صحافة دولية

هل ينقذ اتفاق "أوبك" خطط ابن سلمان من الانهيار؟

أسواق النفط تترقب نتائج تطبيق اتفاق "أوبك" الأخير بخفض الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل- جيتي
أسواق النفط تترقب نتائج تطبيق اتفاق "أوبك" الأخير بخفض الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل- جيتي

قال الموقع الأمريكي المتخصص في شؤون النفط والطاقة "أويل برايس"، إن استمرار التقلبات الحادة في أسواق النفط، ومواصلة أسعار الخام اتجاهها نحو المسار الهابط، يضع المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط أمام تحديات اقتصادية جديدة.


وحذر الكاتب المختص في شؤون النفط والطاقة، تيم دايس، في تقرير نشره الموقع، وترجمته "عربي21"، من عودة التأثير السلبي لانخفاض أسعار النفط على الاقتصاد السعودي، وتجدد الأزمات الاقتصادية، كما حدث عقب انهيار أسعار النفط في أواخر 2014.


وأوضح تيم دايس في تقريره الذي جاء تحت عنوان: "السعوديون يسيرون على الثلج الرقيق مع انخفاض أسعار النفط"، أن المملكة الغنية بالنفط التقطت أنفاسها بعد سيناريوهات محتملة بحدوث انهيار اقتصادي خلال 2015-2016،على خلفية هبوط أسعار الخام إلى مستويات مدنية غير مسبوقة، عندما سجل سعر البرميل 30 دولارا، بسبب تخمة كبيرة في المعروض بالتزامن مع زيادة الولايات المتحدة إنتاجها النفط الصخري، وقرار سعودي أيضا بزيادة الإنتاج.


وأكد الكاتب المختص في شؤون النفط والطاقة، أن التوقعات الحالية لاتجاهات أسعار النفط تبدو قاتمة مرة أخرى، لافتا إلى أن أسعار برنت الحالية التي تتراوح بين 50 و55 دولارا للبرميل، لم يكن أحد يتصورها قبل شهرين فقط.


ورجح تيم دايس أن تظل أسعار النفط عند مستويات تتراوح بين 40 و50 دولارا للبرميل، أو أقل، في حالة الاستمرار في زيادة إنتاج النفط الأمريكي، واحتمالات عدم توصل كل من الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري، موضحا أن عودة أسعار النفط إلى تلك المستويات المتدنية ستنهار معها بلا شك خطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاقتصادية، ورؤية 2030 التي تستهدف تقليل الاعتماد على النفط.


وقال إن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة أسطنبول التركية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، ساهمت بشكل كبير في تشويه صورة المملكة بالخارج، وهو ما أدى إلى فشل خطط ابن سلمان في جذب استثمارات أجنبية للبلاد، وما قد يتسبب في عودة شبح الأزمات الاقتصادية التي عانت منها المملكة خلال 2015-2016.

 

اقرأ أيضا: فايننشال تايمز: كيف كان قتل خاشقجي صفعة لمشروع "نيوم"؟

وعمقت أسعار النفط من خسائرها لنحو 5% خلال جلسة متقلبة اليوم الاثنين، حيث هبط سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم شهر فبراير بنسبة 4.7% ليسجل 51.31 دولارا للبرميل بعد أن وصل إلى 54.66 دولارا للبرميل، في وقت سابق من الجلسة. 


وانخفض سعر التسليم الفوري لخام نايمكس الأمريكي تسليم شهر فبراير بنسبة 4.9% ليهبط إلى 43.35 دولار للبرميل بعد أن سجل 46.24 دولارا للبرميل في وقت سابق. 


وفقد "برنت" 11% من قيمته بأسبوع كما شهد "نايمكس" هبوطاً مماثلاً 11% في الأسبوع المنقضي ليسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ يناير 2016. وفقد كل من "برنت" و"نايمكس" أكثر من 35% من قيمتهما مقارنة بالقمة المسجلة في أوائل أكتوبر الماضي.


وأشار تيم دايس، إلى أن أسواق النفط تترقب نتائج تطبيق اتفاق "أوبك" الأخير بخفض الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل في اليوم اعتبارا من يناير/ كانون الثاني المقبل وعلى مدى ستة أشهر، وما إذا كان هذا الاتفاق سيكون كافيا للحد من تخمة المعروض في الأسواق أم لا.


وأكد أن هذه المستويات المتوقعة لأسعار النفط ستعيد إلى الأذهان ما عانت منه السعودية من أزمات اقتصادية على خلفية تدهور أسعار النفط في 2015-2016، والتي أعقبها فرض حزمة واسعة من إجراءات التقشف لسد العجز المتزايد في الموازنة العامة للمملكة خلال تلك الفترة.

التعليقات (0)