ملفات وتقارير

هل تعود خصخصة "الأهرامات" بالفائدة على قطاع السياحة؟

يملك رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الشركة التي ستدير السياحة في منطقة الأهرامات - جيتي
يملك رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الشركة التي ستدير السياحة في منطقة الأهرامات - جيتي
تباينت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض، ومتشائم ومتفائل بشأن قيام الحكومة المصرية بتخلي وزارة الآثار عن إدارة منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة لصالح شركة مصرية خاصة، وتقاسم الأرباح معها فيما تقدمه من خدمات للمقصد السياحي الأهم في مصر.

ووقع المجلس الأعلى للآثار، قبل أيام، عقدا مع شركة أوراسكوم للاستثمار لصاحبها رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة؛ للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للزائرين المصريين والعرب والأجانب بهضبة أهرامات الجيزة.

وتفتقر تلك المنطقة منذ عقود، رغم أهميتها، إلى الخدمات الأساسية اللائقة لاستقبال الزائرين، وتعاني من الإهمال الشديد، وقلة النظافة، وسوء الخدمات، واستغلال السياح بشكل مستفز من قبل الباعة الجائلين، ومقدمي الخدمات الترفيهية من ركوب الجمال والخيول وعربات الخيول.

فضيحة المقطع الإباحي

ويأتي توقيع العقد بين الشركة الخاصة والحكومة بعد أيام من فضيحة تصوير مقطع مصور إباحي للمصور الدنماركي وصديقته على قمة الهرم الأكبر خوفو، بعد السماح لهم بالتسلق والتصوير من خلال وسطاء وسماسرة بالمنطقة، الأعلى في مدينة الجيزة.

وأثار المقطع المصور انتقادات واسعة للحكومة المصرية بالتراخي في حفظ هيبة المكان وكرامته، وأعاد إلى الأذهان حوادث أخرى مماثلة خلال السنوات الماضية، قام خلالها مجموعة هواة ومحترفين بتصوير مقاطع مصورة وأفلام إباحية.

مخاوف حقيقية

نفى محمد عاشور، صاحب إسطبل خيول بمنطقة الأهرامات، في تصريحات لـ"عربي21" أن تكون الحكومة أو شركة أوراسكوم قد تواصلت معهم بشأن كيفية التعامل معهم بعد تخلي وزارة الآثار عن إدارة المنطقة، قائلا: "لم يتواصل معنا أحد حتى اللحظة بخصوص هذا الأمر، وسمعنا عنه من بعضنا البعض، ولكن لم تتواصل معنا أي جهة رسمية، على الرغم من أننا أصحاب المكان هنا على الأرض".

وتقول الوزارة إن العقد شمل تدريب الشركة أصحاب الحرف والخيالة والجمالة والباعة والمصورين وأصحاب عربيّات الجر (الحناطير) الموجودين حاليا بالمنطقة الأثرية لرفع كفاءة تعاملهم مع السائحين، والعمل على توفير مصدر دخل لهم، وتوفير زي خاص بهم داخل المنطقة الأثرية وفي الأماكن المخصصة لهم، مع شراء حناطير جديدة وتوفير أكشاك لائقة لبيع العاديات والهدايا التذكارية.

وشكك عاشور في أن تكون تلك الخطوة في صالحهم، قائلا: "في جميع الأحوال أي وضع جديد لن يكون في صالحنا، وسيكون ضدنا، وضد أعمالنا، سيلحقوننا بمنطقة نائية عند الجبال، في حين أن عملنا يتطلب عرض سلعتنا مباشرة على السائح وإقناعه بمتعة استخدامها، أما في حال استبعادنا في منطقة نائية فمن سيأتي لنا في مثل هذه الأوقات الصعبة من تلقاء نفسه".

مشيرا إلى أن "الأوضاع لا تزال على غير ما يرام، وتساءل من سيقوم بدفع تذكرة سعرها 160 جنيها، ويركب حصانا بمئة جنيه، وحنطورا بمائتي جنيه"، مطالبا "بضرورة التواصل معهم، وتوضيح موقف الشركة الجديدة من تواجدهم في منطقة الأهرامات".

وعن خطوتهم القادمة إزاء ما يحدث، قال صاحب الإسطبل، إنهم "بصدد جمع أكبر عدد ممكن من أصحاب المهنة، والرابطة الخاصة بهم من أجل تنسيق موقف واحد، ورأي واحد للتفاوض مع الشركة الجديدة بعد معرفة عروضها".

وبشأن عدد الخيالة والجمالة وأصحاب الحناطير الذين قد يتضررون من الوضع الجديد لإدارة منطقة الأهرامات أكد "أنه يوجد نحو خمسة آلاف شخص بيوتهم مفتوحة من وراء العمل في منطقة الأهرامات، ولا يوجد مصدر دخل آخر لهم غيره".

إحياء المنطقة

من جهته؛ رحب الخبير السياحي، ورئيس غرفة المنشآت السياحية بإقليم وسط وشرق الدلتا، علي كامل منصور، بالخطوة واعتبرها "خطوة جيدة في سبيل تنشيط السياحة، بعد أن ظل لعقود لمنطقة أثرية مهملة من الخارج، ولكن ليس من الداخل، وبخدمات ونظافة لا تليق بالأهرامات".

وقال لـ"عربي21": إن "المكان سيكون مميزا مع الإدارة الجديدة، بوجود أماكن ترفيه للسياح، ومشاهد أثرية جديدة، وأفضل بكثير مما كانت عليه، وإعادة إحياء المنطقة بشكل يليق بها، خاصة أنها تحتوي على أهم مقاصد سياحية في مصر".

 وبشأن تأثر المواطنين بأسعار الدخول والخدمات الجديدة، وحرمان البعض من دخولها، توقع أن "تكون هناك تذاكر دخول مدعمة للمصريين، وطلاب المدارس والجامعات، ورحلات المجتمع المدني وغيرها، ولن تترك الأمور هكذا".

أما فيما يتعلق بإشكالية التعامل مع أصحاب الحناطير والخيالة والجمالة في منطقة نزلة السمان بجوار الأهرامات، طالب منصور "بأن تتفاوض معهم الشركة الخاصة الجديدة لإعادة دمجهم بشكل أكثر حضاريا، من خلال إنشاء منطقة خاصة بهم لممارسة؛ أعمالهم لأنهم نسيج من الشعب"، مشيرا إلى أنه "من الأفضل إعادة الاستعانة بهم مجددا من خلال خلق أماكن خاصة بهم وتجديد أدواتهم ووسائلهم السياحية بما يبهج السياح، وتليق بمنطقة الأهرامات المقصد السياحي العالمي التاريخي".
0
التعليقات (0)