ملفات وتقارير

خطة جديدة بشمال سيناء للسيطرة على الوضع الأمني.. تفاصيل

خبير سيناوي شكك في جدية هذه التسهيلات وقال إنها تتناقض مع حقيقة ما يجري- جيتي
خبير سيناوي شكك في جدية هذه التسهيلات وقال إنها تتناقض مع حقيقة ما يجري- جيتي

بدأت سلطات الانقلاب في مصر خلال الأيام القليلة الماضية بتخفيف الحصار المطبق الذي تفرضه على محافظة شمال سيناء، وخصوصا مدينة الشيخ زويد التي تبعد نحو 15 كيلومترا من الحدود مع قطاع غزة، في إطار خطة جديدة للسيطرة على الأوضاع الأمنية.

وللمرة الأولى منذ 4 سنوات، وافقت الحكومة على إدخال المواد الغذائية الأساسية، ومواد البناء، ومستلزمات وبضائع للمحال التجارية، وسمحت للمواطنين بالتحرك من وإلى المدينة، فيما أعادت فتح المدارس، وأمرت بانتظام العملية التعليمية، بحسب مصدر تحدث لـ"عربي21".


وسمح محافظ شمال سيناء عبد الفضيل شوشة، باستئناف مشارع بنى تحتية في المدينة كانت قد توقفت بفعل الحملات الأمنية التي يواصل الجيش المصري تنفيذها في شمال سيناء، وتحديدا في رفح والشيخ زويد. 

وكان لافتا إعلان السلطات السماح باستبدل خطوط الكهرباء القديمة في المدينة خاصة الخط 22 القادم من شرق العريش، الذي مضى على تمديده عشرات السنوات دون أن يشهد أي تجديد أو صيانة، فيما سيجري أيضا تنفيذ مشارع لإضاءة للطرق الرئيسية المؤدية للمدينة.

وكشف مصدر قبلي لـ"عربي21" أن ضباطا يتبعون الجيش الثاني الميداني الذي يعمل في سيناء، أبلغوا شيوخ العشائر بهذه التسهيلات، وطلبوا منهم حثّ أبنائهم على العودة إلى الشيخ زويد، بشرط التعاون مع الجيش في عملياته المتواصلة ضد تنظيم ولاية سيناء.


ولفت المصدر الذي فضل عدم كشف هويته، إلى أن الجيش وصل لقناعة مفادها أن عملياته في شمال سيناء لا تعطي النتائج المطلوبة، وخاصة في مدينة الشيخ زويد التي لا زالت تشهد هجمات لتنظيم ولاية سيناء، وتحديدا في قرى غرب المدينة، ولذلك فإنه يسعى لاستمالة سكان المدينة و"توريطهم" في هذه الحرب، من بوابة تخفيف الحصار، والسماح بحركة الدخول والخروج من المدينة.

وأضاف: "الشيخ زويد تشهد هجمات ارتفعت حدتها خلال الفترة الأخيرة، لكن الإعلام لا ينقل شيئا عنها  بسبب تشديد القبضة الأمنية في المدينة، ولأن الجيش المصري يشعر بخيبة أمل من جدوى عملياته العسكرية، ويحاول تجربة طرق جديدة للسيطرة على الوضع هناك منها إطلاق جملة من التسهيلات".


ودفعت العمليات العسكرية المتواصلة التي ينفذها الجيش المصري منذ انقلاب الثالث من حزيران/ يونيو 2013 آلاف المواطنين من سكان مدينتي رفح والشيخ زويد إلى ترك منازلهم، بسبب الملاحقات الأمنية وعمليات القتل والاعتقال التي تعرضوا لها تحت ذريعة "الحرب على الإرهاب".

 

اقرأ أيضا: خيبة أمل إسرائيلية من إخفاق مصر بمواجهة مسلحي سيناء

ولجأ أهالي رفح والشيخ زويد إلى مدن العريش وبئر العبد، فيما استقر قسم كبير منهم في مدن القناة أو داخل المدن الكبيرة، أملا في الحصول على الأمن.

الخبير في شؤون سيناء أبو الفاتح الأخرسي، قال إن ما يتم الاعلان عنه من إجراءات حكومية للتخفيف عن المواطنين في شمال سيناء لا وجود له على أرض الواقع، حيث لا زالت حالة النزوح مستمرة من رفح والشيخ زويد وبعض مناطق العريش؛ هربا من الإجراءات التعسفية الصعبة التي ينفذها الجيش هناك.

وقال الأخرسي لـ"عربي21"، إن تشديدات كبيرة جدا ما زالت تمارس على حركة الدخول والخروج من وإلى شمال سيناء، "حيث ترسخ السلطة الحاكمة في مصر حالة من العداء مع الأهالي خلافا لما يجري إعلانه عبر القنوات الرسمية".


وعن التسهيلات المعلنة قال: "هذه التسهيلات خاصة بشيوخ قبائل وبعض العشائر من الذين يتعاونون مع الجيش، ويقدمون له المعلومات، وهؤلاء فئة منبوذة في سيناء وتلاحقهم تهم العمل في تهريب الممنوعات وهم أصحاب مصالح خاصة يتحركون للدفاع عنها ورعايتها، أما باقي المواطنين في سيناء فهم ملاحقون ولا يتحصلون على أي تسهيلات تذكر".


وزاد الأخرسي بقوله: "حتى أهل سيناء ممن هجروا إلى داخل محافظات الدلتا سواء في الإسماعيلية أو البحيرة أو مدن القناة، فإنهم يتعرضون للملاحقة وممارسة التمييز على الهوية، من قبل الإدارات المحلية وقوى الأمن، ومجرد حملهم لهوية سيناء يعد سببا كافيا لاعتقالهم". 

ولفت الخبير السيناوي إلى أن عمليات المسلحين ضد الجيش شهدت تصاعدا ملحوظا في الفترة الأخيرة حتى في قلب مدينة رفح التي تكاد تخلو من السكان، والتي شهدت هجمات مؤخرا قتل فيها جنود "الأمر الذي يعكس حالة فشل كاملة من الدولة تجاه الحالة المسلحة في شمال سيناء".

وكان الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان قال، إن "خيبة أمل إسرائيلية كبيرة من أداء الجيش والمخابرات المصريين في سيناء؛ لأنهما لم ينجحا حتى الآن في استئصال قوات تنظيم الدولة في شبه الجزيرة، رغم المساعدات الإسرائيلية المقدمة إلى مصر، مع تقديرات استخبارية إسرائيلية بأن عدد الجهاديين هناك بلغ ألفي مقاتل".

وأضاف يوسي ميلمان في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تشكو من عدم قدرة الجيش المصري على إيقاع الهزيمة بداعش، وتواجه صعوبات في تحقيق ذلك، رغم ما تحظى به أجهزة المخابرات المصرية وقواتها المسلحة من مساعدات هائلة من نظيراتها الغربية، ومن إسرائيل، لكن السلطات المصرية لم تنجح بعد في إنجاز مهمتها".

 

اقرأ أيضا: ما دلالة إصدار ولاية سيناء.. ولماذا فشلت عملية السيسي زمنيا؟
 
وأوضح ميلمان، وثيق الصلة بالمخابرات الإسرائيلية، أنه "سمع بداية هذا العام من أوساط أمنية إسرائيلية أن الجيش المصري سيتمكن حتى أواخر 2018 من القضاء على شأفة الجماعات المسلحة في سيناء، لكن من الواضح أن ذلك لن يحدث، رغم أن نظام السيسي حقق عدة إنجازات عسكرية ضد المجموعات المسلحة المتركزة بصورة واضحة شمال سيناء في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش".

التعليقات (0)