علوم وتكنولوجيا

هل نجحت تقنية التعرف على الوجه في الجانب الأمني؟

يعمل نظام هذه التقنية بوضعين؛ اكتشاف وتحديد- جيتي
يعمل نظام هذه التقنية بوضعين؛ اكتشاف وتحديد- جيتي

أجرت جامعة "كارديف" دراسة جديدة، كشفت فيها أن تقنية التعرف على الوجه التي تستخدمها الشرطة البريطانية تكافح من أجل التعرف على المشتبه بهم وهم يرتدون القبعات والنظارات أو يتواجدون في بيئة غير مناسبة لعملها.


وبحسب صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، فإن الدراسة أشارت أيضا إلى أن هذه التقنية يسهل خداعها حين يكون المشتبه به مرتديا قبعة، وأنها تواجه صعوبات في التعرف على الأشخاص في الحشود، وتحديد الأشياء سريعة الحركة، والتعامل مع المشتبه بهم الذين يظهرون في خلفية تكون إضاءتها خافتة.

 

ولفتت أيضا إلى أن نتيجة هذه الدراسة تأتي متزامنة مع المخاوف المتزايدة من التنقية، التي يعتبرها خصومها بأنها غير أخلاقية وغير عملية.

 

ويعمل نظام هذه التقنية بوضعين، اكتشاف وتحديد، تتم مطابقة بث مباشر للكاميرا مع قائمة محددة مسبقًا للمجرمين المعروفين في وضع "استكشاف"، وتتم مقارنة الصور الثابتة للأشخاص مجهولي الهوية التي تم التقاطها عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة بقاعدة بيانات الشرطة.

 

وتحقق الباحثون في جامعة "كارديف" البريطانية لمدة عام من استخدام شرطة جنوب ويلز للأحداث الرياضية في التعرف على الوجه، وأعطت التقنية في وضع التحديد نتيجة إيجابية حقيقية 26 في المئة، بينما أعطت 50 في المئة نتيجة إيجابية كاذبة.

 

وأيضا تجمدت التقنية نوعا ما، وتأخرت في إعطاء النتيجة، حينما يكون هناك زحام شديد، كما وجدت الدراسة أن الملحقات، مثل النظارات والقبعات، قللت من دقتها.

 

نهم شديد في الطلب عليها

 

من ناحيته، شكك الخبير الأمني رائد سمور في هذه الدراسة، قائلا: "يبدو أنها قامت على أساس أكاديمي بحت وليس أمنيا".

 

وتابع سمور في حديث لـ"عربي21: "ولتأكيد عدم صحة هذه الدراسة، لا بد من الإشارة إلى أن هذه التقنية صناعة صهيونية بحتة، وتم تطويرها من قبل وحدة 8200 بالموساد، وصانعوها يمنعون وصولها لدول معادية بالنسبة لهم كإيران وسوريا والعراق، بالتالي هذا الأمر دليل مبدئي على أنها تعمل بشكل جيد".

 

وعبر عن "قناعته بأن هذه الدراسة لن تؤثر على رغبة الدول باقتناء تقنية التعرف على الوجه، بل على العكس هناك نهم شديد في طلبها".

 

وحول دقة التقنية، نفى سمور أن "تكون نسبتها كما قالت الدراسة، بل على العكس تصل نسبة نتيجة التطابق الإيجابي الحقيقي فيها لـ95 في المئة، وهي أصلا مستخدمة في "فيسبوك" حتى يجمعوا أكبر قدر ممكن من قاعدة البيانات، فهم أخذوا من خلالها خرائط الوجوه، ومثال على دقتها أيضا حين يفعل المستخدم هذه التقنية في "فيسبوك"، يقوم الموقع بالإشارة له في حال ظهرت صورته في أي صفحة عليه".

 

وتابع: "أما بالنسبة لقول الدراسة بأنها تفشل بتحديد الشخص الذي يلبس قبعة، فهذا خطأ، لأنه طالما ظهرت معالم وجهه فيكون من السهولة تحديد هويته، ونسبة الخطأ هنا تكون قليلة جدا".

 

وأضاف مستدركا بالقول: "لكن، بالمقابل هناك نقطة لم تذكرها الدراسة، وهي أنه يمكن ألّا تتعرف هذه التقنية على الشخص في حال كان الوجه مشوها، إما بحروق أو بندب نتيجة لتفجير أو عمليات بالوجه، أو في حالة التوائم".

 

وتابع: "وأيضا مسألة الشعر إذا كان طويلا أو يغطي الوجه عندها لا يمكنه قراءة نقاط الوجه بشكل دقيق، وتعمل عملية إرباك في التعرف على الوجه، ولكن بالمحصلة نسبة الدقة في هذه التقنية تقريبا 95 في المئة، ولا يمكن أن تؤدي لاعتقال شخص بريء".

 

وأكد أن التقنية لم يثبت فشلها، فهي الآن مستخدمة في المطارات والطرق، ويتم استخدامها أيضا أمنيا لمحاربة ما يسمى "الإرهاب"، وفور مرور شخص من أمامها تعطي نتيجة تكشف كل بياناته المخزنة".

 

ونقلت الصحيفة عن "ريتشارد لويس" نائب رئيس شرطة جنوب ويلز قوله: "كان من المناسب أن نشارك في التقييم المستقل لاستخدامنا لتقنية التعرف على الوجه في أعمال الشرطة".

 

وأضاف: "لقد تعلمنا الكثير عن التكنولوجيا خلال فترة التقييم، وقدرتها على المساعدة في منع وكشف الجرائم الخطيرة في كثير من الأحيان، إلى جانب كيفية مساعدة ضباطنا في دعم الضعفاء".


وأكد أن الشرطة لا تزال "ملتزمة" بالاستخدام المستمر لهذه التكنولوجيا لحماية الجمهور.

التعليقات (0)