صحافة إسرائيلية

هآرتس: هكذا تنتقل بؤرة الصراع بين إسرائيل وإيران إلى لبنان

قال الخبير الإسرائيلي إن "إيران غيرت التكتيك وهي تنقل كل شيء إلى لبنان"- أ ف ب
قال الخبير الإسرائيلي إن "إيران غيرت التكتيك وهي تنقل كل شيء إلى لبنان"- أ ف ب

كشفت صحيفة عبرية الأحد، أن ما "يقلق" إسرائيل، هو انتقال بؤرة الصراع مع إيران، إلى لبنان التي تشهد في الفترة الحالية العديد من التغييرات على البنية العسكرية التابعة لحزب الله اللبناني.


وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "الحادثة التي وقعت في سماء سوريا مساء الخميس، هي حدث صغير نسبيا؛ ولم تصب الدفاعات الجوية السورية أي طائرة اسرائيلية أو أي صاروخ إسرائيلي، كما أنه لم يصدر من سوريا أي تقرير موثوق عن أضرار تسبب بها الهجوم الإسرائيلي، وحتى روسيا لم تهتم إطلاقا بالإدانة أو التطرق بصورة رسمية للحادثة".


وذكرت أن الحادثة وقعت بعد ساعات من تصريح استثنائي لرئيس المخابرات السابق الجنرال (احتياط) عاموس يادلين؛ وهو الذي يرأس اليوم معهد بحوث الأمن القومي، حيث أوضح في تصريح له أنه "في الأسابيع الأخيرة حدث تغيير في سلوك إيران في المنطقة".

 

إيران غيرت التكتيك


وأضاف يادلين أن "الروس الغاضبين منا ويديرون ظهرهم لنا، أقدر أنهم نقلوا رسائل شديدة أيضا للإيرانيين، مفادها؛ أنه بتمركزهم العسكري وبمصانع الصواريخ في سوريا هم يتسببون بالضرر لمحاولة الاستقرار في سوريا"، مؤكدا أن "سوريا غير مستقرة لا تلائم الروس".


وزعم الجنرال، أن "الهجمات الإسرائيلية انخفضت تقريبا إلى الصفر"، مرجعا ذلك إلى أن "إيران غيرت التكتيك وهي تنقل كل شيء إلى لبنان".

 

اقرأ أيضا: هآرتس: عيون إسرائيل على لبنان بوقت تتقاتل فيه الرياض وطهران


ونوهت الصحيفة، أنه "بسبب التغييرات التي فرضتها روسيا، فإن معظم الصراع بين إسرائيل وإيران انتقل لدولة أخرى"، مؤكدة أن "إسرائيل قلقة من جهود إيران وحزب الله لإقامة خطوط إنتاج للسلاح الدقيق في لبنان".


وزعمت أنه "في جزء من الطلعات الجوية المتواترة؛ من طهران لبيروت يتم تهريب هذه الوسائل القتالية جوا، بدلا من الانتقال على الأرض عبر سوريا"، مضيفة أنه "هكذا يتراكم في لبنان عدد من التغييرات التي تشغل متخذي القرارات في إسرائيل".


وذكرت أن من بين تلك التغييرات، "محاولة إقامة مصانع سلاح دقيقة؛ واهتمام روسي متزايد بسوريا، بعد استكمال تعزيز المظلة الجوية لنظام مضادات الطائرات الروسية؛ وعودة جزء من مقاتلي حزب إلى لبنان وتغير في انتشارهم هناك؛ إضافة لاستمرار تحسين العائق الإسرائيلي في أجزاء على الحدود مع لبنان، والذي سيصل قريبا للمناطق المختلف عليها بين الطرفين، قرب رأس الناقورة ومنطقة المنارة".

 

مخططات إسرائيل


ونبهت أن "إسرائيل تنوي مواصلة بناء العائق والجدار هناك رغم التحذيرات اللبنانية"، مشككة بأن "حزب الله يريد الآن حربا مع إسرائيل، ولكن شحذ القدرات الهجومية لحزب الله في الحرب الأهلية السورية ومع عودة جزء من وحداته إلى لبنان يقلق الجيش الإسرائيلي".


وفي الأمر ذاته، "يتزايد الشك في الجانب اللبناني بخصوص مخططات إسرائيل، التي تترجم لتهديدات ضدها، فحزب الله نشر في نهاية الأسبوع فيلما قصيرا تهديديا، تظهر فيه صور جوية لمواقع إسرائيلية داخلية؛ وكتب بالعبرية: "إذا تجرأتم على الهجوم فستندمون".


وفي المقابل، رد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، بصورة بالعربية في الشبكات الاجتماعية: "من يعيش في بيت من الزجاج عليه عدم إلقاء الحجارة على الناس"، وهي جملة مقتبسة من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.


ورأت "هآرتس"، أن "كل هذه الأقوال أدلي بها بعد أسبوعين من خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث حذر من فترة أمنية عاصفة، نجحت حقا، في إبقاء وزراء حزب "البيت اليهودي" في الحكومة، بعد استقالة حزب "إسرائيل بيتنا"، ولكنها أثارت تساؤلات بخصوص نوايا هجومية محتملة لإسرائيل".


وبشأن موقف نتنياهو من حركة "حماس"، ادعت أن نتنياهو "يريد الامتناع بقدر الإمكان عن حرب مع حماس، لذا فإنه وجه معظم الاهتمام لحزب الله"، مشيرة أنه تمت "المصادقة على تمديد فترة ولاية رئيس الأركان غادي آيزنكوت بأسبوعين، أكثر من المخطط له، حتى منتصف شهر كانون الثاني".


واستبعدت أن إطالة فترة رئيس الاركان بأسبوعين فقط، "بسبب حدوث حرب؛ فمن المعقول أنه لو خطط لحرب كهذه فإن الجيش لم يكن ليعلن أي شيء عن إطالة فترة ولاية آيزنكوت"، وفق قوله.


واعتبرت أن "التفسير الأكثر معقولية؛ أنه حقا يتوقع مجيء فترة متوترة، على خلفية التغييرات في الشمال وجهود التسلح لحزب الله، ولكن ما زال لا يوجد هنا عملية حتمية تقود بالضرورة إلى حرب".

التعليقات (0)