سياسة عربية

بعد إعلان أردوغان.. هل يحتك الأتراك والأمريكان شرق الفرات؟

أردوغان قال إن الحملة العسكرية ستبدأ خلال أيام- جيتي
أردوغان قال إن الحملة العسكرية ستبدأ خلال أيام- جيتي

حسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجدل بشأن تنفيذ عملية عسكرية، ضد الوحدات الكردية المتواجدة شرق نهر الفرات، والتي تراها أنقرة تهديدا لحدودها وأمنها القومي.

وأعلن أردوغان اليوم خلال كلمة له، في قمة الصناعات الدفاعية التركية، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، إطلاق حملة عسكرية ضد الوحدات الكردية، "لتخليص منطقة شرق الفرات من الإرهاب".

وتسيطر على المناطق التي تحدث عنها الرئيس التركي قوات "سوريا الديمقراطية"، التي تصنفها أنقرة منظمة إرهابية، لكن القوات الأمريكية تحتفظ بالعديد من النقاط في المنطقة فضلا عن إنشائها مؤخرا العديد من نقاط المراقبة، لـ"تهدئة" المخاوف التركية من تحركات الوحدات الكردية، بحسب تصريحات أمريكية.

 

إقرأ أيضا: مصدر عسكري لـ"عربي21": عملية شرق الفرات تبدأ بهذا الموعد


وتثار تساؤلات بشأن كيفية تعامل الجانب التركي، مع الوجود الأمريكي المتركز في شرق الفرات، في حال بدأ التقدم العسكري والمعارك مع الوحدات الكردية، لإخراجها من المنطقة.

 

إشارات مشتركة


الباحث والمحلل السياسي الدكتور ياسر النجار قال: "إن مجموعة من المعطيات خلال الأيام القليلة الماضية، أشارت لوجود تفاهم من نوع ما بين الجانبين التركي والأمريكي، بشأن التحرك شرق الفرات".

وأوضح النجار لـ"عربي21" أن المبعوث الأمريكي لسوريا، جيمس جيفري عقد لقاءات هامة في أنقرة، خلال الأيام القليلة الماضية، بالإضافة لمشاركة رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، بعدة لقاءات في واشنطن، وهناك إشارات لتنسيق العمليات في المنطقة بما يخدم مصالح الطرفين.

وأشار إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين كبيرة، رغم ما شابها خلال الفترة الماضية من اختلافات على طريقة التحرك، في سوريا وتحالف واشنطن مع الوحدات الكردية لمواجهة تنظيم الدولة.

ولفت النجار إلى أن اللقاءات، ربما أسفرت عن تفاهمات تتعلق بعملية عسكرية، وكيفية تجنب المناطق التي يتواجد بها العسكريون الأمريكان.

وأضاف: "قوات قسد عمدت خلال الفترة الماضية إلى رفع الأعلام الأمريكية على مقراتها، في بعض المناطق رغم عدم وجود الأمريكان فيها، وهذا الأمر من المؤكد أنه جرى بحثه لتجنب سوء الفهم، أو التداخل خلال العمليات العسكرية المقبلة".

وقال النجار: "الولايات المتحدة لم تشرك المجموعات الكردية على المطلق في أي مباحثات سياسية، في جنيف ولا حتى غيرها في أستانة، ولم تقدم لهم وعود قانونية أو سياسية بشأن وضع دائم بسوريأ".

 

انسحاب تمهيدي


من جانبه استبعد الخبير العسكري، العميد الركن صبحي ناظم توفيق، أن يشكل الوجود الأمريكي شرق الفرات، عائقا أمام القوات التركية في حملتها العسكرية المقبلة ضد الوحدات الكردية.

وقال توفيق لـ"عربي21": إن "التواجد العسكرية شرق الفرات عبارة عن مستشارين وخبراء، ولا نتحدث عن قطعات عسكرية ماسكة للأرض"، نافيا وجود "مخاوف من أن تطال الضربات القوات المتواجدة".

وأشار إلى أن العمليات العسكرية من هذا النوع "تتم في ظل تنسيق بين الأطراف الموجودة، خاصة أن أنقرة وواشنطن عضوان بحلف الناتو وهناك حركة مشتركة في محيط منبج حاليا، عبر الدوريات المشتركة".

ورجح الخبير العسكري أن يسبق العملية التركية، انسحاب للمستشارين الأمريكيين، من تلك المناطق تمهيدا لتقدم القوات التركية وتجنب وقوع خسائر في صفوفهم.

وعلى صعيد العمل العسكري المتوقع، قال توفيق: إن "العملية من المرجح أن تبدأ من منطقة تل أبيض، وتتوسع فيما بعد باتجاه باقي المناطق ما يعطي الأفضلية للقوات التركية، في العديد من الجوانب".

 

إقرأ أيضا: يني شفق تكشف: تحركات عسكرية إمارتية سعودية شرق الفرات

 

وأضاف: "التحرك باتجاه تل أبيض وكوباني يقطع الطريق على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية باتجاههما، ويدفع للانسحاب تجاه الرقة التي بمقدورها استيعاب أعداد كبيرة من المقاتلين، المنسحبين من المعارك ويوفر لتركيا بقاءهم بعيدا عن حدودها مسافة كبيرة".

وتابع الخبير العسكري: "فيما لو اقتحمت القوات التركية المنطقة ونجحت بالوصول إلى ملتقى طرق شرقوق وخريجة، عبر تل أبيض ستقطع خط المواصلات والإمدادات على القوات الكردية، في مناطق شرق وغرب الفرات بآن واحد".

لكنه في المقابل حذر من أن العملية قد تطول لعدة شهور، "نظرا للعديد من الاعتبارات لدى الجانب التركي، منها المحافظة على بنية الألوية والقصبات والمناطق المأهولة والابتعاد عن المدنيين قدر الإمكان، كما حصل في عفرين وجرابلس وغيرها، خلال درع الفرات وغصن الزيتون".

وقال توفيق: "المعركة ستواجه غالبا باستماتة من قبل الوحدات الكردية خاصة في عين العرب التي تعد مدينة مقدسة لديهم في ظل دفعهم فاتورة دم كبيرة لإخراج تنظيم الدولة منها".

0
التعليقات (0)