سياسة عربية

تجدد الاشتباكات في الحديدة قبل يومين من بدء الهدنة

اشتباكات عنيفة وغارات جوية شنت على الحديدة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ- أ ف ب (أرشيفية)
اشتباكات عنيفة وغارات جوية شنت على الحديدة قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ- أ ف ب (أرشيفية)

شهدت مدينة الحديدة غربي اليمن، الأحد، اشتباكات متقطعة، بعد ليلة من المواجهات التي اندلعت بالمدينة ومحيطها، هي الأعنف منذ مباحثات السويد بين الأطراف المتنازعة برعاية أممية.

 

وأبلغ السكان عن استمرار المناوشات لا سيما خلال الليل على أطراف الحديدة، حيث تحتشد آلاف من القوات اليمنية المدعومة من التحالف.

 

ودعا مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الاحد الحكومة اليمنية والحوثيين إلى الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار، بعد المعارك الاخير في مدينة الحديدة.

وجاء في بيان مقتضب نشره المبعوث على تويتر "يتوقع المبعوث الخاص من الطرفين احترام التزاماتهما بمقتضى نص وروح اتفاق استوكهولم، والانخراط في التطبيق الفوري لبنود الاتفاق".

وأضاف في تغريدة ثانية "تعمل الأمم المتحدة عن كثب مع الحكومة اليمنية وأنصار الله، لضمان التطبيق السريع والتام لبنود الاتفاق".

واندلعت اشتباكات عنيفة ووقعت غارات جوية في محافظة الحديدة غرب اليمن رغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في السويد في محادثات السلام اليمنية، بحسب ما أعلنته مصادر قريبة من الحكومة الأحد.

 

وقال مصدر في القوات الموالية للحكومة للوكالة الفرنسية أن "29 مسلحا على الأقل قتلوا، بينهم 22 من الحوثيين في الاشتباكات والغارات في المحافظة ليل السبت".

 

وقال أحد سكان مدينة الحديدة، إن المواجهات التي اندلعت مساء السبت كانت "عنيفة" واستخدمت فيها "رشاشات ومدافع و(أسلحة) مضادة طيران". وأضاف "حتى أصوات الطيران لم تتوقف من الليل حتى الفجر".

وأضاف أن تلك الاشتباكات خفت حدتها مع ساعات فجر الأحد.

في المقابل، اتهم الحوثيون عبر قناة "المسيرة" الناطقة باسمهم القوات الموالية للحكومة بقصف أحياء سكنية في مدينة الحديدة ومناطق أخرى في المحافظة بعشرات القذائف.

 

ومن المقرر أن تدخل الهدنة في الحديدة حيز التنفيذ في 18 من الشهر الجاري، حيث توصّلت الحكومة اليمنية والحوثيون في محادثات في السويد استمرت لأسبوع واختتمت الخميس، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر ومينائها الحيوي، ووقف إطلاق النار في المحافظة التي تشهد منذ أشهر مواجهات على جبهات عدة.

 

اقرأ أيضا: اشتباكات في الحديدة غرب اليمن رغم اتفاق وقف اطلاق النار

 

وقال يحيى سريع، رئيس دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة والجيش التابع للحوثيين، "نحن ننتظر كما أعلنوا يوم أمس أن يبدأ وقف إطلاق النار من يوم 18 ديسمبر، من بعد غد. نأمل أن يكونوا جادين وصادقين وإلا فنحن جاهزون للرد".


وأكد مصدر في الحكومة التي تساندها الرياض الموعد وقال إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن أبلغ به الطرفين رسميا في رسالة.


وقال مصدر بالأمم المتحدة "في الوقت الذي ينص فيه اتفاق الحديدة على بدء فوري لوقف إطلاق النار، فمن الطبيعي أن تستغرق المسألة 48 إلى 72 ساعة لكي تصل الأوامر إلى مسرح العمليات،نتوقع أن ينفذ وقف إطلاق النار اعتبارا من الثلاثاء".


وتحاول الأمم المتحدة تجنب شن هجوم شامل على الميناء وهو نقطة دخول أغلب السلع التجارية وإمدادات الإغاثة للبلاد كما أنه شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون بالفعل خطر المجاعة.


وجاء الاتفاق، هو أول انفراجة مهمة في جهود السلام في خمس سنوات، في إطار إجراءات لبناء الثقة جرت مناقشتها في محادثات للسلام تهدف لتمهيد الطريق لهدنة أوسع نطاقا وإطار عمل لإجراء مفاوضات سياسية.


وبموجب الاتفاق سيتم نشر مراقبين دوليين في الحديدة وستنسحب كل الجماعات والقوات المسلحة بالكامل خلال 21 يوما من سريان وقف إطلاق النار.


ونص الاتفاق على إشراف "لجنة تنسيق إعادة الانتشار"، التي تضم أعضاء من الطرفين، على وقف إطلاق النار والانسحاب. وسترأس الأمم المتحدة اللجنة. وقال مصدر في الأمم المتحدة إن من المتوقع أن تبدأ اللجنة عملها هذا الأسبوع.


وطلب جريفيث من مجلس الأمن الموافقة على قرار يدعم نشر نظام صارم للمراقبة للإشراف على الالتزام بالهدنة بقيادة الميجر جنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامييرت.


ومن المقرر أن يعقد طرفا الصراع جولة أخرى من المحادثات في يناير كانون الثاني للموافقة على إطار عمل سياسي للمفاوضات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.

التعليقات (0)