته وطفلتاه الوصول إليه، وحصلوا جميعا على تصريح بالإقامة".


وأضاف: "خلال هذه الفترة يخوض هذا العميل نزاعا قضائيا في المحاكم الإسرائيلية للاعتراف به كأحد عملاء الدولة، والحصول على بطاقة هوية زرقاء، بعد أن بدأ عمله مع المخابرات الإسرائيلية في 2004، حين ألقت الشرطة العسكرية القبض عليه داخل إسرائيل وهو يعمل بدون الحصول على أوراق وتصاريح رسمية، وبعد أن ضربوه بشدة، عرضوا عليه العمل معهم، فوافق، وحينها أدرك أنه لا طريق للرجعة".


وينقل الكاتب الإسرائيلي عن العميل قوله: "عاونت الشاباك طيلة الوقت، سجلت نجاحات عملياتية كثيرة، وساعدت في اعتقال مسلحين فلسطينيين، أبلغت دائما عن خلايا مسلحة تنوي تنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل، بعض مهامي كانت شراء الأراضي الفلسطينية، ونقل ملكيتها للمستوطنين لبناء وحدات استيطانية عليها، ولدينا نحن الفلسطينيين أن من يبيع أرضا لليهود فهو خائن، ويحكم عيه بالإعدام وفق القانون".

 

"خطر ديموغرافي وأمني"


وينقل الكاتب عن المحامي الإسرائيلي هيرن رايخمان الذي يمثل العملاء أمام المحاكم الإسرائيلية في طلبات التعويض من الدولة، القول إن "جهاز الشاباك أقام في 1999 لجنة لحماية عملائه المعرضين للتهديد، تبحث في حالة كل عميل على حدة لتوفير إقامة له في إسرائيل إن تعرضت حياته للخطر في الأراضي الفلسطينية".


ويوضح المحامي أن "المعيار الأساسي لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية هو إدخال أقل عدد ممكن من الفلسطينيين داخل إسرائيل، لأنهم خطر ديموغرافي وأمني، والإشكالية أن الدولة لا تريد دفع ثمن الخدمات الأمنية التي يقدمها هؤلاء العملاء إليها، مع أنهم فرطوا في كل ما يملكون من أجل إسرائيل، تركوا خلفهم عائلاتهم وبيوتهم من أجل مساعدة إسرائيل في إحكام سيطرتها على المناطق الفلسطينية".


أما المدير السابق لمنظمة بيتسيلم لحقوق الإنسان يزهار بآير، فيقول إن "هناك عملاء يرتبطون بإسرائيل من منطلقات اقتصادية وتجارية، وبعضهم يعملون مقابل الحصول على المال، وآخرون تحت الابتزاز بعد ارتكاب مخالفة أو جناية، وبعضهم يصنفون مجرمين وتجار مخدرات ودعارة، ويمكن تصنيفهم جواسيس لأنهم يساهمون بإضعاف المجتمع الفلسطيني، ويوفرون البيئة المناسبة للتجسس والارتباط بإسرائيل".


وأضاف: "في لحظات اندلاع المقاومة الوطنية والانتفاضات يتم تنظيف الشوارع من هذه المظاهر السلبية، بقتلهم وسحلهم في الشوارع، ما يدب الخوف في نفوس باقي العملاء من تعرضهم لذات المصير".

 

"ليسوا مجرد أداة"


وأوضح: "حين يشعر العميل بأنه بات محروقا ومكشوفا، فإنه يكثر من الاتصال على مشغله الضابط الإسرائيلي، ما يسرع باعتقاله من الفلسطينيين، وفي بعض الأحيان يضطر الجيش لإرسال قوة لإنقاذه من اعتقال أو قتل محقق، لاسيما من قدموا خدمات أمنية جليلة للمخابرات، كالإبلاغ عن منفذي عمليات تفجيرية فلسطينية فأنقذ حياة عشرات اليهود، وتعتبره إسرائيل جنديا مخطوفا".


بدروه، يقول المحامي ميئخائيل تافلو الذي يترافع عن العملاء الفلسطينيين إن "بعض المشغلين الأمنيين الإسرائيليين لا يردون على هواتف العملاء الذين يتصلوا بهم، ولا يعودون يعترفون بهم، ما يجعلهم يشعرون بالخذلان من إسرائيل، وأن مشغليهم باعوهم بعد أن وعدوهم بالدفاع عنهم، وحمايتهم، لكنهم حين وقعوا وانكشفوا، تخلوا عنهم، وباتت حياتهم معرضة للخطر على مدار الساعة".


ويضيف: "هل معقول أن تمنح إسرائيل اللاجئين الأفارقة إقامات فيها، والعملاء الفلسطينيون من عرضوا حياتهم للخطر من أجلها تتخلى عنهم، رغم أنهم أنقذوا حياة آلاف اليهود؟ العملاء ليسوا مجرد أداة تستخدمها إسرائيل وقت الحاجة، ثم تلقي بهم، وتتخلى عنهم كما يحصل اليوم".




التعليقات (1)
عربي
الإثنين، 26-11-2018 02:41 م
ليعلم الناس حقيقة اليهود...اليهود هم الشعب الوحيد في العالم الذي لايحترم ايا كان .. ان لم يكن يهوديا ...والدروس عبر التاريخ كثيرة عن خيانة اليهود للعهود والمواثيق..وقد ذكرهم الله تعالى وذكر خياناتهم في كتابه الكريم ..وعدم احترامهم للمواثيق والعهود ..فليتعلم الذين يركضون وراء المصالحة مع اليهود ..او التطبيع ..او التعاون معهم... فاليهودي عندما يبتسم معك فانما يقول لك في نفسه...انتظر حتى اتمكن منك.