صحافة دولية

NYT: هؤلاء أهم الرابحين والخاسرين من قرار ترامب بسوريا

نيويورك تايمز: قرار ترامب انتصار لروسيا ومنفعة لتركيا وخسارة للأكراد- جيتي
نيويورك تايمز: قرار ترامب انتصار لروسيا ومنفعة لتركيا وخسارة للأكراد- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تعرض فيه أبرز الرابحين والخاسرين من قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.

 

ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن قرار الرئيس يعطي إيران مجالا لتوسع تأثيرها الجيوسياسي في الشرق الأوسط، بشكل يترك إسرائيل وحيدة لمواجهة هذا التأثير، مع مخاطر عودة تنظيم الدولة. 

 

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم قلة عدد الجنود، إلا أن قرار الرئيس ترك آثارا بعيدة على الحرب المعقدة، بحيث ترك الحلفاء يبحثون عن طرق للخروج من المأزق الذي أدى إلى جرأة الأعداء، فقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "دونالد محق وأنا اتفق معه"، مشيرة إلى أن تأثير روسيا سيزيد في المنطقة بخروج الولايات المتحدة. 

 

ويشير التقرير إلى أن تركيا وإيران والحكومة السورية ستجني ثمارا مباشرة من انسحاب القوات الأمريكية، وفي المقابل فإن حلفاء، مثل القوات الكردية التي قاتلت إلى جانب الأمريكيين، يشعرون بالخيانة، ويهددون بإطلاق سراح سجناء تنظيم الدولة، لافتا إلى أن إسرائيل ستجد نفسها أمام واقع إكمال إيران الممر البري من طهران إلى البحر المتوسط.

 

وتنقل الصحيفة عن الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مايكل هيرتزوغ، قوله: "هذا يتركنا وحيدين في الميدان مع الروس.. نحن وحدنا في الميدان أمام إيران". 

 

ويلفت التقرير إلى أنه مع الهزات التي أحدثها القرار، فإن عددا من الدول ستقوم بإعادة النظر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ما سيقود إلى تشكيل في العلاقات: تحاول إسرائيل حرف روسيا ضد إيران، فيما تحاول تركيا أن تجعل روسيا والولايات المتحدة ضد بعضهما، أما سوريا فستحاول جعل الأكراد ضد تركيا. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن السفير السابق في مصر دانيال كريتزر، قوله: "لو نظرت إلى أي بلد في المنطقة فلا احد منها يثق في الآخر، ولا تريد كلها الثقة في روسيا، لكن من تبقى للثقة فيه؟". 

 

وينوه التقرير إلى أن الوجود الأمريكي كان مثيرا لسخط الإيرانيين، ويمنع الجماعات المسلحة التابعة لهم من عبور الحدود إلى سوريا من العراق، مشيرا إلى أن خروج الأمريكيين سيمنح الفرصة للإيرانيين بالتعامل مع الحدود العراقية على أنها متاحة لهم، بشكل سيسهل من حركة المقاتلين والسلاح، ويمكن من نقل الصواريخ الإيرانية برا إلى حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى أن حرية الحركة ستؤدي إلى تخفيف آثار العقوبات الأمريكية القاسية، التي أضرت بالاقتصاد الإيراني. 

 

وتنقل الصحيفة عن الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد "تشاتام هاوس" لينا الخطيب، قولها إن "المنطقة غنية بالنفط.. من هنا فإن خروج القوات الأمريكية سيزيد من فرص وضع إيران يدها على حقول النفط في شمال شرق البلاد". 

 

ويجد التقرير أنه لن تكون هناك جماعة خاسرة من انسحاب الأمريكيين أكثر من المقاتلين الأكراد، مشيرا إلى أنه ردا على القرار فإن هؤلاء يناقشون الإفراج عن 3200 سجين من تنظيم الدولة.

 

وتذكر الصحيفة أن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بلال، نفى أي نقاش بهذا المعنى، وقال: "أي أخبار تأتي من هذه المصادر ليست موثوقة، ولم تخرج منا". 

 

ويستدرك التقرير بأن المسؤولين الغربيين العاملين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا أكدوا حدوث هذا النقاش، وقال مسؤول: "النتيجة الوحيدة لهذه النقاشات هي سجن النظام لهؤلاء.. لو أفرج عنهم فسيكون ذلك كارثة حقيقية وتهديدا كبيرا على أوروبا". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن محللين، قولهم إن تهديدا من هذا النوع هو مخادعة، أو محاولة لجلب الانتباه، مشيرين إلى أنه لو أفرج عن سجناء تنظيم الدولة فإنهم سينقلبون رأسا على الأكراد.  

 

وبحسب التقرير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن تفكير الأكراد في الإفراج عن هؤلاء المساجين جاء بسبب رفض الدول التي جاءوا منها استعادتهم، ولأن المقاتلين الأكراد بحاجة لكل فرد لمواجهة هجوم تركي محتوم. 

 

وتبين الصحيفة أن الانسحاب الأمريكي ساعد تركيا من جهتين، فقد تخلت أمريكا عن الأكراد الذين تعدهم تركيا تهديدا لها، وأخرجت القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، التي قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه سيشن هجوما عليها، مستدركة بأن أي هجوم لن يكون دون أخطار. 

 

وينقل التقرير عن خبير الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفن كوك، قوله: "المشكلة لهم ( الأتراك) هي أنهم لو دخلوا فسيواجهون حرب عصابات طويلة"، فيما يرى المحللون أن اتفاقا بين الأكراد والنظام السوري هو أمر محتمل، حيث يحصلون من خلاله على نوع من الحكم الذاتي مقابل ولائهم للنظام، ما سيضع تركيا أمام مواجهة مع كل من النظام وروسيا. 

 

وتفيد الصحيفة بأنه بالنسبة لإسرائيل فإن القرار محرج لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يحضر لانتخابات في العام المقبل، التي تعد مصداقيته الأمنية، وعلاقاته مع ترامب، وهوسه بالتهديد الإيراني، رئيسية فيها، وقال نتنياهو إنه علم بالانسحاب من حديثه مع ترامب يوم الاثنين. 

 

ويورد التقرير نقلا عن المحلل الإسرائيلي في مجموعة الأزمات الدولية عوفير زالزبيرغ، قوله: "قد فاجأ هذا الحكومة الإسرائيلية"، لافتا إلى أن نتنياهو شعر في بداية هذا العام أنه وصل لذروة تأثيره في واشنطن، من خلال قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وخروج ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران، وهو المطلب الرئيسي لنتنياهو. 

 

ويقول زالزبيرغ إن نتنياهو ينهي العام وقد أساء إدارة العلاقات الإسرائيلية مع قوتين عظميين، أمريكا وروسيا، فرفض الرئيس بوتين مقابلته منذ سقوط الطائرة الروسية في سوريا أثناء عملية إسرائيلية.

 

وتشير الصحيفة إلى أن العديد من المحللين من العسكريين الإسرائيليين قللوا من المخاطر التكتيكية، وبأنهم سيواجهون إيران وحدهم، إلا أنهم تحدثوا عن أثر ذلك على معنويات الإسرائيليين، وقال الخبير في الشؤون السورية في جامعة تل أبيب إيال زيسر: "عددهم ألفا جندي.. من الناحية النفسية كانوا هناك بشكل جعل الروس والإيرانيين يمارسون الحذر". 

 

ويستدرك التقرير بأن الانسحاب المتعجل يعطي مصداقية للفكرة المنتشرة في الشرق الأوسط، وهي أن أمريكا لا تهتم بحلفائها، "وهذا الكلام مضر لقوة إسرائيل وردعها أيا كان صدقه". 

 

وتقول الصحيفة: "ربما كان الروس من المستفيدين الكبار من القرار، حيث سيكونون اللاعب الرئيسي في سوريا، ويعيد لهم ذلك المكانة التي خسروها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي". 

 

وينقل التقرير عن الخطيب، قولها إنه من المتوقع أن يستخدم بوتين الانسحاب "ليقول للعالم إن روسيا ربحت الحرب بالوكالة ضد أمريكا"، وتضيف أن روسيا ستحاول الاستفادة من هذا القرار لوضع مسارات المستقبل السياسية للبلد كما تشاء، و"ستفتح الطريق أمام روسيا لمعاملة سوريا على أنها جزء من الأراضي التابعة لها". 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه على المدى القريب فإن إيران وروسيا ستستفيدان من الانسحاب الأمريكي، لكن على المدى البعيد فإن النزاع سيندلع بين القوتين؛ نظرا لاختلاف الأجندة بين القوتين، فروسيا تريد حكومة قوية ومستقرة في دمشق، أما إيران فتريد دولة ضعيفة من السهل التحكم فيها.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)