صحافة إسرائيلية

تحقيق سري بإسرائيل لمعرفة آلية كشف حماس لعملية خانيونس

مقاتلوا حماس اعترضوا قوة خاصة شرق خانيونس وقتلوا ضابطا وأصابوا آخر- تويتر
مقاتلوا حماس اعترضوا قوة خاصة شرق خانيونس وقتلوا ضابطا وأصابوا آخر- تويتر

كشفت صحيفة إسرائيلية، عن إجراءات وتحقيقات إسرائيلية سرية، تجري لمعرفة كيف تم كشف القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لشرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، ما تسبب بفشل العملية السرية التي لم يكشف عن طبيعتها.

وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نشرته للخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، طلبت الحصول على تقرير سري حول ظروف العملية الخاصة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة التي قتل فيها قبل نحو أسبوعين ضابطا وأصيب آخر في اشتباك مع عناصر حماس".

وأشارت إلى أنه  بمثل هذه الظروف يوجه الطلب، لوزير الحرب (بنيامين نتنياهو) أو رئيس هيئة أركان الجيش، "لتقديم توضيح محدد في منتدى مقلص، هو اللجنة الفرعية للاستخبارات التي يترأسها عضو الكنيست آفي ديختر"، منوهة أنه "حتى الآن لم يتم تقديم أي توضيح كهذا".

ومنذ اكتشاف مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، لعناصر المجموعة الإسرائيلية في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي بخان يونس، "فرضت إسرائيل تعتيما إعلاميا على ظروف الحادثة، وفي الجانب الفلسطيني تنشر تفاصيل كثيرة حول الملاحقة التي تجريها حماس وراء متورطين آخرين في العملية الإسرائيلية".

وذكرت أن "حماس تبذل الجهود، لمعرفة كيف تسللت القوة إلى عمق القطاع، في حين طلبت الرقابة العسكرية الإسرائيلية من وسائل الإعلام العبرية، عدم نشر الصور التي تقوم حماس بنشرها"، منوهة أن "الجيش أعلن بعد الحادثة أنه يجري تحقيقا داخليا حولها".

ونوهت أن العملية الفاشلة التي وقعت في خان يونس، هي "الحادثة الأولى على الأقل في العقد الأخير، التي تدعي فيها وسائل إعلام عربية بأنه تم الكشف عن نشاط استخباري سري وهام بالنسبة لإسرائيل، وهي المرة الوحيدة التي تصادق فيها إسرائيل بأن الأمر يتعلق بنشاط لها تم الكشف عنه".

وبينت أن هناك حادثتين سابقتين هما؛ "كشف شبكات تجسس متشعبة نسبت لإسرائيل في لبنان عام 2009، واغتيال القيادي بحماس محمود المبحوح في دبي عام 2010، التي في أعقابها قالت السلطات الإمارتية، بأن رجال الموساد كانوا متورطين في عملية الاغتيال".

 

اقرأ أيضا: هكذا حاولت قناة إسرائيلية فحص آلية عمل القسام لجمع المعلومات

وفي عمليات سابقة اعتبرت فشلا للاستخبارات الإسرائيلية، في الخمسينيات وما بعدها، "جرت تحقيقات داخلية في أذرع الاستخبارات ذات الصلة"، وفق الصحيفة التي كشفت أن مثل هذه "التحقيقات رافقتها صراعات قوى بين أذرع الاستخبارات المختلفة في إسرائيل، واتهامات متبادلة".

وتابعت: "ولأن مجتمع المخابرات الإسرائيلي، كله يرتبط بنشاطات مختلفة وراء الحدود، وفي أكثر من مرة دار الحديث عن عمليات مشتركة، يتوقع أن تكون هناك أهمية لتحقيقات مشتركة في العملية التي تعقدت وتشوشت".

وبسبب طبيعة العمليات الخاصة، فإن جهاز الأمن الإسرائيلي، "غير معني بإشراك الجمهور بمجريات التحقيقات، ومع ذلك هناك أهمية للرقابة الخارجية والبرلمانية على التحقيقات الداخلية عن طريق لجنة الخارجية والأمن".

وأوضحت أنه "لدى المستوى السياسي والأمني، تحفظ من إشراك جهات خارجية في نتائج التحقيقات، والتبرير الرسمي هو الخوف من الضرر الأمني، ولكن فعليا الأمر يتعلق أيضا بخوف المسؤولين من أن تلتصق بهم مسؤولية الفشل"، مشيرة إلى أن "هناك سلسلة طويلة من الأمور التي تحتاج لفحص عميق".

ومن بين تلك الأمور؛ "طريقة اتخاذ القرارات، ومصادقة المستوى السياسي بشأن تنفيذ العملية، في ذروة الجهود للتوصل إلى تسوية في القطاع، والأسباب التي أدت لكشف القوة الإسرائيلية، والتأثير المحتمل للتغييرات البنيوية التي جرت في السنوات الأخيرة على السيطرة والرقابة على العملية".

وفي المقابل، "فإن جهود حماس مستمرة من أجل حل لغز طبيعة العملية الإسرائيلية، واستخلاص الدروس"، بحسب "هآرتس"، التي زعمت أن "التورط الذي حدث شرق خان يونس، لن يؤدي لنهاية العمليات السرية الإسرائيلية في القطاع".

 

اقرأ أيضا: هذه دلالات كشف "القسام" عن هوية الوحدة الإسرائيلية السرية

ونبه إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي، "يقول إن نشاطات كهذه هي حيوية وتنفيذها سيستمر، من اللحظة التي سيتم فيها دراسة العبر من الحادثة الأخيرة"، مؤكدة أنه "سيكون لهذه الحادثة تداعيات، مثل حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سماء سوريا، والتي قيدت عمليا النشاط الإسرائيلي في سوريا".

التعليقات (0)