ملفات وتقارير

لماذا ترفض حركة فتح إدانة حماس في الأمم المتحدة؟

الجمعية العامة تصوت الخميس المقبل على مشروع قرار أمريكي ضد حماس- جيتي
الجمعية العامة تصوت الخميس المقبل على مشروع قرار أمريكي ضد حماس- جيتي

بشكل لافت عبرت قيادات في حركة فتح والسلطة الفلسطينية عن إدانتها لمشروع القرار الأمريكي المرتقب في الأمم المتحدة لإدانة حركة حماس، ووصفها بالإرهابية، بزعم إطلاقها لقذائف صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية في جولات العدوان على قطاع غزة.

ومن أبرز المواقف ما كشف عنه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، لإذاعة صوت فلسطين بأن القيادة الفلسطينية تخوض معركة العمر في الأمم المتحدة لمنع تجريم الإدارة الأمريكية لحركة حماس واعتبارها حركة إرهابية، وأن حماس ستبقى حركة فلسطينية نتفق أو نختلف معها.

أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد فقال في تصريح سابق لـ"عربي21" إن رئيس السلطة الفلسطينية أصدر توجيهاته للسفير الفلسطيني بالأمم المتحدة للعمل من أجل إحباط المشروع الأمريكي المرتقب، لتجريم النضال والكفاح الفلسطيني.

وكان لافتا إصرار حركة فتح على إدانة مشروع القرار الأممي، رغم أن رئيس السلطة محمود عباس كان قد توعد حركة حماس في خطابه أمام الجمعية العامة في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، بخطوات قاسية من بينها إخلاء مسؤولية السلطة تجاه قطاع غزة وإعطاء الحركة الفرصة الأخيرة لإتمام المصالحة وفقا لاتفاق القاهرة 2017.

استغلال الخلافات

وفي السياق ذاته، أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصر الله، أن "مواقف السلطة وحركة فتح تجاه حركة حماس لا تعبر عن تناقض في تفاصيلها، نحن نختلف مع حركة حماس بشأن الكثير من القضايا الداخلية، ولكن نرفض بالوقت ذاته أن يستغل أي من الأطراف الدولية أو الإقليمية هذا الخلاف لتجريم أو شيطنة الآخر، بدعوى إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية والتي كان هدفها الدفاع عن النفس، وليس القتل المتعمد الذي تمارسه إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: الأحمد: نعمل لإحباط مشروع القرار الأمريكي ضد "حماس"

وأضاف نصر الله في حديث لـ"عربي21" أن "السبب الآخر الذي دفعنا لرفض هذا القرار، أن الصيغة الأمريكية تدين المقاومة الفلسطينية وتجرمها، في حين أن حركة فتح ليست بعيدة عن أن تشملها هذه الإدانة من مجلس الأمن بدليل أن لدى الحركة العشرات من العناصر في غزة ممن شاركوا وساهموا في دعم المقاومة لوجستيا وميدانيا".

وأكد نصر الله أن "الشعب الفلسطيني برمته يتعرض لمؤامرة تقودها الإدارة الأمريكية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، ونحن نستشعر الخطر من أن يكون هذا القرار مقدمة لخطوات أخرى تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه من أي هجوم أو عدوان إسرائيلي يستهدف الضفة الغربية أو قطاع غزة".

وشدد نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي، يحيى موسى، في حديث لـ"عربي21" على أن "حماس تثمن موقف حركة فتح الرافض لمشروع القرار الأمريكي، وندعوها لتأكيد هذا الموقف بخطوات عملية تستهدف تذليل الموانع التي تعترض طريق إتمام المصالحة الوطنية".

وبالنظر لتطورات المشهد في الأشهر الأخيرة فقد أبدت حماس تأييدها للكثير من القضايا التي تخص السلطة الفلسطينية، كان من بينها إدانتها للقرار الأمريكي بإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن في 10 أيلول/ سبتمبر الماضي، وعبرت الحركة عن رفضها لحملة الاعتقالات الأخيرة التي نفذها جيش الاحتلال بحق قيادات حركة فتح في القدس والتي شملت اعتقال محافظ المدينة عدنان غيث.

من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم، أن "بافتراض حسن النية فموقف حركة فتح يمكن أن يفهم في مسارين، الأول أن الحركة أدركت متأخرة أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى الحصول على موقف أممي يدين أعمال العنف التي تتبناها الفصائل الفلسطينية، وهو ما يمهد الطريق أمام إدانة حركة فتح في أي نشاطات سلمية قد تستهدف الجانب الإسرائيلي والمقصود هنا المظاهرات السلمية أو اعتقال مسربي العقارات".

 

اقرأ أيضا: ما قانونية مشروع قرار أمريكي لإدانة حركة حماس.. وماذا وراءه؟

تفوق أخلاقي

وأضاف قاسم لـ"عربي21" "المسار الثاني الذي يقف خلف تبني هذا الموقف، هو أن حركة فتح شعرت بتفوق أخلاقي لحركة حماس تجاه ما تتعرض له منظمة التحرير أو السلطة من هجوم أمريكي وإسرائيلي غير مسبوق، لذلك فهي محاولة لتحقيق توازن في المواقف المشرفة أمام الشارع الفلسطيني أو الدول الإقليمية".

من جانب آخر اعتبر وكيل وزارة الخارجية الأسبق، محمود العجرمي، أن "السلطة الفلسطينية تدرك أن حركة حماس تمثل النسبة الكبرى من الشارع الفلسطيني، وقد ظهر ذلك بإشادة الجمهور في قدرة المقاومة على تحقيق التوازن في قوة الردع مع إسرائيل في العدوان الأخير على غزة".

وأضاف العجرمي لـ"عربي21" أنه بالإضافة لذلك "لا ترغب السلطة في أن تظهر بموقف المهتز أو المتواطئ مع إسرائيل لتجريم حق أقرته المواثيق الأممية والدولية وهو الدفاع عن النفس ضد أي اعتداء خارجي".

التعليقات (0)