صحافة إسرائيلية

هكذا علقت صحافة الاحتلال على عمليات الضفة.. "قنبلة موقوتة"

قيادة جيش الاحتلال متخوفة من موجة عمليات جديدة في الضفة- جيتي
قيادة جيش الاحتلال متخوفة من موجة عمليات جديدة في الضفة- جيتي

تناولت الصحافة العبرية بشكل موسع، موجة العمليات والأحداث التي هزت الضفة الغربية المحتلة، والتي وقعت عقب اغتيال الاحتلال للمطارد أشرف نعالوة منفذ عملية "بركان"، وللمقاوم صالح البرغوثي منفذ علمية إطلاق النار قرب مستوطنة "عوفرا".

"يديعوت"

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقال بعنوان "كيف تُمنع انتفاضة" كتبه كبير المعلقين في الصحيفة ناحوم برنياع، أن "سلسلة عمليات إطلاق النار في منطقة عوفرا مقلقة"، مؤكدة أن "التقديرات التي تدل على أن حماس فشلت في ربط مؤيديها بالضفة بالحملة التي تخوضها على الجدار في غزة كانت سابقة لأوانها".

ورأت أن "النار انطفأت في غزة واشتعلت في الضفة"، منوهة إلى أن هناك "ترددا إسرائيليا لدى الخبراء؛ هل تبشر هذه العمليات بانتفاضة جديدة أم إنها ظاهرة عابرة".

وشددت على أن السؤال الذي يجب على المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر "الكابينت"، أن يجيب عنه هو: "ما العمل لمنع انتفاضة جديدة؟"، موضحة أن هناك "مدرستين متعارضتين في التعامل مع هذه المسألة، الأولى؛ تؤمن بالعقاب الجماعي، والثانية؛ تؤمن بالفصل بين منفذي العمليات والسكان".

وذكرت أن "الحكومات الإسرائيلية، وجدت صعوبة في أن تقرر ما هي الطريقة الأنجع؛ فاليمين يدفع نحو العقاب الجماعي، والجيش والمخابرات الإسرائيلية يفضلان التطبيع"، معتبرة أن المسارات التي اتخذتها تلك الحكومات لعلاج هذا الأمر، "كان التفكير فيه؛ سياسيا حزبيا، وليس أمنيا".

ونوهت "يديعوت"، إلى أن "هدف إسرائيل هو تخليد الوضع القائم؛ حكم ضعيف لفتح في رام الله، وحكم ضعيف لحماس في غزة، وتغذية العداء بينهما"، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية "تواصل التعاون مع الجيش والمخابرات الإسرائيلية في مكافحة العمليات، وبتعليمات من محمود عباس (رئيس السلطة)".

وأضافت: "هذا التعاون أدى إلى إحباط 400 عملية في الضفة عام 2017، وعليه فإن من يعتقد أنه كان يمكن الوصول إلى هذا الإنجاز دون مساعدة السلطة، فهو يعيش في فيلم"، معتبرة أن كل ما يفعله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الضفة من إجراءات "لن يخفض لسنتمتر واحد مستوى الهجمات".

"هآرتس"

من جانبها، تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال لمعلقها العسكري عاموس هرئيل، عن "قلق" يسود قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، موضحة أن ملخص حديث ضابط إسرائيلي "متميز" غلب على صوته "القلق"، يؤكد أن "الضفة على شفا موجة عنف أخرى".

واعتبرت أن "القدرة على إنهاء هذا التوجه في الأيام القادمة قبل أن ينتشر، ترتبط بالأساس بأداء الجيش على الأرض، والصورة التي ستنتهي فيها الأحداث القادمة، من شأنها أن تؤدي في أعقابه إلى موجة من محاولات التقليد"، زاعمة أن "عمليات إطلاق النار الكثيرة، هي في أحيان كثيرة أمر يتعلق بسرعة الرد وبالقليل من الحظ".

 

اقرأ أيضا: دعوات إسرائيلية لتجديد الاغتيالات ردا على عمليات الضفة الغربية

وذكرت الصحيفة، أن التقدير الإسرائيلي بشأن أشرف نعالوة، وصالح البرغوثي، أنهما "كان ينويان تنفيذ عمليات أخرى قريبا، في الوقت الذي سجل فيه ارتفاع في علميات إطلاق النار بالضفة خلال الأسابيع الأخيرة".

ونبهت إلى أن "هذه العمليات تعكس زيادة لظاهرة وسيطة من الصعب على قوات الجيش مواجهتها"، موضحة أن هذه الظاهرة؛ هي "هجين" بين العمليات المنظمة والفردية.

وبين أنها "خلايا محلية على الأغلب بدون انتماء أيديولوجي معلن، تنتظم على قاعدة المعرفة الشخصية أو العائلية، وهذه الخلايا مسؤولة عن جزء من العمليات الأخيرة، كما ظهرت حالات فيها يتجند محيط المخرب بعد العملية لتوفير ملجأ له (مثل ما حصل مع الشهيد نعالوة)"، مشيرة إلى أن "الخطر الأساس حول ما يحدث في الضفة في هذه الأيام يتعلق بسلوك حماس".

"معاريف"

صحيفة "معاريف" العبرية، وفي مقال للكاتب الإسرائيلي آفي بنيهو، بعنوان "قنبلة موقوتة"، تساءلت: "هل نحن على شفا انتفاضة عنيفة في المناطق؟"، موضحة أن موجات العملية التي ضربت في الضفة، "تدل على ميل تجدد العمليات، وفي هذه المرة ليس بالسكاكين (عمليات الطعن)".

ونبهت أن "شبكات المهاجمين، التي تبلورت وبدأت تعمل في الضفة تتحدى جهاز الأمن الإسرائيلي، الذي من مهمته الآن حشد الجهود الاستخبارية والعملياتية الهائلة لإحباطها، ومنع دورة أخرى من الانتفاضة العنيفة التي من شأنها أن تؤثر سلبا على سياقات وميول إيجابية لإسرائيل في الشرق الأوسط".

وفي الوقت الذي تعمل فيه "إسرائيل" في الشمال والجنوب، "لفتت الأنظار إلى سلسلة العمليات التي وقعت في الضفة، سواء التي قام بها أفراد أو شبكات أو خلايا تعمل في المناطق المختلفة"، مشيرة إلى تصريحات رئيس الأركان جادي آيزنكوت، ورئيس جهاز "الشاباك" نداف أرغمان، حيث "حذرا على حد سواء، من الواقع المخادع، ومن أن المناطق هي قنبلة موقوتة؛ من المتوقع أن يكون فيها واقع أمني مركب، عنيف ومثير للتحدي".

وشددت الصحيفة، على أنه يتوجب على "الجيش والمخابرات خوض حرب إبادة ضد المهاجمين، بالتعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية، كما أن على القيادة السياسية أن تجند الرؤيا وتسعى لحل على المدى المتوسط والبعيد"، مؤكدة أن "كل شيء آخر هو دس للرأس في الرمال، وإضافة مادة اشتعال لبرميل البارود المتفجر في الضفة والقطاع".

 

اقرأ أيضا: مخاوف "إسرائيلية" من "تسونامي" يضرب الضفة الغربية

ونوهت أن "إسرائيل، التي تتمتع بتأييد عظيم في البيت الأبيض، وتقف أمام انطلاقة تاريخية مع السعودية ودول الخليج، سترتكب خطأ إذا ما واصلت تكنيس المشكلة الفلسطينية تحت البساط؛ لأنها لن تختفي وستكبر وتهددنا".

التعليقات (0)